التحرير
سياسة التخويف من الإسلام والمسلمين هو ما تطلق عليه الدوائر الغربية وكُتَّابها (الإسلاموفوبيا) وفق خطط مرسومة يقوم بها نفر من المنظرين من قبَل ما يعرف بالمحافظين الجدد لتحويلها إلى ظاهرة نفسية تتحكم بالرأي العام الغربي، وأبرز القائمين على رعاية هذه السياسة وقيادتها هم العصابة الحاكمة في الحزب الجمهوري الأمريكي الحالي، ومن أشهرهم (ديك تشيني) نائب الرئيس الأمريكي ووزير الدفاع (دونالد رامسفيلد) المكلفان بإدارة السياسة الخارجية الأمريكية، ومن ورائهما مخططون بارزون منهم (كارل روف) و (بول وولفويتز) وهما من أعدى أعداء الإسلام، وهذا ما نلمسه في استراتيجيات وخطط الرئيس الأمريكي (بوش) ، لذلك لا يُستغرب ما ينشر من تهجماته الحاقدة على الإسلام والمسلمين في الآونة الأخيرة ولمرتين متقاربتين وهما:
1 ـ ما نسب للمذكور بعدما قيل من كشف خطة لتلغيم طائرات في بريطانيا متوجهة لأمريكا، وأن هذا الفعل هو من صنع المسلمين الفاشيين!!
2 ـ ما جاء في خطابه الأخير في (ولاية يوتاه) المحافظة قبل شهرين من بداية حملته الانتخابية من لمز للمسلمين وتشبيههم بالفاشيين والنازيين والشيوعيين!!
والحقيقة أن الفاشية صناعة غربية بامتياز يعرفها كل من له اطِّلاع على المعاجم والموسوعات الغربية، ولا صلة لها بالإسلام. هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى فالنازية مثلها مثل الفاشية مفهوم غربي تمثل اليمين الغربي المتطرف؛ مما يؤكد جهل كثير من القادة الغربيين بالتاريخ وافتقارهم للإنصاف السياسي. وهذه الاتهامات لا شك أنها من صنع كتبة تيار المحافظين الجدد، وهم يرددونها بوقاحة وحقد أعمى بناءً على الصور النمطية المفتراة ضد أمتنا الإسلامية وبخاصة بعد الفشل الكبير لسياساتهم وحروبهم العدوانية الخاسرة في شتى المواقع مما كان محل مقت الكثيرين من الشعب الأمريكي بعد هلاك الآلاف منهم في حروبهم العدوانية، ولخوفهم أن ينعكس ذلك سلبياً على موقفهم المهزوز في الانتخابات القادمة، ويؤدي بهم للفشل المنتظر ـ إن شاء الله ـ وهذا ما يجعلهم يخترعون مثل تلك الأكاذيب والاتهامات المصطنعة ليسيئوا لديننا الحنيف ويخوِّفوا بها شعوبهم، وهذه الحرب العدوانية ليست وليدة 11 سبتمبر 2001م كما هو مشهور، بل هي أبعد من ذلك بكثير ولعلها من تداعيات الحروب الصليبية السيئة الذكر.
ومعلوم أن التحالف المشبوه بين اليهود الصهاينة في الدولة العبرية والأصوليين النصارى ليس حباً في اليهود ولكنه نتيجة عقيدة نصرانية تقوم على تجميع اليهود في الأرض المحتلة (فلسطين) حسبما جاء في أسطورة (هرمجدّون) حيث يحارب النصارى المسلمين وينتصرون عليهم ـ بزعمهم ـ وتنتهي بنزول المسيح عليه السلام؛ وهذا ما ذكرته الباحثة (غريس هالسل) في كتابها الشهير (يد الله) وكذلك لرغبة نصارى أمريكا في طرد اليهود والتخلص منهم؛ واليهود يعرفون ذلك، لكنهم بمكر ودهاء سياسي لا يلتفتون إلى مشاعر الكراهية تلك، وإنما يهمهم التأييد الكبير لهم من اليمين الأمريكي المتطرف المعروف لما يحظون به الآن من دعم لهم بشكل جلي.
والعودة الحقيقية للمسيح # مُؤْذِنة بنصر الإسلام؛ حيث يحطم الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية كما أخبرنا بذلك الصادق المصدوق نبينا محمد # في حديث متفق عليه (*) .