الصفحة الأخيرة
ظلم ذوي القربى
عبد القادر حامد
أحد القراء من اليونان أرسل إلينا يشكو من محاربة بعض الإخوة المسلمين
لمجلتنا (البيان) ويستغرب ذلك ويظهر ألمه وأسفه، وجواباً على ذلك نقول للأخ
الكريم:
الاستغراب معقول ومفهوم، ولكن الألم والأسف لا ينبغي أن يتطرق إلى
النفس من هذا العمل. فنحن نعلم أنه منذ ظهور العدد الأول من مجلة (البيان) لم
يرق ذلك لبعض الذين يدعون تمثيل العمل الإسلامي، وأنهم ناصبوها العداء،
وتجنبوها بالتجاهل والتحذير الهامس، ولم يسمحوا لها أن تعرض في واجهات
مكتباتهم ونواديهم، مع أن هذه الواجهات لا تخلو من عرض الصحف والمجلات
التي لا نقول إنها لا تمثل الفكر الإسلامي، بل إن منها ما تخصص في تنقص
المسلمين وحرب قضاياهم، وتكبير خلافاتهم، والتحامل عليهم. وإن الإنسان
ليدركه العجب، وتعروه الدهشة من كيل المدائح التي تكال لكثير من أعداء الإسلام
المكشوفين من قبل أناس يتواصوا فيما بينهم من التحذير من مجلة البيان ومقاطعتها.
ولكن كل ذلك لا يجوز بحال أن يثنينا عن مهمتنا التي نصبنا أنفسنا من أجلها، فإن الحق أبلج، و (الشمس لا تغطى بغربال) ، وإننا نضع مثل هذه الأساليب في
حرب منبر من منابر الدعوة في نصابه الصحيح، فلا نقول مثلاً إن هذا تآمر من
أعداء الإسلام علينا، ولا أن الذين يحاربوننا بمقاطعة مجلتنا مندسون لتخريب
العمل الإسلامي، بل نقول: إن الذي يدفع إلى هذه الأعمال ضيق في الأفق،
وعصبية حزبية، وحسد مبعثه الكبر وغمط الناس من قبل إخوة كان من المتوقع أن
يكونوا عوناً على كل كلمة صادقة وجهد جاد.
هذا مع أننا لا نستنكف عن عرض أي مطبوعة إسلامية تتبنى قضايا الإسلام
والمسلمين ضمن إطار أهل السنة والجماعة، وليس عندنا عقد تجاه أي مجلة
صدرت أو ستصدر، وحالنا مع هؤلاء كقول الشاعر:
وإن الذي بيني وبين بني أبي ... وبين بني عمي لمختلف جدا
فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم ... وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
ولا أحمل الحقد القديم عليهم ... وليس كبير القوم من يحمل الحقدا