حاوره في العراق: سيف العبيدي
سيدي العزيز الشيخ الدكتور محمد بشار الفيضي! مجلة البيان تشكركم لإتاحة الفرصة لقرائها في هذا اللقاء.
تتسارع الأحداث السياسية في العراق لدرجة كبيرة يتعذر معها فهم ما يدور في حقيقة الواقع السياسي ... فما بين الأزمات التي تمر بها الحكومة في العراق وما بين التحركات الإقليمية والعربية، وما بين دور المحتل في كل هذه المعطيات ...
^: الدستور قد تم تمريره بالقفز فوق السنَّة؛ فما موقفكم منه، وما هي النقاط التي تعترضون عليها؟
| الأصل في مشروع الاحتلال أن يمرر، وإذا لم يمرر فهذا مثير للاستغراب؛ لأن الدستور بشكله الحالي يبدو محققاً لكل الأحلام المريضة التي تداوي أعداء هذه الأمة؛ فهو يؤسس لإضعاف البلاد وتبديد ثرواتها، وإبقاء المنطقة هشة ضعيفة.
أما ملاحظاتنا على الدستور فهي جمة، وقد نشرناها كاملة في صحيفة (البصائر) الناطقة باسم الهيئة. ومنها موضوع الفيدرالية المبتدَعة على نحو مغاير لما عليه حال الفيدراليات في العالم، ومنها تغييب الهوية العربية للبلاد، وإضعاف موقف الإسلام من خلال تقييد مصدريته للدستور بشروط في ذلك، وغيرها من الاعتراضات كثير.
^: هل انتم نادمون على عدم المشاركة في الانتخابات القادمة والتي كان نتاجها هذا الدستور؟
| لا، أبداً، بل إن الواقع يكشف يوماً بعد يوم أن موقف الهيئة (المقاطعة) هو الجدير بالتبني؛ والدليل الدستور نفسه؛ فقد كان ثمرة غير ناضجة لعملية مشوهة، وسيدرك الناس بعد ان يقر الدستور بـ (نعم!) أنهم ضحية التضليل الأمريكي، وأن ما زعموه بالعملية السياسية لا يعدو ان يكون فخاً سياسياً للإيقاع بالقوى الوطنية وتوريطها بمشروع الاحتلال.
^: كيف تنظرون إلى مستقبل العراق في ظل الدستور، وما هي الوسائل التي تمتلكونها لمواجهة المشاكل القادمة وخصوصاً شبح الحرب الأهلية؟
| لا مستقبل زاهراً للعراق في ظل الدستور ... هذا دستور الاحتلال وليس دستور الشعب العراقي. وقد فُرِض على الشعب العراقي في ظل الاحتلال، لكنه سيزول بزوال الاحتلال. أما الحرب الأهلية فلن تحصل بإذن الله، وثقتنا بأبناء العراق عالية.
^: لماذا لا تعملون على إقامة إقليم سني وتستفيدون من الفيدرالية التي أقرها الدستور العراقي الجديد؟
| لأننا لا نريد ان نكون أداة لتحقيق المشروع الأمريكي في المنطقة. الفيدرالية كما ذكرت تعني تقسيم العراق طائفياً ... وهذا هدف أمريكي استراتيجي؛ فكيف تريدنا يا سيدي العزيز أن نساهم في تحقيقه؟
^: متى ستشاركون في العملية السياسية؟
| سنشارك في يوم يخرج المحتل أو على الأقل حين يضع جدولاً زمنياً مكفولاً دولياً وتجري عملية انتخابية حرة ونزيهة وبإشراف الأمم المتحدة، ويطمئن العراقي إلى سلامة النتائج التي ستتمخض عنها العملية السياسية.
^: من الأمور التي يأخذها الآخرون على أهل السنَّة عدم وجود مرجعية موحدة لهم. فلِمَ لا تعملون على توحيد مرجعية أهل السنة؟
| أهل السنة درجوا على التمسك بالكتاب والسنة مرجعيةً لهم؛ أما علماء الأمة فهم للاستشارة والاستدلال على الأحكام.. ومن هنا لم يكن للسنة مرجعية كالتي عند الشيعة مثلاً. وهيئة علماء المسلمين حين تأسست تدرك ذلك. لذا حرصت على أن يكون أعضاؤها من كل المكونات لتكون مرجعية علم واستشارة للمسلمين جميعاً، وهي لم تفرض نفسها على أحد، ولم تَدَّعِ الإجماع عليها، لكنها على مستوى الواقع الأكثر تمثيلاً للجميع.
^: كيف تنظرون إلى مستقبل المقاومة في ظل هذه التطورات، وهل ما زالت هي اللاعب الأساسي في الساحة العراقية؟
| مستقبل المقاومة بخير، وما زالت اللاعب الأساسي في الساحة العراقية، وبيدها الكلمة الأخيرة والفصل. ونعتقد أنها في نماء وتطور، والمراقب لسير العمليات العسكرية في العراق يدرك ذلك بوضوح.
^: كلمة أخيرة فضيلة الشيخ الفيضي!
| يجب ألا نتعجل في الحصول على مكاسب لأهل السنة ونفرِّط بمصلحة المسلمين جميعاً؛ هذه معركة فاصلة، وعلينا أن نتحلى بالصبر، وأن نقدم لها كل ما نملك من غالٍ ونفيس، ويقيننا بالله أننا منتصرون.