علاقة حماس مع أبي مازن سيحكمها مقدار تمسكه بحقوق شعبنا
نائل نخلة
قاطعت حركة المقاومة الإسلامية حماس الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخراً، وأعلن في أعقابها فوز مرشح حركة فتح محمود عباس أبو مازن بنسبة 62% من أصوات المقترعين، وقد اتخذت الحركة جملة من المواقف تجاه عملية الترشيح والاقتراع من أوجه مختلفة. وفي هذه المقابلة مع الشيخ حسن يوسف المتحدث باسم حركة حماس في الضفة الغربية، رصد لموقف الحركة تجاه كافة ملابسات العملية، واستيضاح لتوجه الحركة المستقبلي. من هنا جاء هذا اللقاء مع (البيان) .
البيان: الشيخ حسن يوسف ما هو تعقيبكم على نتائج الانتخابات الرئاسية من حيث نسبة المشاركين ومن حيث فوز محمود عباس أبو مازن؟
- في البداية نحن في حركة حماس لا نريد سوى الاعتماد على الأرقام التي أعلنتها لجنة الانتخابات المركزية؛ فمن مجموع مليون وثمان مئة ألف صوَّت 757 ألفاً، وهذه تشكل حوالي 40% من مجموع من يحق لهم التصويت، وإذا أضفنا نحو 53 الف ورقة بيضاء أو باطلة؛ فالنسبة النهائية لمن اقترعوا كانت 40%، وأبو مازن فاز بنسبة 62% من مجموع المقترعين فقط، ومن ثم فإن نسبته الحقيقية هي 26.8%، بينما يحصل مصطفى البرغوثي على 8% فقط، بمعنى ان هناك قرابة 60% من الفلسطينيين اصحاب حق الاقتراع لم يصوتوا. وقد رافقت عملية الاقتراع معوقات وظروف مختلفة منها (صهيونية) ومنها ما هو غير ذلك، ولكن يجب أن نعلم أن مقاطعة حركة حماس للعملية الانتخابية الرئاسية كان له تأثير كبير على نسبة المشاركة والاقتراع يوم الانتخابات.
بالنسبة للأخ ابو مازن، نحن نحترم اختيار شعبنا الفلسطيني، ونحترم العملية الانتخابية رغم بعض الملاحظات عليها، كما للكثيرين من المراقبين المحليين والدوليين الذين أشرفوا على هذه الانتخابات، ونحن نقبل باختيار شعبنا الفلسطيني، كما قمنا بتقديم التهنئة للأخ أبو مازن باعتباره رئيساً للسلطة الفلسطينية. وأود أن يعلم الكل أنه لا يوجد بيننا وبين (أبو مازن) أي إشكال شخصي مع أننا لا نريد أن نحكم عليه حكماً مسبقاً، بل ننظر ما سيقوم به على الأرض، ثم ستكون علاقتنا مع رئيس السلطة بمقدار تمسكه بحقوق شعبنا الفلسطيني، وإذا تحرك من أجل إصلاح كل أشكال الخلل الذي أصاب معظم نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتصحيح مسألة عدم احترام الحريات، والتهاون في مسألة احترام حقوق المواطن، وحافظ على استقلال القضاء وعلى تصويب الوضع الداخلي الفلسطيني، بل سنقوم بدعمه إذا ما تمسك بكافة حقوقنا. لكن إذا كان هناك تفريط بأي حق من حقوق شعبنا فحماس بلا شك ستعارضه، ولكنها معارضة حضارية علمية لا تتسبب بأي إشكال في الواقع الفلسطيني.
البيان: ما هي استعدادات حركة حماس للمشاركة في انتخابات المجالس البلدية في قطاع غزة، وكذلك الجولة الاستكمالية لهذه الانتخابات في الضفة؟
- حركة حماس مع إجراء الانتخابات البلدية التي تشمل 450 دائرة انتخابية للمجالس البلدية والقروية التي تنتشر في كافة أرجاء الوطن في الضفة وغزة والقدس، ولقد قررت حماس المشاركة في هذه الانتخابات لكونها على تماس مباشر مع المواطن الفلسطيني، الذي جربنا من خلال إدارة بعض المؤسسات الخيرية والاجتماعية، وشهد على نزاهة طواقمنا، رغم المراقبة والضغط الشديدين من قِبَل السلطة لعمل هذه المؤسسات، ولأن هذه الانتخابات البلدية هي بالأصل من أجل العمل الخدماتي؛ فقد شهد الفلسطينيون كافة بتقدم وفوز الحركة في الجولة الأولى منها والتي شملت 26 دائرة انتخابية في الضفة، ونحن على ثقة أن المواطن لديه ثقة عالية بنا، وهذا يوضحه مدى التأييد الكبير الذي تتحلى به حماس في أوساط الفلسطينيين (*) .
البيان: هل من استعدادات خاصة من قِبَل الحركة لخوض هذه الانتخابات؟
- نحن لا نزاحم أحداً وكأننا في معركة. في الواقع نحن لا نريد سوى إضافة جهودنا لجهود كل الخيرين في الساحة الفلسطينية من أجل إحداث تغيير في الشارع الفلسطيني من خلال دماء ووجوه جديدة من اجل عملية تغيير شاملة في الواقع الفلسطيني، وسنبذل كل ما بوسعنا في سبيل تحقيق أي خدمات للمواطن.
البيان: هل لا زالت حركة حماس تدرس إمكانية مشاركتها في الانتخابات التشريعية التي من المقرر إجراؤها في السادس عشر من تموز المقبل؟
- نحن لا نخفي عن المواطن الفلسطيني أمراً إن قلنا إن هناك مجموعة ضغوطات من قِبَل شرائح محترمة من أبناء شعبنا ولها تأثير في الواقع الفلسطيني تدعونا وتُلح علينا بضرورة المشاركة في الانتخابات التشريعية، ولكن حماس لا زالت تدرس هذا الأمر بجدية كبيرة، وفي وقت قريب سيكون هناك قرار نهائي بهذا الشأن، وأي موقف ستتخذه الحركة سيكون خاضعاً لمصلحة وحقوق شعبنا الفلسطيني. لا يوجد تاريخ معين لإصدار قرار نهائي بهذا الشأن؛ فالكل يعلم وضع حركة حماس الأمني وملاحقة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية؛ لذلك هناك عقبات في التواصل بين القيادات، ولا يمكننا فرض القرار بشكل أحادي من قِبَل جهة واحدة في الحركة، هناك مؤسسات شورى في الحركة سواء في الضفة أو القطاع أو في السجون أو في الخارج، ومن ثم قد يستغرق الأمر وقتاً؛ لكنه سيكون قريباً بإذن الله.