مجله البيان (صفحة 505)

قتل العلماء إخضاع للأمة.. قراءات تاريخية

قراءات تاريخية

قتل العلماء إخضاع للأمة

قد لا يعلم كثير من الناس أن الدولة العبيدية، والتي يسمونها (الفاطمية) كان

من شرورها أن قتلت كثيراً من علماء السنة في المغرب العربي وغيره، واستمر

هذا الشر في أحفادهم الإسماعيلية الذين مارسوا الاغتيالات لعلماء السنة.

وهذه أسماء بعض العلماء الذين قُتلوا ذكرتهم كتب التراجم مثل سير أعلام

النبلاء للذهبي:

في سنة 361، وبعد أن استقر معد بن إسماعيل العبيدي الملقب (بالمعز) في

القاهرة، أحضر بين يديه العالم أبو بكر النابلسي وجرى هذا الحوار بينهما:

المعز: أنت الذي يقول: لو معي عشرة أسهم لرميت الروم بتسعة

والمصريين (العبيديين) بواحد.

- لا، بل لرميتكم بتسعة ورميت الروم بواحد.

- ولم؟

- لأنكم غيرتم دين الأمة، وقتلتم الصالحين، وأطفأتم نور الإلهية.

فأمر المعز العبيدي بضربه بالسياط، ثم سلخ جلده، سلخه يهودي، ثم قُتل -

رحمه الله-، ولعنة الله على الظالمين.

محمد بن الحُبْلي

قاضي مدينة برقة، أتاه أمير برقة (العبيدي الفاطمي) فقال: غداً العيد، قال

القاضي: حتى نرى الهلال، ولا أُفَطِّر الناس وأتقلد إثمهم، فأصبح الأمير بالطبول

والبنود أهبة للعيد قال القاضي: لا أخرج ولا أصلي، فطلبه المنصور العبيدي

(حفيد عبيد الله المهدي) فقال له: تصل وأعفو عنك فامتنع، فأمر به فعلق في

الشمس إلى أن مات، وكان يستغيث من العطش فلم يسق ثم صلبوه على خشبة [1] . ...

ابن البَرْدون

الإمام الشهيد تلميذ ابن الحداد، قتله أبو عبد الله الشيعي، وقال له لما جُرّد

للقتل: أترجع عن مذهبك؟ فقال الإمام: أعن الإسلام أرجع، ثم صلب وقد كان

بارعاً في العلم [2] .

ابن خيرون

الإمام أبو جعفر محمد بن خيرون المعافري، أمر عبيد الله المهدي (مؤسس

الدولة العبيدية التي تسمى بالفاطمية) أمر بأن يداس هذا العالم حتى الموت، فقفز

عليه الجنود السودان حتى مات، وذلك بسبب جهاده وبغضه لعبيد الله وجنده [3] .

ابن قائد

أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي بن قايد الأواني، زاهد، خاشع، ذو تأله

وأوراد، قدم (أوانا) [4] وأعظ باطني، فنال من الصحابة فحمل ابن قائد في محفة

وصاح به: يا كلب، انزل، ورجمته العامة، فهرب وحُدّث (سنان) كبير

الإسماعيلية في الشام بما تم لهذا الباطني فندب اثنين من رجاله فأتيا ابن قائد،

وتعبدا معه أشهراً، ثم قتلاه، وهربا في البساتين فَنكِرَهما فلاح يعمل بمزرعته

فقتلهما جزاه الله خيراً [5] . ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015