د. أفراح بنت علي الحميضي
لأجل المرأة تؤسس منظمات، وتفتتح مؤتمرات، وتدون أجندات، وتدبج مقالات، وتسخر أعمدة وكتابات، وتفتعل قضايا، وتهمش أخرى.
وفي إطار الأباطيل والأكاذيب الشاملة (على نسق أسلحة الدمار الشامل) فإن لكل امرأة قضية لأجلها يجب أن تصعد من قضية فردية بسيطة إلى قضية معقدة شاملة. يجب أن تسخر كل الإمكانيات لأجل حلها.
ومن خلال متابعة ما تدفع به المؤتمرات الخاصة بالمرأة من توصيات، وما يدون في بعض الأجندات من بنود، وما يصدر من وسائل الإعلام المقروءة والمكتوبة والمسموعة فإنه من الممكن رصد الأمور التالية:
- تغييب أغلب المسلمين (عامة ومثقفين) عما يدور في (كواليس) المؤتمرات وخبايا الأجندات المسبقة الإعداد، وضعف التصور أو انعدامه لِمَا قد تؤول إليه النتائج، وتسفر عنه التوصيات، وعدم القدرة على الربط بين مؤتمر وآخر وضبابية الرؤية بواقع واحتياجات المجتمع المسلم؛ مما لا يمكن مقارنته مع مجتمع آخر، وقلة الاستبصار بما نفذ من توصيات المؤتمرات أمام أعين غالبية المسلمين.
- سطحية القضايا المطروحة على طاولة المؤتمرات وبين أسطر المقالات؛ مما يصرف الذهن عن القضايا الأساسية والهموم الرئيسية.
- اختزال قضايا عموم النساء بقضايا النخبة فقط، وتعميم قضايا فردية وافتعال قضايا غير موجودة.
- سطحية العرض والتناول لقضايا المرأة وهو أمر متوقع؛ إذ إن أغلب الذين يتناولونها غير مؤهلين لذلك؛ حيث تتضح من خلال أطروحاتهم نقص العلم والفهم، وقصور في الاستدلال والاستعراض وقصر النظر في التقدير والتركيز على جانب وإهمال الجوانب الأخرى، واصطناع حلول تعد هي في جانبها خسارات وليست مكاسب.
- استغلال احتياجات النساء وظروف المجتمعات، وتركيب الصورة المجزأة بطريقة تخدم مصالح معينة دون أن ترقب هذه الأطروحات في مجتمع إلاًّ أو ذمة.
- استيراد قضايا للمرأة خارج المجتمعات المسلمة، ومحاولة تفصيلها وتعديل مقاسها لتناسب المرأة المسلمة؛ مع ما يشوب ذلك من اختلاف قضايا وتهميش أخرى.
- قصر النظر في تقدير النتائج: إن سطحية التناول والدفع بحلول مستعجلة وغير مدروسة تخدم فئة، أو تركز على جزء دون آخر، أو تقديم حلول آنية دون التأكيد على تأصيل هذه الحلول قد يسهم في تفاقم القضايا؛ لأن أنصاف الحلول لا يحل إلا أنصاف القضايا، وإن تقدير النتائج والمضاعفات المستقبلية جزء من النظرة الشمولية لإدارة أي قضية أو أزمة أو مشكلة.
- لا تخلو أي توصيات أو كتابات من التأكيد على الالتزام بالضوابط الشرعية، لكن الناظر بحصافة يجد أن كثيراً منها قد يعارض الثوابت الشرعية، ويجترئ على الضوابط الشرعية، بل إن مدوني هذه التوصيات والكتابات قد لا يعلمون ما هذه الضوابط. إن المسألة لا تَعْدُو كونها لوحة دعائية جميلة لتمرير بضاعة فاسدة.
- الادعاء بضعف مشاركة المرأة الاجتماعية؛ ومن خلال هذا الجسر يتم تمرير مطالبات شتى. إن الذين يتبنون هذا الموقف عليهم أن يحرروا ما هي هذه المشاركة الاجتماعية المطلوبة، وكيف يخدع المرأة وهي معصوبة العينين لتغادر خندقاً وثغراً كُلفت بالحفاظ عليه إلى أرض جرداء بوار.
- جعل المرأة وقضاياها كلأً مباحاً لكل صاحب قلم أو صوت؛ في حين أن الواجب أن لا ينظر في هذه القضايا دون تأصيل، وأن يكون ذلك ممن يملك العلم الشرعي والفقه بالواقع معاً.