وهل يحمل هم الإنسانية في آمالها وآلامها؟!
محمد شلال الحناحنة
ماذا نعني بالأدب الإسلامي؟ وأين يمضي هذا الأدب عالمياً؟! وهل استطاع أن يخاطب وجدان الإنسان في أفراحه وأحزانه؟! ومن أين يستمدُّ هذه الإنسانية؟ وهل تكفي قيمه الإسلامية السامية لينتشر في أرجاء الأرض ويكون عالمياً؟ أليس الأدب الإسلامي ما زال متعثراً في ساحاته العربية والإسلامية.. فأنى نطالبه بالعالمية والانتشار؟ وأين النماذج الأدبية الإسلامية القادرة على مخاطبة الآخر؟ وما أسباب انعزالها إن وجدت حقاً؟ تلك الأسئلة وغيرها، سنناقشها في ندوتنا التي تلتقي فيها (البيان) عدداً من الأدباء الإسلاميين للتحاور في هذا الموضوع وهم:
- الأديب الدكتور مأمون جرّار، الأستاذ في جامعة عمّان الأهلية، ورئيس المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية في الأردن.
- الناقد الأستاذ عبّاس المناصرة، عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية.
- الأديب الأستاذ محمد الحسناوي، نائب رئيس تحرير موقع أدباء الشام.
- القاص الإسلامي الأستاذ نعيم الغول، المساعد الإداري في المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي في عمّان في دورته السابقة.
- الشاعر صالح البوريني، رئيس اللجنة الاجتماعية في المكتب الإقليمي للرابطة في الأردن.
البيان: بداية نرحب بضيوفنا الأعزاء في هذا اللقاء، ونسأل: ماذا نعني بمصطلح الأدب الإسلامي؟!
? الأديب الدكتور مأمون جرّار: هو الأدب الذي يقدّم التصور الإسلامي للكون والحياة والإنسان؛ وهنا يجب التركيز على شرط الأدبية والإسلامية معاً.
? الناقد عباس المناصرة: أرى أنه التعبير الفني الإسلامي عن فكر المبدع تجاه الحياة والكون والإنسان، ولا شك أن في ذلك التعبير الرؤية الواضحة والمنهج القويم والتأثير على الناس، ولهذا ننطلق من قضايا في نفسية المبدع ومدى تأثير أدبه على المجتمع المتلقي.
? القاصّ نعيم الغول: ينبغي الخروج من العفوية في التعريف، ولذلك أقول: هو التعبير الفني الجميل الهادف وفق التصور الإسلامي عن الكون والحياة والإنسان، ومن المهم أن يكون تعبيراً هادفاً أي أنه التزام بالإسلام.
? الشاعر صالح البوريني: أوافق القاصّ نعيم الغول على هذا التعريف تماماً.
? الأديب محمد الحسناوي: لقد كفاني الإخوة في تعريفهم، لكنني أضيف ضرورة أن يكون في أدبنا الإسلامي الجمال التعبيري الفني الهادف وفق تصور إسلامي واضح للوجود حتى يؤثر في الآخرين.
البيان: ما المقصود بإنسانية الأدب الإسلامي؟ ومن أين نستمدها؟
? الناقد عباس المناصرة: الإنسانية في الأدب الإسلامي هي التعبير عن هموم الإنسان وآلامه، والشريعة الإسلامية السمحاء خير معبّر عن قضايا هذا الإنسان في الدنيا والآخرة، وأعظم قضية أشغلت الإنسان على مر العصور هي قضية التوحيد، فلا معبود بحق إلا الله، وحين اضطربت هذه الفطرة السوية اضطربت حياة الإنسان، فأصبح عبداً للحجر والبشر والشجر، والمال والغرائز والمتع. أما الإسلام فقد حرره من هذه العبودية التي أذلته كثيراً، ولم تزل، فجعل كرامته في عبودية الله وحده، ورفع منزلته بتقوى الله، وليس بجنسه أو موطنه أو قبيلته، فقال ـ تعالى ـ مخاطباً الناس: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13] .
إن الأدب الإسلامي ينطلق من هذه الرؤية التي هي الركيزة الأولى في مخاطبة الناس أينما وجدوا، ولذلك يستلهم هذه الرؤية في الشعر أو القصة أو الخاطرة أو المقال أو الرواية.
? الشاعر صالح البوريني: نستمد هذه الإنسانية من عالمية الإسلام نفسه. قال ـ تعالى ـ: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ: 28] ، ولذلك نجد الأدب الإسلامي يتوجه إلى الإنسان سواء كان مسلماً أو غير مسلم، فيطرح قضايا مشتركة تنبع من ذات الإنسان مثل العدل والحق والحرية والوفاء والجمال والكرم، ولذلك لم يعارض الإسلام بعض القيم الجاهلية الكريمة إنما نقَّاها وصفَّاها من شوائب الشرك لتكون الأعمال والأخلاق والأقوال خالصة لله وحده، وقد وقف الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع مكارم الأخلاق: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» وجاء الأدب الإسلامي ليكون صورة صادقة تقف مع هذه المكارم والقضايا الإنسانية.
? الدكتور الأديب مأمون جرّار: في إنسانية الأدب الإسلامي ننظر إلى المنطلق والرؤية والتصور، فالإسلام دين البشرية كافة، والخطاب القرآني خطابٌ لجميع الناس: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13] . إذن يعالج الإسلام جميع قضايا الإنسان وهذا ينعكس على الأدب الإسلامي كما قال الناقد عباس المناصرة، وليس من دين يخاطب الإنسان أينما كان إلا الإسلام.
البيان: لكن الإسلام يفرّق في خطابه بين الإنسان المؤمن والكافر والمنافق؛ فكيف يكون الخطاب الأدبي الإسلامي للإنسان خطاباً واحداً؟
? القاصّ نعيم الغول: هناك مشاعر للإنسان واحدة، هناك أحاسيس مشتركة، وإن اختلفت الرؤية بين إنسان وآخر حتى بين المؤمنين أنفسهم وإن ظلّ التصور العقدي واحداً، لكن الإنسان يحب العدل ويكره الظلم، يسعى للحرية دائماً، وهذه خصائص فطرية أوجدها الله في الناس بغض النظر عن عقائدهم وأفكارهم، وفي نفوس الناس جميعاً حب الدنيا وشهواتها من النساء والبنين والأموال والأنعام، ولذلك قال ـ تعالى ـ: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} [آل عمران: 14] ، وهذه الهموم العامة مشتركة بين الناس، والأدب يعبّر عنها ولكنها تؤجّجها في كثير من الأحيان لمزيد من الشره والطمع وإثارة الغرائز دون ضوابط ممّا يجعلها تفسد الإنسان في عقيدته وأخلاقه وسلوكه، وقد يخاطب الأدب الإسلامي الإنسان المؤمن أو الكافر أو المنافق في تدافعه مع نفسه والشيطان ليقوده أخيراً إلى الحق من خلال توبة نصوح. ولذلك يقول العلاَّمة الشيخ أبو الحسن الندوي ـ رحمه الله ـ: فساد الأدب ينشأ منه فساد المجتمع.
? الأديب محمد الحسناوي: بالطبع في الإسلام هناك تفريق في خطاب العقيدة، وكذلك الأدب الإسلامي، وهذا التصنيف يحمل الإنسان على التفكر: أهو على حق أم على باطل؟ والإنسان قادر على تعديل سلوكه، ولكن ليس في الإسلام تصنيف باللون أو الجنس أو الوطن، ولذا فالأدب الإسلامي من هذه الزاوية يخاطب الجميع سواسية من حيث همومهم وأوجاعهم وآمالهم ومشاعرهم.
? الناقد عبّاس المناصرة: لقد أعطى الله ـ سبحانه وتعالى ـ الإنسان موهبة البيان ليعبر عن نفسه وما يهمه في هذه الحياة، فيقول الله ـ تعالى ـ: {الرَّحْمَنُ البيان عَلَّمَ الْقُرْآنَ البيان خَلَقَ الإنسَانَ البيان عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [الرحمن: 1 - 4] ، الموهبة التعبيرية هي إنسانية سواءٌ كانت في إفريقيا أو أمريكا أو بلاد العرب، وهي عطاء من الله لجميع بني آدم: «كلكم من آدم وآدم من تراب» كما يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -. وينبغي على الأديب المسلم أن يعرض أدبه من خلال خصوصيته، وسينجح بمقدار قدرته على تأثيره بالآخرين؛ لذا علينا تقوية فرصة الحوار لنشر الإسلام في فكره وقيمه وأخلاقه من خلال الأدب الإسلامي المؤثر.
? القاصّ نعيم الغول: أن ننشر الإسلام من خلال الأدب الإسلامي، كما يقول الناقد عباس المناصرة أمرٌ مثالي لم يحدث في الواقع؛ فهل نجد أسلوباً أعظم تأثيراً من القرآن الكريم؟ ومع ذلك فالإسلام بمجمله شُوِّه في الأدب الإنجليزي، وعُرِضَ على القرّاء بصورة بعيدة عن سماحته، ورحمته، وعدله، ووقوفه مع حقوق الإنسان بشكل عام. ولعلّ من أسباب ذلك مكر اليهود وحقدهم، والحروب الصليبية، والاستشراق، والظروف التاريخية التي مرّت بها الأمة؛ ولذلك أرى أنه إذا انتصر المسلمون وانتشر دينهم، فسينتشر أدبهم.
? الأديب الدكتور مأمون جرّار: أوافق القاصّ نعيم الغول على ما ذكره؛ فأولاً ننشر الإسلام، وسينتشر أدبنا، ونشر الإسلام بحوار الدعاة وليس بحوار الآداب، وانتشار الأدب عالمياً يتبع القوة والغلبة، ولذلك فرض الأديب الإنجليزي شكسبير نفسه وأدبه على البشرية كلها لقوة دولته، والآن ينتشر الأدب الأمريكي ويترجم إلى لغات أخرى، ويروّج له.
? الشاعر صالح البوريني: لا شك أن انتشار الأدب يتبع المنتصر والغالب؛ فالأمة المنتصرة تفرض أدبها وحتى فسادها أحياناً.
البيان: ألم تكن الأمة الإسلامية منتصرة غالبة حين وصلت الفتوحات الإسلامية إلى الصين والهند وأوروبا؛ فهل انتشر أدبها في تلك البلاد؟
? الأديب محمد الحسناوي: لا شك أن اللغة العربية والأدب الإسلامي انتشرا في بقاع كثيرة في العالم حين كانت الأمة غالبة منتصرة؛ فليس عبثاً أن كثيراً من الكلمات في اللغة التركية والفارسية والأسبانية أصلها عربي، كذلك ترجمت بعض الكتب العربية المعروفة.
? الأديب الدكتور مأمون جرّار: لقد مرّت فترات كانت اللغة العربية فيها هي اللغة الأولى في العالم، وانتشر أدب العربية في جميع الدول الموجودة آنذاك، ولذلك نجد آثار اللغة العربية في الأدب الأوردي، والإندونيسي، والفارسي، والهندي، والمغولي، وهذه هي العالمية والإنسانية في الوقت نفسه، ولم تكن اللغة العربية مجرد وعاء، بل هي وعاء ومضمون وحضارة، وتأثير الأدب الإسلامي ينبع من عالمية هذه اللغة وإنسانيتها ودورها في صياغة فكر الشعوب الجديدة التي دخلت الإسلام من خلال محبة هذا الدين والاقتناع بعقيدته.
? الشاعر صالح البوريني: في العهد الأندلسي انبهرت أوروبا بلغة العرب وعلومهم وعقيدتهم وتراثهم وأدبهم؛ فقد كان للأدب في الأندلس التأثير الكبير على الأوروبيين الذين كانوا يتلقُّون العلم في الجامعات الإسلامية في الأندلس، ولذلك انتشرت الموشحات الأندلسية في بعض البلاد الأوروبية.
? الناقد عباس المناصرة: لا شك أن الحروب الصليبية كانت مدخلاً لتأثر الصليبيين بالإسلام وأدبه، وكذلك حكم المسلمين للأندلس الذي دام ثمانية قرون؛ فالتأثر كان حضارياً وفكرياً وأدبياً، كما أن هذا التأثر بالإسلام والمسلمين ظل مرتبطاً بقوتهم المادية والفكرية والدعوية، وليس غريباً أن ينكمش الأدب الإسلامي اليوم لانكماش من يحمله ويدعو له بقوة، وبوسائل متنوعة.
البيان: ما مدى انتشار الأدب الإسلامي اليوم؟ وإن كان إنسانياً وعالمياً كما اتفق الجميع. فأين النماذج الأدبية الإسلامية القادرة على مخاطبة الآخرين، والتأثير فيهم؟
? الأديب الدكتور مأمون جرّار: بداية لا بد من الاعتراف أن أدبنا الإسلامي اليوم يعاني تعثراً وعوائق في انتشاره محلياً في الساحات الأدبية العربية؛ بمعنى أننا لم نستطع أن نوجد (نزار قباني الإسلامي) المنتشر في بلادنا العربية؛ فمثلاً عمر بهاء الدين الأميري لم ينتشر مثلما انتشر نزار قباني، وكذلك الأديب نجيب الكيلاني لم ينتشر مثلما انتشر نجيب محفوظ، وهناك قصور في الحضور؛ وليس القصور في الإبداع كما يظن بعضنا؛ فالحق أن عندنا مبدعين، ولكنْ مَثَلُ كثير منهم كمَثَلِ الذهب في عروق الصخر بحاجة إلى من يستخرجه، ويضعه في سوق الصاغة لإبرازه وتسويقه للناس.
ففي أدب السجون مثلاً لدينا نماذج فريدة راقية: للأديب محمد الحسناوي ديوان بعنوان: (في غيابة الجبّ) ورواية (خطوات في الليل) ، ولحميدة قطب روايات: (في أحراش الليل) ، و (نداء الضفة الأخرى) ، وأنا على يقين لو أن هذه الأعمال وجدت من يترجمها إلى لغات أخرى لوجد كل سجين تعبيراً دقيقاً عن معاناته وآلامه وعذاباته من القهر والطغيان والظلم، ولا يقل هذا الأدب في رقيّه الفني عن الآداب الأخرى، بل يفوقها في قيمه الإيمانية والأخلاقية.
كذلك يحتاج أدبنا إلى نقاد متابعين لإبرازه، وإلى إعلام إسلامي فاعل يأخذ بأيدي أدبائنا وينشر إنتاجهم ويعرّف بهم، كما لا ننسى قضيّة الاحتراف؛ فمثلاً: ما الهوية الأدبية للفرزدق؟ ستجيني: إنه شاعر! ونجيب محفوظ روائي، وثالث ناقد، بمعنى أن كل واحدٍ من هؤلاء أعطى للفن الذي لديه حقه من الاحتراف والإخلاص، بينما أكثر أدبائنا الإسلاميين ليسوا محترفين لفن واحد، مما يشتت طاقاتهم، ولا يسمح بانتشارهم عالمياً، كما أنني أدعو بداية إلى ترجمة مختارات من الأدب الإسلامي من مصر والجزيرة العربية والشام والمغرب وغيرها.
? الأديب محمد الحسناوي: حقاً! أوافق الدكتور مأمون جرّار على كثير ممّا ذهب إليه؛ لأن ما يعيق انتشار الأدب الإسلامي قلّة النقّاد وعدم الاحتراف، والإعراض الإعلامي، وأضرب مثالاً لتأكيد ذلك؛ فالشاعر (عمر بهاء الدين الأميري) شاعرٌ محترف له عدة دواوين شعرية، وقد لقي احتراماً كبيراً من عدد من المستشرقين والنقّاد العرب، ووجد ديوانه: (مع الله) متابعة جادة، واهتماماً خاصاً من الكتّاب الألمان والإيطاليين، وتأثروا به، وترجموا بعض أشعاره، وهذا مؤشِّرٌ على رقيه الفنّي، وسمو موضوعاته الإنسانية التي طرحها.
لذلك هناك طاقات أدبية إسلامية كثيرة مظلومة، وسبب ظلمها وطمسها وإخفائها هو إعلام السلطة المسخّر لرموز موالية لها، ومن الأدباء الإسلاميين الذين ظُلموا (علي أحمد باكثير) ؛ فهو أديب مبدع، شهد له بالريادة الكثيرون من المنصفين، ولكن ضُيّق عليه، ومُنِعَ أدبه، وأُسكِت صوته وهو حيّ حتى مات مقهوراً من الرموز اليسارية الحاقدة على الإسلام والمسيطرة في تلك الفترة.
? الشاعر صالح البوريني: ما ذكره الأخوان هو صحيح، ولكن علينا العناية بالترجمة، ولذلك أدعو من خلال هذه الندوة القاصّ نعيم الغول للاهتمام بترجمة بعض النصوص أو الأعمال الأدبية الإسلامية إلى اللغة الإنجليزية كونه يجيدها، ولديه ذائقة أدبية مرهفة، كما لديه ترجمات متميزة.
? القاص نعيم الغول: حقاً! أنا جاهزٌ للترجمة دون انتظار أحد، ولأجعل ذلك إخلاصاً لله، وفي سبيل الدعوة لله من خلال أدبنا الإسلامي الراقي، وينبغي الرد على افتراءات الأعداء ومخاطبتهم بلغتهم لنؤثر فيهم.
? الناقد عباس المناصرة: أرى أن نشر فكرة الأدب الإسلامي وحدها في ساحاتنا الأدبية يُعدّ خطوة متقدمة، فدعوة الأدب الإسلامي في عصرنا الحاضر دعوة جديدة بدأت بأفراد، ثم ظهر جيلٌ له ظروفه، وأمامه عوائق لا سيما سيطرة الأدب العلماني على الساحات الأدبية، ومع هذا ظهر الرافعي وغيره من أدباء الإسلام. أما بالنسبة للنقد فنحنُ لم نزل نحارب النقد؛ فكيف ينتشر أدبنا دون نقد متابع فاعل؟ وليست معاناتنا من التخلف والجهل وتسلط الأعداء ومحاصرتهم لنا في مناحي الحياة إلا لانقطاعنا عن المرجعية الإسلامية الصحيحة، لكن العودة قريبة بإذن الله، فينبغي أن تظل معنوياتنا عالية، وأن نرفع معنويات الناس، وإن كان ظاهر الأمة الهزيمة، لكنها لم تصل إلى القلب، ولم تزعزع إيماننا بعقيدتنا المنتصرة بلا شك، ولذلك لن نستسلم؛ لأن ارتباطنا بالدين عظيم.