ملفات
كل أمة تستمد أخلاقها من قيمها، وتنبع القيم من عقيدتها..
وفساد الأخلاق يجعل الأمة على خطر عظيم، ولكن عندما يصل النخر إلى
قيمها؛ فإنها تكون على شفا هاوية..
وقد كانت الحرب على الأمة الإسلامية في هذا المجال طيلة قرن كامل: حرباً
أخلاقية، كان الناس يفسدون وينحرفون، ولكنهم في قرارة أنفسهم كانوا يشعرون
بوخز الضمير الديني، كانوا يحسون أنهم يتجاوزون خطوطاً حمراء وثوابت عالية،
لكن في العقدين الأخيرين حدثت تطورات خطرة؛ فقد تغير سمت الحرب وتغير
اسمها، ولم يعد أعداء الأمة يرضون بانحراف الظاهر مع إنكار ولو يسير في
المجتمع أو القلب، وفرق كبير بين مجتمع منحرف، ومجتمع إباحي، وفي إطار
سعيهم إلى إعادة تشكيل المجتمعات الإسلامية، ونقلها من حالة الانحراف إلى حالة
الإباحية؛ كانت حرب القيم..
فقد أصبحت القيم في وضع يُرثى له من الاختلال والاضطراب، خاصة مع
تصادم الخطابين الإسلامي والعلماني، ويصف بعض المحللين الحالة الراهنة بـ
مرحلة «تشويه الوعي» ، وهذه الوضعية القيمية المختلة؛ يراد تطويرها للوصول
بها إلى مرحلة «تغييب الوعي» ، حيث تحل منظومة قيمية علمانية متكاملة محل
المنظومة المختلة القائمة.. فهل يفلح كيدهم؟