ملفات
المقاومة الإسلامية في فلسطين اليوم تقف على ثغر وأصل من أصول الإسلام،
ولا يمكن أن يكون الجهاد أبيض صفحة وأنصعها كما هو في فلسطين، لأنه جهاد
لا لبس فيه ولا غموض ولا شبهة.. لكن يريد المنافقون أن يُراكموه بين أطلال من
الشُّبه والأهواء.. وما أشد الشَّبه بين موقف المقاومة اليوم وموقف إمام أهل السنة
أحمد بن حنبل يوم المحنة، فبالأمس كان يُراد من الإمام أن يطمس أصلاً من
أصول العقيدة، واليوم يُراد من المقاومة أن تطمس ذروة سنام الإسلام في فلسطين،
وتطوي صفحة الجهاد في مواجهة أكثر خلق الله استحقاقاً لجهادهم، ومَنْ يجاهدُ
المسلمُ إذا لم يجاهد أشدَّ الناس عداوة للذين آمنوا!!
إن بيان طلب النصرة من الأمة، الذي أصدرته حركة حماس الإسلامية،
نخشى أن يتحول إلى بيان ضعف وخذلان.. للأمة أيضاً، فلم يتقدم أحد لنصرة
المقاومة حتى الآن - حسبما نعلم - رغم أنه من الحقائق البينات في هذا الصراع
أن المقاومة لا تقف سداً منيعاً بين الطغيان اليهودي والضعف الفلسطيني فقط، بل
تقف حاجزاً وجداراً واقياً للأمة في مواجهة سلسلة لا تنتهي من المؤامرات
والمخططات، الحجر الأساس لها هو آخر حجر يتهاوى في بناء المقاومة الإسلامية
في فلسطين.
وهنا ننبه إلى أن معركة هذه المقاومة ليست مع اليهود المغتصبين فقط، بل
هي قبل ذلك.. معركة بين المنافقين الأصاغر.. والصامدين الأكابر.