كلمة صغيرة
من أبرز التحديات الكبيرة التي تواجه العاملين في القطاع الدعوي: القدرة
على استيعاب طاقات الشباب وتوظيفها توظيفاً فاعلاً ومثمراً لخدمة الأمة. ومواجهة
هذا التحدي يتطلب قدرة فائقة من المربين في فنِّ إدارة الطاقات، والتخطيط بعيد
المدى لبنائها ورعايتها وتسخيرها في الأولويات العلمية والعملية.
ربما كنا نعاني في عقود سابقة من ندرة الطاقات العاملة، أما الآن وبعد أن
انتشرت الصحوة الإسلامية في شتى شرائح المجتمع أصبحت طاقات الأمة كثيرة
وكثيرة جداً ولله الحمد! ومع ذلك كله لا تكاد تتوجه إلى قطاع من القطاعات العملية
في الميدان الإغاثي أو التربوي أو الإعلامي أو الاحتسابي.. ونحوها إلا وجدت
تلك الشكوى المزمنة من ندرة الطاقات العاملة، والقيادية منها على وجه
الخصوص..
إذن يا ترى ما السبب؟!
بالتأكيد لا يمكن اختزال المشكلة في سبب واحد فقط، لكن هناك عدة عوامل
مجتمعة أدت إلى ذلك بنسب مختلفة، من أهمها: قصورنا في (فن إدارة الأفراد) ،
فأحياناً كثيرة تكون الطاقات المبدعة معنا تحت سقف واحد، لكننا استهلكناها في
الأعمال المفضولة دون الفاضلة، أو أننا أهملناها ولم نرعها حق الرعاية فذبلت
وتآكلت، أو أننا قصرنا في اكتشافها وتدريبها، أو أننا استهلكناها في أعمال رتيبة
يمكن أن يقوم بها من هم أقل كفاية ... إلى سلسلة طويلة من العوامل التي أدت إلى
تجذر هذه الظاهرة وتصاعدها في أوساطنا الدعوية.
لقد أضحى (فن إدارة الأفراد) علماً مستقلاً بذاته يدرس وتمنح فيه الشهادات
العلمية، وتعقد فيه الدورات التدريبية، ونحن أحوج ما نكون إلى توظيف هذا العلم
برؤية إسلامية ناضجة في جميع أعمالنا ومحاضننا العلمية والتربوية.