نص شعري
د. عبد المعطي الدالاتي
عد يا هلالُ لأمتي.. عد يا هلالْ
إن قيل: (غبْ) ، فلا تُصدّقْ.. لا تجبْ
(غب يا هلالْ) ! .. لكأنها شكوى مُحِبْ..
قد ملّ من فرط الدلالْ.. وملَّ من كِبر الجمالْ
هي نفثةٌ من شاعرٍ فقد الرحالْ
فجفا الهناءة بعد أن حبطت شعارات النضالْ
فاعذرْه.. في جنبيه آلافُ النصالْ
واعذره.. في شفتيه جمرٌ من عذابات السؤالْ
هو ثائرُ الأنوار مثلك يا هلالْ
هو شاعر الأحرار يسفح دمعه فوق الرمالْ..
يمضي اشتياقاً خلف آثار الجِمالْ
لكنني والحق أوْلى أن يُقالْ؛
ما زلتُ أطمح أن أراك تُطلّ من فوق التلالْ
فلا تخيّبْ من دعاك وعُد إلينا يا هلالْ
فغيابُ وجهك عن سماء القلب بعضٌ من محالْ
عد يا هلال ولا تَغبْ عن ناظرَيْ
فأنا بشوق للقا أتُراك مشتاقاً إلي؟!
عد يا هلال لكي نصوم ونفطرا
فالصوم والإفطار رهنُ ضياءِ وجهك إذ يُرى
هذي وَصاة نبينا خيرِ الورى
كم كان يدعو ربَّه حتى تعودْ.. باليُمن والإيمان في الشهر الجديدْ؟!
وكذا يكون دعاء كل موحِّدِ.. لما يراك على قباب المسجدِ
«ربي وربك واحدٌ» .. وله جبيني ساجدٌ وله جنبينك ساجدُ
عد يا هلال لكي نصلي كي نصومْ
رغم العِدا من حولنا.. رغم المُدى في ظهرنا
رغم الهزيمة والكلومْ.. وسقوط بغداد العظيمْ!
عد يا هلال لكي تعودْ.. بغدادنا لحِمى الأسودْ.. رغم الثعالب واليهودْ
فغداً سنرسم وجهَك الوضّاء في كل البنودْ
وغداً سنقرع للوغى كل الطبولْ..
وغداً نطهّر نخلَها العربيَّ من رجس المغولْ
عد يا هلال مع النجومْ.. طهراً وإيماناً يحومْ.. في لهفة حول الغيومْ
أتَرى الغيومَ أيا هلالْ.. تدفقتْ مثل الجبالْ.. في الأفْق تتبعُها جبالْ؟!
أتُرى الغيومْ؟! في سرّها حارت فُهومْ.. في صمتها نجوى جلالْ
لَبِّثْ قليلاً يا هلالْ
فوربّ أحمد سوف تمطرُ بالرجالْ
وستورق الصحراء بالفجر الجديدْ.. «ويطلّ عيدٌ يا هلال وأيّ عيدْ؟!»
وترى شباب المسلمينْ.. فوق المآذن والتلال يُكبرونْ
وترى بنات المسلمين.. يقطفن عقداً من زهور الياسمينْ
وترى صغار المسلمينْ.. في كل بيت يفرحونْ
«بالعيد بالحلوى بأثوابٍ جديدةْ» .. وتراهم يتلون أغنيةً سعيدةْ
تنساب من شفة القلوبْ.. فاسمعها يا قمري الحبيبْ