مجله البيان (صفحة 4288)

نص شعري

أعراس الشياطين

فيصل محمد الحجي

جُلُّ العالم الإسلامي يحترق.. بدأ (كبيرهم) بإشعال النار في أفغانستان ...

فانتهز شياطين الأرض الفرصة ... فهجم الشيطان اليهودي على مسلمي فلسطين

... وهجم الشيطان الروسي على مسلمي الشيشان ... وحتى الشيطان الهندي هاجم

المسلمين في الهند وكشمير فواجه المسلمون ألوان العذاب ... وهجم شياطين

العلمانية على الإسلام ليجردوه من أحكام الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن

المنكر والولاء والبراء. وكثير من الأقطار الإسلامية تقف حائرة وهي تنتظر

دورها المجهول فقلت متصوراً هذا الحال:

يا أمتي ... إنِّي أرى نقفورا ...

قد جاء يغتصب السيادةَ زُورا ...

أوَ ليس للإسلام أعظمُ أمةٍ ...

رفع الإلهُ لواءَها المبرورا؟ ...

فَعَلامَ يستعلي الضلالُ على الهدى ...

ويرومُ فوقَ عُلا (الرشيدِ) ظهورا؟ ...

عِلْجٌ يرومُ من (الرشيدِ) سحابةً [1] ...

كانَتْ تجوبُ العالمَ المَعْمُورا ...

مُذْ نامَ فُرسانُ الجهاد تيقَّظَتْ ...

أحلامُهُ ... وتجاوزَ المحظورا ...

أغرَتْهُ وَفْرَةُ جندهِ وسلاحهِ ...

فازداد غطرسةً ... وجُنّ غُرورا ...

ورنا إلى دار السلامِ.. فما رأى ...

حصناً يصدُّ هجومَه.. أو سُورا ...

ورأى الجهادَ مكبّلاً ومُطَارَداً ...

ورأى المجاهدَ مُبْعداً وأسيرا ...

ورأى العدالةَ قد هوى ميزانُها ...

والظلمَ يزهو شامخاً منصورا ...

ورأى العفافَ يئِنُّ في أسواقنا ...

ويُشيعُ بين المسلمين فجورا ...

ورأى صُروحَ العلمِ تشكو جهلَها ...

ورأى سجونَ الظالمين قبورا ...

ورأى (الفراعنة الصِّغارَ) تألهوا ...

والشعبَ يذوي خائفاً مذعورا ...

جهلوا المعالي ... غير أنَّ بطونَهم ...

تعلو ... لِيشتكيَ الفقيرُ ضُمورا ...

وأحبَّهم ... لِمَ لا وكلُّ نضالِهم ...

فيما يُريد عشيَّةً وبُكورا؟ ...

مَنْ ذا يرد جيوشه إن أقبلت؟ ...

أيخاف لصّاً أم يهاب أجيرا؟ ...

* * *

قد جاءنا جيشانِ ... جيشُ جريمةٍ ...

صبَّت علينا الحقدَ والتفجيرا ...

وتلاهُ جيشُ المكرِ ... جيشُ خديعةٍ ...

مَلأَتْ عُقولَ شعوبِنا تزويرا ...

يشكو من الإرهابِ وهو حليفُهُ ...

وبِصَنْعَةِ الإرهاب صار خبيرا ...

هذي فلسطينُ الذبيحةُ كم شَكَتْ ...

مِمَّا تلاقيهِ أذىً وشُرورا ...

خمسونَ عاماً والجرائمُ ما وَنَتْ ...

والشعبُ عانى القتلَ والتدميرا ...

خمسونَ عاماً والجرائمُ لم تَدَعْ ...

فينا صغيراً آمناً وكبيرا ...

هل يعرفُ التاريخُ إرهاباً علا ...

في شَرِّهِ شارونَ أو شاميرا؟ ...

إن لم يَرَوا إرهابَ إسرائيلِهم ...

كيف استطاعوا أن يَرَوْا (تيمورا) ؟ [2] ...

مِنْ خَلْفِ معسولِ الدعاوى خطّةٌ ...

كي ينصروا التهويدَ والتنصيرا ...

كي لا يروا هاماتِنا مرفوعةً ...

بالحقِّ ... تعلو فاسقاً وكفورا ...

كي يُفْرِغوا الإسلامَ مِن أحكامه ...

كي يَمْسَخُوا التنزيلَ والمأثورا ...

كلُّ الشياطينِ استعادوا مجدَهم ...

وبكُلِّ عَزْمٍ ينفخون الكيرا ...

فالشعبُ في الشيشانِ أو فى الصينِ أو ...

في (مندناوٍ) يرتمي مقهورا ...

وبَغَوْا على الأفغانِ بَغْياً غاشماً ...

بئسَ الحضارةُ إن أَتَتْ لِتَجورا ...

قصفوا المنازلَ والحقولَ ... وتارةً ...

جعلوا المساجدَ للعِبادِ قبورا ...

بعلومِهم ... وثرائِهم.. وحشودِهم ...

يرمون شعباً بائساً وفقيرا ...

دأب المعارك أن تمدّ رحابَها ...

لا أن ترودَ مسارباً وجُحُورا ...

أترى (الأَبَتْشِي) و (الأَوَكْسَ) [3] وغيرها ...

تغزو بِغالاً ضُمَّراً وحميرا؟ ...

تلك البطولةُ عارُهم وشَنَارُهم ...

ما الحالُ لو كان العدوُّ نظيرا؟ ...

* * *

إن غرَّهم حشدٌ فَعَزْمُ شبابِنا ...

يَدَعُ الجبالَ الشامخاتِ حِصيرا ...

ما للعلوجِ سوى العقابِ ... كما رمى ...

صَحْبُ النبيِّ قُرَيظةً ونَضِيرا ...

ساروا على موجِ الصهيلِ ... يقوده ...

موجُ الزئيرِ ... وكبَّروا تكبيرا ...

فتضعضعَتْ هِمَمُ اليهودِ ... وأُبلسوا ...

وارتدَّ كيدُ المدبرين دُحورا ...

ومَضَوْا على الموجِ الكئيبِ ... يقودُهُ ...

موجُ النحيبِ ... يصيح: (ديسابورا) [4] ...

سيفُ الفداءِ يَفُلُّ كلَّ سيوفِهم ...

ويُبَدِّدُ الصاروخ والتفجيرا ...

كادوا ... وقادوا كل إرهابٍ لذا ...

كي يَبْسُطُوا فوقَ الهدى دَيْجورا ...

نأبى التطرُّفَ والغلوَّ ... فلم نكن ...

يوماً نُسِيءُ الفهمَ والتفسيرا ...

بل أُمّةً وسطاً بميزان الهدى ...

ولذا نبذنا البخلَ والتبذيرا ...

مَنْ مَبْلِغُ الأعلاجِ أنا أمّةٌ ...

جاءتْ بشيراً للورى ونذيرا ...

زَهَتِ الحضارةُ من ضياءِ عقولنا ...

دهراً ... وعنوانُ الحضارةِ: شورى ...

مَنْ مُبْلِغُ الأعلاجِ أنَّ دعاتَنا ...

طَلَعُوا على ليلِ الأنامِ بُدورا ...

مَنْ مبلغُ الأعلاجِ أنَّ رجالَنا ...

كانوا أسوداً في الوغى ونَمُورا ...

ولقد أتى أحفادُهم أشباهَهم ...

سيلاً يُحِيل قوى الأعادي بُورا ...

منّا صلاحٌ والرشيدُ وخالدٌ ...

منّا الكُمَاةُ الحافظون ثُغُورا ...

سَلْ عن فرارِ هرقلَ مِن آسادِنا ...

وزوالِ كسرى فارسٍ سابورا ...

لن يُخْمِدَ الأمالَ فيضُ زحوفِهم ...

فَبِلُجَّةِ الظُّلماتِ نرقبُ نورا ...

دَعْ عنكَ إغراءَ التخاذل ... وانتصرْ ...

لدمٍ يَرومُ النصرَ والتحريرا ...

هل أثمر السِّلْمُ المزيَّفُ مرّةً ...

إلا خنوعاً مُزْرِياً وثُبورا؟ ...

غنى الكرامة في قصور طغاتنا ...

والمجد غنى في الوغى مسرورا ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015