مجله البيان (صفحة 4179)

خير الهدي

الطائفة المنصورة تنقذ الموقف

د. أحمد بن عبد الله الزهراني [*]

وردت الآثار النبوية بذكر الطائفة المنصورة واستمراريتها حتى تقوم الساعة.

والطائفة المنصورة هم من الأمة الإسلامية من أمة محمد صلى الله عليه وسلم

والطائفة تطلق في العرف اللغوي على ما زاد على اثنين فصاعداً، وورد في بعض

الروايات أنهم عصابة. وذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن لها عدة صفات:

1 - كونها منصورة.

2 - قائمة بأمر الله تعالى.

3 - ظاهرة على الحق، أو على الحق ظاهرة، أو ظاهرون على الناس.

4 - يقاتلون على أمر الله.

5 - قوّامون على أمر الله.

6 - قاهرون لعدوهم أو لعدوهم قاهرون.

وذكرت الآثار النبوية أنهم مع ما هم عليه من تلك الصفات الحميدة سيلاقون

عقبات في طريقهم، وأن تلك العقبات تنقسم إلى قسمين:

القسم الأول: عقبات داخلية تتمثل في التخذيل، وفي المخالفة.

القسم الثاني: عقبات خارجية تتمثل في مجابهة العدو وملاقاته ومناوأته لهم.

وإن هذه العقبات بشقيها تلازم تلك الطائفة المنصورة حتى يأتي أمر الله تعالى

وهو قيام الساعة وهم لا يزالون متمسكين بما هم عليه. وإن هذه الأوصاف للطائفة

المنصورة لتحمل في طياتها البشارة لهم بالنصر والتمكين لهم في الدنيا والفوز

والفلاح في الآخرة لكونهم مستمرين وملتزمين بأمر الله تعالى، ويدعون إليه بل

ويقاتلون عليه من ناوأهم من خلق الله حتى يأتي أمر الله تعالى. وذكر أهل العلم أن

تلك الطائفة تتعدد وتتنوع؛ فمنهم من يقوم بالعلم ونشره، وآخرون بالدعوة

وتبليغها،وآخرون يرفعون راية الجهاد، وآخرون أهل زهد وعبادة وغير ذلك [1] .

وليست الطائفة المنصورة مجتمعة في قطر أو مكان محدد، بل ربما اجتمعوا

وربما كانوا مفرقين في أقطار متعددة وربما يكثرون أو يقلون. ولا يعكر هذا ما

ورد في بعض الروايات أنهم بالشام، وبعضها ذكرت أنهم ببيت المقدس وأكناف

بيت المقدس، وفي بعضها (ولا يزال أهل الغرب) وفسر بعض أهل العلم (أهل

الغرب) بأنهم أهل الشام. وهذه الروايات مفادها والله أعلم أن الطائفة المنصورة

تكون في آخر الزمان ظاهرة في بلاد الشام وستقع بينهم وبين أعدائهم ملاحم عظيمة،

وهم مع ذلك ظاهرون وصامدون لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تزال

طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم

الدجال» [2] .

والدجال ستكون المواجهة معه في بلاد الشام. أما حصر الطائفة المنصورة

ببلاد الشام فقط ففيه حصر للنص، وحرمان لمن كان على الحق وناصراً له في

غير بلاد الشام من دخولهم ضمن الطائفة المنصورة.

وقد أخرج الإمام أحمد من حديث شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، ولا يزال

أناس من أمتي منصورين لا يبالون من خذلهم حتى تقوم الساعة» [3] .

فالحديث أثبت ميزة لأهل الشام، لكنه لم يربط الطائفة المنصورة بهم، بل

جاء الخبر عاماً فيهم وفي غيرهم. يقول الحافظ النووي رحمه الله: «ولا يلزم أن

يكونوا مجتمعين بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض» [4] . ويقول الحافظ

ابن حجر رحمه الله: «ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين في بلد واحد بل يجوز

اجتماعهم في قطر واحد، وافتراقهم في أقطار الأرض، ويجوز أن يجتمعوا في

البلد الواحد، وأن يكونوا في بعض منه دون بعض، ويجوز إخلاء الأرض كلها

من بعضهم أولاً فأولاً إلى أن لا يبقى إلا فرقة واحدة ببلد واحد؛ فإذا انقرضوا جاء

أمر الله» [5] .

وإن من أبرز سماتهم وصفاتهم ثباتهم على الحق وقتالهم عليه من ناوأهم حتى

يوم القيامة لا يبالون من خذلهم، ولا من خالفهم، ولا من نصرهم. ففي صحيح

مسلم عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم: «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، ولا تزال عصابة من المسلمين

يقاتلون على الحق، ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة» [6] ، كما روى

مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله

عليه وسلم يقول: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين إلى يوم

القيامة» [7] . وروى أبو داود والحاكم عن عمران بن حصين رضي الله عنه

مرفوعاً قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون

على الحق، ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم الدجال» .

والمراد بظهورهم في الحديث أي غير خافين ولا مستترين بل غالبون

وظاهرون على غيرهم حساً ومعنى؛ لأن الظهر في اللغة خلاف البطن. فهو يدل

على الارتفاع مع بروز، والبطن يدل على تستر وانخفاض. وهذه الروايات

ربطت بين القتال والظهور؛ فهم في قتالهم لهم الغلبة ولا تكون الغلبة إلا بظهور.

وعلى هذا تفسر الروايات الأخرى التي ورد فيها ذكر الظهور فقط دون ذكر القتال.

عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

يقول: «لن يزال قوم من أمتي ظاهرين على الناس حتى يأتيهم أمر الله وهم

ظاهرون» [8] .

وعن معاوية رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

يقول: «لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم

حتى يأتي أمر الله، وهم ظاهرون على الناس» [9] . وعن سعد ابن أبي وقاص

رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال أهل الغرب

ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة» [10] . وعن ثوبان رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على

الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك» [11] . وفي رواية عند

ابن ماجة: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورين لا يضرهم من خالفهم

حتى يأتي أمر الله» . وعن قرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم: «إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، ولا يزال أناس من أمتي

منصورين لا يبالون من خذلهم حتى تقوم الساعة» [12] . وفي رواية عنه: «لا

تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خالفهم حتى تقوم الساعة» . ويؤيد

هذا حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه مرفوعاً: «لن يبرح هذا الدين قائماً

يُقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة» [13] . وفي لفظ عند الحاكم:

«لا يزال هذا الدين قائماً يقاتل عليه المسلمون حتى تقوم الساعة» [14] .

وروى مسلم من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه قال: «أما أنا

فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:» لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون

على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على

ذلك «. فقال عبد الله: أجل ثم يبعث الله ريحاً كريح المسك، ومسها مس الحرير،

فلا تترك نفساً في قلبه مثقال حبة من الإيمان إلاّ قبضته، ثم يبقى شرار الناس

عليهم تقوم الساعة» [15] .

والقهر للعدو لا يكون إلاّ بالغلبة والظهور عليه. وقد جاء في الروايات تفسير

الظهور بالقهر كما جاء تفسيره بالنصر، وكلها معان تفسر كلمة (ظاهرين) . قال

الإمام القرطبي: «وظاهرين منصورين غالبين كما قال في الحديث الآخر:»

يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خذلهم «أي من لم ينصرهم من

الخلق» [16] . وسبق ذكر حديث عمران بن حصين رضي الله عنه عند أبي داود

في الجهاد، وعند الحاكم في الجهاد، والفتن.

إن هذه النصوص النبوية تدل دلالة واضحة على أهمية الجهاد في سبيل الله،

وأنه لا ينقطع بل إنه مستمر حتى قيام الساعة من أجل حماية الدين ونصرة الحق

ودمغ الباطل. ومن هنا تعلم عظمة فقه السلف عندما أوجبوا الجهاد مع البر

والفاجر حتى مع الحاكم الظالم الفاجر الجائر، وأن ما هم فيه من الجور والظلم لا

يسقط الجهاد معهم.

ورحم الله الإمام الخطابي عندما بين معنى حديث عمران بن حصين عند أبي

داود فقال: «فيه بيان أن الجهاد لا ينقطع أبداً؛ لأن الأئمة كلهم لا يتفق أن يكونوا

عدلاً؛ فقد دلّ هذا على أن جهاد الكفار مع أئمة الجور واجب كهو مع أهل العدل،

وأن جورهم لا يسقط طاعتهم في الجهاد وفيما أشبه ذلك من المعروف» [17] . وإن

الحكمة من ذلك والله أعلم هي المحافظة على أمر الشارع الحكيم في استمرارية

شعيرة الجهاد حتى لا تتعطل، ومن ثم يتعطل ما ينتج عن الجهاد من الآثار

العظيمة في الدنيا والآخرة.

قال تعالى: [قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الحُسْنَيَيْنِ] (التوبة: 52)

قال ابن تيمية رحمه الله: «يعني إما النصر والظفر، وإما الشهادة والجنة؛ فمن

عاش من المجاهدين كان كريماً له ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة، ومن مات

منهم أو قتل فإلى الجنة» [18] .

إنّ طريق العزة في الدارين هي إعلان راية الجهاد في سبيل الله، وبذل المال

والنفس في سبيله حتى تنعم البشرية المسلمة بالنصر والعزة في واقعها البشري، أو

تنعم بالفوز والفلاح في واقعها الأخروي. ولقد أخبرتنا الآثار النبوية بأن الطائفة

المنصورة ستواجه المخذلين والمعوقين والمخالفين في طريق الجهاد وهؤلاء غالباً ما

يكونون داخل صف المسلمين، وهم أيضاً من الابتلاءات في الطريق من يوم أعلن

النبي صلى الله عليه وسلم حالات الجهاد الفعلية، وسيبقون حتى ينتهي الجهاد يوم

تقوم الساعة.

فمن ذلك ما قصه الله سبحانه وتعالى علينا في غزوة الأحزاب: [وَإِذْ يَقُولُ

المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً * وَإِذْ قَالَت

طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لاَ مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ

بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً * وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ

سُئِلُوا الفِتْنَةَ لآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلاَّ يَسِيراً * وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لاَ

يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولاً * قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ المَوْتِ أَوِ

القَتْلِ وَإِذاً لاَّ تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً * قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً

أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِياًّ وَلاَ نَصِيراً * قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ

المُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلاَ يَأْتُونَ البَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً]

(الأحزاب: 12-18) .

إنها صورة مظلمة جمعت من اللؤم وخسة الطبع ودناءة النفس ما الله به عليم؛

ولذا توعدهم الباري سبحانه في آخر السورة بالطرد والقتل وعدم الجوار؛ وتلك

سنة الله المطَّردة التي لا تتغير ولا تتبدل.

قال تعالى: [لَئِن لَّمْ يَنتَهِ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي

المَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلاً * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا

وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً * سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً]

(الأحزاب: 60-62) .

والآثار النبوية ذكرت أصناف الناس أربعة وهم:

الصنف الأول: الطائفة المنصورة، ووصفتهم بأنهم قائمون بأمر الله تعالى،

وأنهم منصورون، وأنهم ظاهرون على الناس، وأنهم يقاتلون على الحق، وأنهم

قاهرون لعدوهم، وأنهم غير مبالين بمن خذلهم أو خالفهم أو نصرهم، وأنهم على

ذلك حتى يأتي أمر الله تعالى.

الصنف الثاني: المخذلون. وهم القاعدون عن الجهاد وأهله.

الصنف الثالث: المخالفون. وهم الذين ضد الطائفة المنصورة.

الصنف الرابع: الذين يناصرون القائمين بأمر الله تعالى، ولكنهم ليسوا في

منزلة الطائفة المنصورة.

فعلى المسلم أن ينظر لنفسه من أيّ الطوائف يكون: أيكون من المنصورة،

أو من المناصرة، أو من المخذلة، أو من المخالفة؟ والله سبحانه هدى الإنسان

وعرّفه الطريق. قال تعالى [إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً]

(الإِنسان: 3) ، وقال تعالى: [وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ] (البلد: 10) ، وقال تعالى:

[بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ] (القيامة: 14-15) .

وليعلم القائمون بأمر الله تعالى أنه مطلوب منهم أن يعدوا العدة لإرهاب أعداء

الله وأعدائهم، وأن يحرضوا المؤمنين على القتال، وأن يهيئوا أنفسهم للنفور في

سبيل الله خفافاً وثقالاً، وأن يصبروا على ما يلاقون في طريقهم من الأذى والعنت

والمشقة، وأن يتوكلوا على الله وحده حق التوكل. ومع كل هذا لا بد أن تستقر

الحقيقة الكبرى في النفوس أن النصر من عند الله العزيز الحكيم مهما بذلوا من

الأسباب والوسائل، قال تعالى: [وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ المُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ

وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِذْ هَمَّت طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ

المُؤْمِنُونَ * وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ

لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاثَةِ آلافٍ مِّنَ المَلائِكَةِ مُنزَلِينَ * بَلَى إِن

تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ المَلائِكَةِ

مُسَوِّمِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ

اللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ * لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُوا خَائِبِينَ] (آل

عمران: 121-127) .

قال تعالى: [إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي

يَنصُرُكُم مِّنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ] (آل عمران: 160) إنّ سنن

التغيير مربوطة بيد الله تعالى: [وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ]

(التكوير: 29) ، لكن مطلوب من العباد أن يأخذوا بالأسباب مع عدم الاتكال

عليها. قال تعالى: [لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ

اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا

لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ] (الرعد: 11) .

وإذا نظرت إلى المعارك التي دارت بين المسلمين وأعدائهم لم تجد التكافؤ

بين الفريقين، وأظنه لن يكون والله أعلم حتى قيام الساعة؛ لأن الله سبحانه له

حكمة في ذلك؛ فالنصر مع القلة والضعف ليس كالنصر مع الكثرة والقوة؛ ولذا

أثنى على القلة وذم الكثرة. قال تعالى: [قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا اللَّهِ كَم مِّن

فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ] (البقرة: 249) . وقال

تعالى: [لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ

عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ] (التوبة: 25) .

وقال تعالى: [وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ] (يوسف: 103) .

وقال تعالى: [وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن

يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ] (الأنعام: 116) .

وإذا انتقلت من عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام مع العلم أنهم

هم القدوة في كل شيء؛ لأن الله تعالى يقول: [لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ

حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً] (الأحزاب: 21) ، ولو

انتقلت إلى العهود المتأخرة وبعد الأمة الإسلامية عن الالتزام بدينها مثل عهد القائد

عماد الدين زنكي، وعهد نور الدين محمود زنكي، وعهد صلاح الدين الأيوبي،

ومقابلة هؤلاء العمالقة لجحافل الصليبيين لما رأيت تناسباً ولا تناسقاً ولا تكافؤاً في

العدد ولا في العدة، ومع ذلك كتب الله لهم النصر [19] .

ولو انتقلت إلى عهد الدولة السعودية الأولى دولة التوحيد التي أسس بنيانها

وأقامه وشيده الداعية المصلح المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله مع من

حولهم من أمراء الأقاليم في نجد والشريف في الحجاز، وأمير الأحساء ومن حوله،

وكل هؤلاء قاموا ضد دعوة التوحيد وتآمروا على القضاء عليها ومع ذلك نصرهم

الله عليهم وكتب لهم النصر والتأييد [20] . فليعِ القائمون بأمر الله تعالى أن الابتلاء

في الطريق إلى الله تعالى سنة من سننه التي لا تتغير ولا تتبدل، كما أن شعيرة

الجهاد في سبيل الله أبدية حتى تقوم الساعة، وأن تربية النفس البشرية بعيداً عن

روح الجهاد تربية ناقصة وهزيلة. كما أن النصر والغلبة في الواقع البشري ليس

بكثرة العدد والعتاد؛ فما نفعت المسلمين كثرتهم يوم حنين، بل إن النصر والغلبة

قد يأتي والمسلمون في حالة ضعف ظاهرة كما حصل لهم يوم بدر كما قال تعالى:

[وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ] (آل عمران:

123) .

وعلى القائمين بأمر الله أن لا يخافوا إلا الله، وأن لا يخشوا إلا إياه؛ فقد

حذرنا ربنا سبحانه من الوقوع في خشية غيره أو الخوف من سواه أو الرهبة من

غيره. فهذه أمراض قلبية لا يعلمها إلا الله سبحانه؛ فإذا خلصت النفوس من هذه

الأمراض الداخلية الخفية حصل لها النصر في ذات نفسها وهذا هو المطلوب أولاً،

ثم حصل لها النصر بعد ذلك في الواقع البشري؛ وهذان الأمران متلازمان؛ فإن

النصر العلني المشاهد لا يتحقق إلا بعد النصر الخفي في قرارة النفس. قال تعالى:

[إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوَهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ] (آل

عمران: 175) . وقال لعموم بني إسرائيل تنبيهاً لنا: [وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ]

(البقرة: 40) . وقال تعالى: [فَلاَ تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ] (المائدة: 44)

وقال تعالى: [لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ

وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ] (البقرة: 150) . وقال تعالى:

[اليَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ] (المائدة: 3) . وقال

تعالى: [إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى

الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئَكَ أَن يَكُونُوا مِنَ المُهْتَدِينَ] (التوبة: 18) .

وقال تعالى: [الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى

بِاللَّهِ حَسِيباً] (الأحزاب: 39) . وقال تعالى: [أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَّكَثُوا أَيْمَانَهُمْ

وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن

كُنتُم مُّؤْمِنِينَ] (التوبة: 13) .

يقول ابن تيمية رحمه الله: «ولن يخاف الرجل غير الله إلاّ لمرض في قلبه؛

كما ذكروا أن رجلاً شكا إلى أحمد بن حنبل خوفه من بعض الولاة، فقال: لو

صححت لم تخف أحداً. أي خوفك من أجل زوال الصحة من قلبك؛ ولهذا أوجب

الله على عباده أن لا يخافوا حزب الشيطان، بل لا يخافوا غيره تعالى» [21] .

ورحم الله سيد قطب عندما قال: «وهناك حقيقة أخيرة نتعلمها من التعقيب القرآني

على مواقف الجماعة المسلمة التي صاحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي

تمثل أكرم رجال هذه الأمة على الله ... وهي حقيقة نافعة لنا في طريقنا إلى

استئناف حياة إسلامية بعون الله. إن منهج الله ثابت، وقيمه وموازينه ثابتة،

والبشر يبعدون أو يقربون من هذا المنهج، ويخطئون ويصيبون في قواعد التصور

وقواعد السلوك، ولكن ليس شيء من أخطائهم محسوباً على المنهج، ولا مغيراً

لقيمه وموازينه الثابتة. وحين يخطئ البشر في التصور أو السلوك فإنه يصفهم

بالخطأ، وحين ينحرفون عنه فإنه يصفهم بالانحراف ولا يتغاضى عن خطئهم

وانحرافهم مهما تكن منازلهم وأقدارهم ولا ينحرف هو ليجاري انحرافهم. ونتعلم

نحن من هذا أن تبرئة الأشخاص لا يساوي تشويه المنهج! وأنه من الخير للأمة

المسلمة أن تبقى مبادئ منهجها سليمة ناصعة قاطعة، وأن يوصف المخطئون

والمنحرفون عنها بالوصف الذي يستحقونه أياً كانوا وألا تسوَّغ أخطاؤهم

وانحرافاتهم أبداً بتحريف المنهج، وتبديل قيمه وموازينه؛ فهذا التحريف والتبديل

أخطر على الإسلام من وصف كبار الشخصيات المسلمة بالخطأ أو الانحراف؛

فالمنهج أكبر من الأشخاص، والواقع التاريخي للإسلام ليس هو كل فعل، وكل

وضع صنعه المسلمون في تاريخهم وإنما هو كل فعل وكل وضع صنعوه موافقاً

تمام الموافقة للمنهج ومبادئه وقيمه الثابتة وإلا فهو خطأ أو انحراف لا يحسب على

الإسلام وعلى تاريخ الإسلام، إنما يحسب على أصحابه وحدهم، ويوصف أصحابه

بالوصف الذي يستحقونه: من خطأ أو انحراف أو خروج على الإسلام.

إن تاريخ الإسلام ليس هو تاريخ المسلمين ولو كانوا مسلمين بالاسم أو

اللسان، إن تاريخ الإسلام هو تاريخ التطبيق الحقيقي للإسلام في تصورات الناس

وسلوكهم، وفي أوضاع حياتهم ونظام مجتمعاتهم. فالإسلام محور ثابت تدور حوله

حياة الناس في إطار ثابت؛ فإذا هم خرجوا عن هذا الإطار أو إذا هم تركوا ذلك

المحور بتاتاً فما للإسلام وما لهم يومئذ؟ وما لتصرفاتهم وأعمالهم هذه تحسب على

الإسلام، أو يفسر بها الإسلام، بل ما لهم هم يوصفون بأنهم مسلمون إذا خرجوا

عن منهج الإسلام، وأبوا تطبيقه في حياتهم، وهم إنما كانوا مسلمين؛ لأنهم

يطبقون هذا المنهج في حياتهم، لا لأن أسماءهم أسماء مسلمين، ولا لأنهم يقولون

بأفواههم إنهم مسلمون؛ وهذا ما أراد الله سبحانه أن يعلمه للأمة المسلمة وهو

يكشف أخطاء الجماعة المسلمة ويسجل عليها النقص والضعف، ثم يرحمها بعد ذلك

ويعفو عنها ويعفيها من جرائر هذا النقص والضعف في ساحة الابتلاء» [22] .

إن منهج الله تعالى ثابت لا يتغير ولا يتبدل، وهذه حقيقة يجب على كل مسلم

معرفتها وإدراكها، كما يجب على كل مسلم أن يحافظ على هذا المنهج الذي رضيه

الله لعباده وأتمه وأكمله. وإن من أهم الوسائل التي تحافظ على هذا المنهج وتحميه

من العوادي أيًا كانت رفع راية الجهاد واستمراريته حتى تقوم الساعة، وأن تربى

الأجيال على ذلك. فإن قصَّر المسلمون كما نراه ونشاهده في رفع راية الجهاد لما

حلّ بهم من الوهن والضعف، فعلى الطائفة المنصورة والقائمة بأمر الله تعالى أن

تبادر بالقيام فيما قصر فيه المسلمون وترفع راية الجهاد: إنفاقاً في سبيل الله،

ومرابطة في الثغور، وتجهيز الغزاة، وإعداد القوة، وغير ذلك من متطلبات هذه

الشعيرة الغالية؛ لأن من صفات هذه الطائفة أنها تقاتل على الحق من ناوأهم إلى

يوم القيامة.

لقد اختل لدى المسلمين مفهوم الجهاد وحقيقته وغاياته وأهدافه ودوافعه، حتى

أصبح لدى كثير منهم وصم من كان مرابطاً في بعض ثغور المسلمين بالتطرف

والإرهاب. وأصبحت حكومات العالم الإسلامي تسعى جاهدة في القضاء على

شعيرة الجهاد وتطارد من نذر نفسه للموت في سبيل الله؛ ولذا وجب على الطائفة

القائمين بأمر الله أن يستغفروا ربهم ويبيعوا أنفسهم لربهم كما ذكر الله تعالى ذلك

عنهم في قوله تعالى: [إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ

يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقاًّ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ

وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ]

(التوبة: 111) . فإذا خلصت النية، وتوفرت الشروط، وانتفت الموانع فحيهلا

إلى ساحات الوغى مع أُسد الشرى من أجل تحقيق المنى في رفع رايات العلا.

ورحم الله ابن القيم القائل: «وكفى بالعبد عمى وخذلاناً أن يرى عساكر

الإيمان وجنود السنة والقرآن وقد لبسوا للحرب لأمته، وأعدوا له عدته، وأخذوا

مصافهم، ووقفوا مواقفهم، وقد حمي الوطيس، ودارت رحى الحرب واشتد القتال

وتنازلت الأقران: النزال النزال؛ وهو في الملجأ والمغارات، والمدخل مع

الخوالف كمين، وإذا ساعد القدر، وعزم على الخروج قعد فوق التل مع الناظرين

ينظر لمن الدائرة ليكون إليهم من المتحيّزين، ثم يأتيهم وهو يقسم بالله جهد أيْمانه

إني كنت معكم وكنت أتمنى أن تكونوا أنتم الغالبين؛ فحقيق بمن لنفسه عنده قدر

وقيمة أن لا يبيعها بأبخس الأثمان، وأن لا يعرضها غداً بين يدي الله ورسوله

لمواقف الخزي والهوان، وأن يثبت قدميه في صفوف أهل العلم والإيمان، وأن لا

يتحيز إلى مقالة سوى ما جاء في السنّة والقرآن» [23] .

أمّا واقع العالم الإسلامي اليوم فقد امتنعت حكوماته عن تحقيق الدين كله لله

تعالى، بل أمثلهم طريقة أخذ بعضاً من الدين، وترك بعضه الآخر، فامتنعوا عن

ترك الربا المحرم وهو من آخر ما حرّمه الله تعالى، وامتنعوا عن تحريم الفواحش

كالزنا والخمور والمخدرات، وامتنعوا عن تحريم الاختلاط والسفور باسم الحرية

والحقوق الشخصيّة، ومن حق أيّ إنسان أن يعيش كيف يشاء! كما عقدوا صفقة

أيديهم مع أعداء الله على محاربة شعائر الإسلام العملية عموماً كإقامة الحدود والأمر

بالمعروف والنهي عن المنكر، وأعظم تلك الشعائر التي وقفوا ضدها هي شعيرة

الجهاد في سبيل الله ضد الكفر وأهله، بل الأدهى والأمرُّ أنهم عقدوا المعاهدات

الدولية، وأقاموا المنظمات والاتفاقات الدولية على محاربة من أراد أن يقوم بفرض

الجهاد، والزج بهم في السجون، بعد رصد حركاتهم والتربص بهم في كل قطر.

والأعظم والأمرُّ أن ملة الكفر بجميع أنواعها تترست بأولئك الحكام، فوقفوا سداً

منيعاً ضد من يدعو إلى الله، وينادي بالجهاد في سبيل الله.

نسأل الله أن يعز دينه، وأن يعلي كلمته، وأن ينصر عباده المجاهدين. آمين.

وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015