السيطرة الروسية في الاتحاد السوفييتي
في طريقها إلى الزوال
إن السيطرة الروسية في الاتحاد السوفييتي في طريقها إلى الضعف بسبب
ارتفاع معدل الولادة عند المسلمين في وسط آسيا.
فحسب تعداد يناير من هذا العام (1989) فإن الروس يشكلون 51% من
مجموع السكان مقارنة بـ 56% عام 1959، و 52% في إحصاء عام 1969 في
حين بلغ مجموع السكان في آخر إحصاء 286. 7 مليون نسمة وكان قبل عشر
سنوات 265 مليون نسمة.
إن نتائج هذا التعداد تعتبر تحولاً ديموغرافياً لازال يثير مخاوف الكرملين
خلال ثلاثة عقود، وإذا ظل اتجاه النمو السكاني على ما هو عليه فإن الأغلبية
الروسية ستصبح أقلية في نهاية هذا القرن ومع هذا فإن الأرقام تعطي بعض الراحة
لصانعي السياسة السوفيتية الذين يواجهون حالياً باضطرابات قومية على أطراف
آخر إمبراطورية مؤلفة من قوميات متعددة، وعلى الرغم من أن المسلمين لا زالوا
يتميزون بنسبة مواليد مرتفعة مقارنة بالسلف؛ فإن نسبة زيادتهم تراخت قليلاً منذ
آخر إحصاء، وأخطر توقعات علماء السكان الغربيين هي أن الشعب الروسي قد
يهبط إلى ما تحت 50% في هذا التعداد.
في كتاب مشهور نشر منذ عشر سنوات بعنوان (سقوط إمبراطورية) تنبأ
كاتبه بأن الشعب الروسي [1] سيهبط إلى 8 ر46% في عام 1990 والأرقام تشير
إلى أن نسبة الولادات في جمهورية روسيا خلال عشر سنوات قد ارتفعت قليلاً منذ
عام 1979 أي إلى 7% ولكنها لا زالت منخفضة جداً عند نسبة 34% في
جمهوريات آسيا الوسطى.
وعلى المدى الطويل، فإن تناقص سكان روسيا سوف يجعل من الصعب على
السياسيين أن يستمروا في ادعاء تفوق التمثيل في اقتسام السلطة، فالآن يوجد اثنان
فقط غير روسيين ضمن الترويكا الحاكمة المؤلفة من 12 شخصاً، هما وزير
الخارجية (إداورد شيفارنادزة) من جورجيا، و (فلاديمير شيربتسكي) من أوكرانيا، والمسلم الوحيد [2] الذي وصل مرة إلى الترويكا (حيدر علييف) من أذربيجان قد طرد عند تسلم (غورباتشوف) السلطة عام 1985، واتهم بفضائح رشاوى وفساد، وأجبر على الخروج من دائرة صانعي القرار السياسي
ضمن حملة تطهير في صفوف الحرس القديم، وكذلك فإن الإحصاء يظهر استمرار الهجرة من الريف إلى المدينة، حيث بلغ تعداد أهل الريف 34% مقارنة مع 52% عام 1959.
الغارديان ويكلي 14/5/1989م
بوتو.. خطوة تتبعها خطوات
جاء في مجلة الإكونومست بتاريخ 3 / 6 /1989 ما يلي:
قامت بنازير بوتو بعزل الجنرال حميد غول من منصبه المهم كرئيس
للمخابرات العسكرية الباكستانية واستبدلته بالجنرال شمس الرحمن كالو الذي يعتقد
أنه أكثر تقبلاً لنصائح رئيسة الوزراء، وبعزل الجنرال غول تكون بنازير قد
نقضت عهداً بعدم التدخل في أمور المؤسسة العسكرية، ويمنح قرار عزل الجنرال
غول بنازير بوتو فرصة للتنصل من سياسة الدعم التي تبناها الرئيس الراحل ضياء
الحق تجاه المجاهدين الأفغان.. وكان ضياء الحق يؤمن أن بإمكان باكستان
والمجاهدين سوياً تحقيق نصر للإسلام، وذلك بإقامة حكم إسلامي في كابل وإنشاء
كتلة إسلامية على تخوم الحدود الروسية، وكانت فئات المجاهدين الأصوليين [3]
تتلقى في عهده حصة الأسد من المساعدات العسكرية والمالية وقد سببت هذه
السياسة انتقادات متكررة للجنرال غول الذي كان يشرف على تنفيذها.
أما بنازير، فإن إيجاد نهاية مبكرة للحرب الدائرة في أفغانستان أهم لديها من
تحقيق نصر إسلامي، كما أنها تواقة إلى حل مسألة تواجد ما يقرب من ثلاثة
ملايين أفغاني على أرض باكستان.
ومن جهتها علقت حكومة كابل على قرار عزل الجنرال غول بقولها إن
باكستان مستعدة لمفاوضات السلام وأن تفكير الحكومة الباكستانية يدل على رغبتها
في السير في هذا الطريق.
ومن المرجح أن تقوم بنازير بدفع فئات المجاهدين وحكومتهم الانتقالية-التي
تتخذ من بيشاور قاعدة لها - على بذل جهود أكبر لكسب ثقة كل من المنظمات
الشيعية التي تتخذ من إيران قاعدة لها والعناصر غير الشيوعية في حكومة كابل
الحالية.