الشيخ سياف يرد على الحملة الإعلامية
التي تشن على المجاهدين العرب
دأبت بعض الصحف الغربية في الآونة الأخيرة على إثارة الفتنة والضرب
على وتر العصبية المنتنة، فراحت تكتب وتحاور الأفراد من داخل أفغانستان حول
ما أسمته (العرب والوهابية) وربما يكون قد تجاوب معها بعض الجهلة المتعصبين
فراحوا يرددون هذه العبارة لإبعاد الأخوة العرب الذين يشاركون في الجهاد الأفغاني.
والأخوة العرب ومن شتى الأقطار العربية يفخرون إذا كانوا يتبعون منهج
أهل السنة، منهج السلف، وهي ظاهرة طيبة بين صفوف الشباب الإسلامي في
هذا العصر، وليس هناك شيء اسمه (الوهابية) وإنما هناك مصلح مجدد اسمه
محمد بن عبد الوهاب، كأي مصلح إسلامي أراد العودة إلى منابع الدين الصافية،
والذين يرددون هذه الكلمة ويعتبرونها تهمة معروفون في العالم الإسلامي. إن
هؤلاء الأخوة العرب ليعتبرون الإمام أبا حنيفة من أئمة أهل السنة، وهذا الإمام له
مواقف رائعة في الدفاع عن السنة ومحاربة المبتدعة الذين انشقوا عن أهل السنة
وكتب الأحناف مملوءة بالتحذير من الباطنيين.
وندعو إخواننا العرب أن ينتبهوا لهذه المكيدة، ويذكروا الناس الذين لا
يعلمون بكتاب (الفقه الأكبر) للإمام أبي حنيفة وكتب أبي يوسف ومحمد ابن الحسن، والطحاوي في الدفاع عن السنة.
وقد تنبهت -والحمد لله -وكالة البنيان الصحفية لهذا الأمر فسألت الشيخ
السياف رئيس وزراء أفغانستان عن هذا الموضوع، وذكرت مقتطفات من أقواله،
ونحن ننقل هذه المقتطفات كما جاءت رداً على مثيري الفتنة والتفرقة.
(في تصريح خاص لمجلة البنيان الناطقة بالعربية رد رئيس حكومة
المجاهدين المؤقتة الشيخ عبد رب الرسول سياف على الحملة الشرسة التي تشنها
في هذه الأيام وسائل الإعلام الغربية وخاصة إذاعة ال بى بى سي ضد المتطوعين
المسلمين الذين يعملون في الساحة الأفغانية. فقال: إن الدنيا بأسرها قد تكالبت
على أمتنا الإسلامية وأن أعداء الإسلام يتضايقون من أي مظهر يدل على وحدة
الإسلام والمسلمين) . وأضاف سياف: (لقد جعل الله الجهاد الأفغاني سبباً من
أسباب تجمع بعض أبناء أمتنا الإسلامية المخلصين الذين توافدوا إلى خنادق القتال
من شتى أقطار العالم الإسلامي والتحموا كتفاً لكتف ودماً لدم، وأصبحوا صفاً واحدا
في مقابلة من يريد اجتياح أمتنا الإسلامية واستئصال شأفتها وعقيدتها من جذورها) .
ثم تحدث الأستاذ سياف عن دور المتطوعين من المسلمين في الجهاد الأفغاني
فقال: لقد كان لهؤلاء الغرباء القادمين لمساعدة إخوانهم الأفغان والوقوف بجانبهم
أطيب الأثر في رفع الروح المعنوية لدى المجاهدين حيث شكلوا بتواجدهم نموذجاً
مصغراً للوحدة الإسلامية وجنسيتها (لا إله إلا الله محمد رسول الله) .
ثم عرّج الشيخ سياف على ما ينشره الإعلام الغربي من تهم وأكاذيب باطلة
حول هؤلاء المتطوعين قائلاً: لقد أغاظت الوحدة الإسلامية هذه قلوب أعداء
الإسلام وضاقت بها صدورهم فلم يستطيعوا تحملها وبدءوا بإعلان حربهم الشعواء
بشتى الوسائل والأساليب، وها نحن نسمع أبواق الكفر والمنافقين تتحدث عن
هؤلاء الأخوة الذين سارعوا لخدمة هذا الجهاد ودعم إخوانهم المجاهدين وتتهمهم
وتطعن فيهم وتختلق عليهم الكذب والأقاويل.
وأردف سياف يقول: إن هدفهم الرئيسي من وراء كل هذا هو إحداث فجوة
بين أبناء الشعب الأفغاني المجاهد المسلم وبين إخوانهم في الله والعقيدة، ويهدفون
كذلك إلى النيل من طريق إعادة وحدة الأمة الإسلامية وتفريغ الساحة للمؤسسات
الكفرية والإلحادية حتى تنفرد بالإفساد داخل ساحات أفغانستان في المستقبل القريب
باسم بناء وتعمير أفغانستان.
وتحدث الشيخ سياف عن الأنصار العرب فقال: إن هؤلاء لم يدخروا من
الدنيا شيئاً بل باعوا دنياهم من أجل الدفاع عن دينهم وعن عقيدتهم وإيمانهم والذود
عن أعراض هذه الأمة وحرماتها، وبدأت أبواق الخبث والعفن تتهم إخواننا
المتطوعين العرب بأنهم، يحاربون مذهب أهل البلاد وأنهم كذا.. وكذا وكل هذه
الأمور لا أساس لها من الصحة ولا رصيد لها من الواقع. وأن استشهاد العديد منهم
لأصدق دليل على أنهم جاءوا ابتغاء مرضاة الله. وأن هذه الحملة الإعلامية الشرسة
التي تشن ضد إخواننا الأنصار الذين نعتبرهم أفلاذ أكبادنا وهم أغلى من في
الأرض من بني البشر الأحياء، كما نعتبرهم أصدق نماذج في ساحة الأخوة
الإسلامية.
ثم خاطب سياف الأنصار بقوله: (أطمئنكم بأن الأفغان متنبهون إلى هذا الأمر، ويعرفون حقائق هذه الحملة البشعة، فواصلوا عملكم بكل ثقة واطمئنان،
وواصلوا مسيرتكم في درب الجهاد درب العزة، ولن نسمح لهم بأن يفرقوا بيننا) .