كلمة صغيرة
مأساة إنسانية يتقلَّب على لظاها الشعب الأفغاني؛ فبعد الحرب الضروس التي
دارت رحاها بين الأحزاب الأفغانية، وما خلفته من دمار شامل أتى على البنى
التحتية، وحطم المنازل والمدارس والمستشفيات والطرق؛ ها هو ذا الجفاف
يجتاح مناطق واسعة من شرق البلاد وجنوبها، ويُخلِّف مجاعة تهلك الحرث
والنسل؛ فقد غارت الآبار، وجفَّت الأنهار، وماتت الزروع، ونفقت الماشية..!
الفقر يشمل عامة الشعب الأفغاني حتى أصبح 90% من الناس يعيشون
تحت خط الفقر، والمرض نتيجة سوء التغذية وانتشار الأوبئة وقلة الأدوية يفتك
بالأطفال والنساء والشيوخ، حتى أصبحت المستشفيات دوراً للمعاناة والألم، ولا
تُعرف إلا بوجود المرضى فيها، أما الأطباء والأدوية والأجهزة فلا أثر لها على
الإطلاق إلاَّ ما ندر..!
وعادت جحافل المهاجرين المنهكة تشرِّق وتغرِّب، وتتيه في صحارى مقفرة
بحثاً عن طعام أو شراب أو كساء، فلا تخرج من مسغبة إلا لتقع في مسغبة أخرى
تزيد من آلامها وجراحاتها. ولك أن تتصور حجم المعاناة التي يدور في رحاها
الأطفال والعجزة والمقعدون!
وزاد من حجم المأساة الحصار المحكم الذي تطوِّقه الأمم المتحدة ومنظماتها
الإنسانية (!) على أفغانستان بوصاية أمريكية، ولك أن تعجب أشدّ العجب من
إعراض المسلمين وإدبارهم عن إخوانهم على الرغم من معرفتهم بهذه المأساة..! !
والأفغان في هذه الأيام أحوج ما يكونون إلى قليل من النُّصرة والتأييد والعون،
فـ «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله» .