مجله البيان (صفحة 3849)

الباب المفتوح

الصدع والأنين في رثاء العلامة ابن عثيمين

أيمن إبراهيم شحاتة

قف في سكون على الأطلال مُعتبِرَا واخفض من الطرف واخشع واسمع الخبرا

كم من فقيدٍ غدا للموت مغتبطاً ... بالخلد في جنَّة الرحمن مفتخرا

ربَّاه فاجعل سبيل الشيخ تكرمةً ... يجني جنى الجنتين الحُلو معتصرا

يا صالح النهج يا شيخ الورى حزنت ... تلك الدنا واستحال القلبُ منكسرا

قالوا: لقد مات فاستحسرتُ وانتفضَت ... أبيات شعري وراحت تسطر العِبَرا

تلك السماء التي قد رُصِّعت درراً ... باتت تذوق الأسى إذ ودَّعت قمرا

نبع الصفاء الذي منه ارتوت أممٌ ... قد أصبح اليومَ يبكي ذلك النَهَرا

والروض قد بات محزوناً ومكتئباً ... فالعندليب الذي فيه ارتقى قُبِرَا

للشيخ في قلبنا ذكرى ومنزلةٌ ... لم يلقها بيننا زوراً ولا بطرا

لابن العثيمين في جمع الورى كتبٌ ... سارت ركابٌ بها واحتلت الغمرا

أكرم بشرح [1] بديع منه قد نهلت ... تلك البرايا وراحت تصطفي الدُّررا

فالشعر من كمدٍ يبكي وتندبه ... تلك البحور التي باهت به البحرا

ما زال يحمل همَّ الدين في جَلَد ... حتى قضى فاستحق الشكر إذ صبرا

أدعو الإله الذي يبلو سرائرنا ... أن يسقي القبر غيثاً طيباً عَطِرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015