بأقلام القراء
عبد العزيز الشرقي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
إخواني المجاهدين:
أما وقد أصبح النصر قاب قوسين أو أدنى فإني أحببت أن أنصح لكم مصداقاً
لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (الدين النصيحة) .
إن الجهاد ليس هدفاً تنتهي عنده مقاصد الإسلام، ولا حتى إقامة الدولة
الإسلامية هدف تتوقف الجهود عنده، كل ذلك وسائل لغاية أعظم وهي إقامة شرع
الله في النفوس وعبادته حق عبادته، قال تعالى: [ومَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإنسَ إلاَّ
لِيَعْبُدُونِ] فجعل الغاية والمقصد هو عبادته عز وجل، وجعل الجهاد لتكون كلمة
الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا.
والنبي -صلى الله عليه وسلم- أقام الدولة الإسلامية في المدينة لا للدعة
والأمن والاطمئنان، وإنما أقامها لتكون منطلقاً لجيوش تجاهد وتكسر القيود الجاهلية
المفروضة على جنس الإنسان..
وإني أريد أن تحذروا من المنافقين الذين يريدون أن يقطفوا ثمار الجهاد تحت
مسمى الديمقراطية أو تحت مسمى الوحدة التي تضمهم، ولو استعرضتم السور
المدنية في القرآن الكريم لوجدتموها مليئة بالتحذير من المنافقين الذين يوالون أعداء
الله وأتباعهم، فلقد قام الحلف الطبيعي بين المنافقين واليهود في المدينة وها هو
اليوم يقوم مرة أخرى باختلاف في الأدوار، فلا تحالف ولا توحد مع من يعادون الله
ورسوله حتى يتوبوا وينيبوا، وهم إن تابوا فهي تنفعهم عند الله، ولكن لا يولون
شيئاً من أمر المسلمين.
وأخيراً أذكركم بموقف النبي -صلى الله عليه وسلم- لما دخل مكة سنة الفتح
ورأسه يكاد يلامس ظهر بعيره تواضعاً لله، وما ذلك إلا لعلمه بأن النصر من الله لا
بعدته ولا عتاده، وكما نصركم الله لما نصرتموه في جهادكم سينصركم على من
تحالف ضدكم [إن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ ويُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ] .
أسأل الله أن ينصركم ويثبت أقدامكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.