المنتدى
زاهر بن محمد الشهري
ما أجمل أن ترتبط الحياة بخالقها! ! وما أروع أن تهفو القلوب إلى
بارئها! ! وما أبدع أن ينتظم الوجود كحبات اللؤلؤ في عقد يطبق حقيقة [إِنِ الحُكْمُ
إِلاَّ لِلَّهِ] (يوسف: 40) في السياسة والحكم.. وفي الاقتصاد.. وفي العلاقات
الاجتماعية.. وفي كل صغيرة وكبيرة لتكون حتمية النتيجة [إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ
يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ] (الأعراف: 128) .
فإلى دعاة التحرر من الدِّين والقيم والأخلاق، وإلى أصحاب الفكر المستنير
زعموا وهل تمارس الخفافيش عملها في رابعة النهار وفي وضح الشمس؟ !
مثل النهار يزيد أبصار الورى ... نوراً ويعمي أعين الخفاش
أو كما قال الآخر:
خفافيش أعماها النهار بضوئه ... ووافقها قطع من الليل مظلم
فإلى هؤلاء وهؤلاء نقول: عودوا إلى جُحوركم، ودعوا الخلق للخالق [أَلاَ
لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ] (الأعراف: 54) فقد كُشفت أستاركم وهُتكت عوراتكم،
وفُضح الفكر المستميت المنهزم تحت ضربات الواقع [فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا
مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ] (الرعد: 17) .
أحطنا بهم حتى إذا ما تيقنوا ... بما قد رأوا مالوا جميعاً إلى السلم
ولكن لا سلم حتى تُكسر الأقلام المفسدة، ويكفَّ كل متمردٍ عن «التمرد» .