المنتدى
خالد بن محمد الصغير
إنه شابٌّ أحبه الجميع، الكل يكن له المودة والإعزاز، لم تكد عيني تقع عليه
حتى أحسست بكثير من الارتياح والاستئناس، والطمأنينة والانشراح، وامتلأت
عيني منه بالإجلال والمحبة، وتساءلت: ما السر وراء ذلك التميز؟ لا بد أنه
يحمل مثاليةً ما، فما هي تلك المثالية؟
نعم! لقد عرفه الجميع بجميل السجايا، وحلو الصفات. إنه دائم الابتسامة،
حسن العشرة والمعاملة، سريع الاستجابة لنداء الله إذا ما صدح المؤذن للصلاة،
وأجمل أوقاته وأعذبها إذا ترنم بكتاب الله تالياً له بكل طمأنينة وخشوع، وأزكى
لحظاته إذا شرع في مناجاة الله عز وجل والتقرب إليه صلاة ودعاءاً، ذكراً وتفكراَ،
طلباً للعلم وتأملاً، وهو مع ذلك كله مناصحٌ لإخوانه، ذو عمل دؤوب، لا يفتر
من بذل معروف، أو مساهمة في خير، أو طلب لفائدة، أو اغتنام لبرٍّ وفضيلة،
يسابق في الخيرات، ويشمخ لأعالي الهمهم، من نصرة لدينه، ودعوة إلى سبيل
مولاه سبحانه وبحمده. حقاً: إنه مثالٌ فريد في عالم الأخلاق، ولبنة راسخة بناءةٌ
في بنيان المجتمع، وصرح الخير، وقلعة الدين. وهو بتلك المثالية ليس نسجاً من
الخيال، ولا أسطورة من التاريخ، إننا بحاجة ماسة إلى المزيد والمزيد من تلك
اللبنات البناءة نحو تميز أخلاقي! !