نص شعري
د. محمد بن ظافر الشهري
أيُّهذا المؤتَمَرْ
أيها الحُلْم الجميل
أنا لن أطلب منك «المستحيل»
علّمَتْني كلُّ دوراتك أن أقنع بالشيء القليل
عمقت فيَّ لقاءاتُكَ أخلاقَ القناعة
وانضباطَ النفسِ والبالَ الطويلْ
كلّ ما نَمّيْتَه فيّ فمِن هذا القبيلْ
آهِ.. لو أنكَ حيّدتَ الشعارات وسوّدتَ الدليل
أيها الحلم لك الشكر الجزيلْ
نحن لم ننس قراراتك جيلاً بعد جيلْ
فقراراتك لا تُنسى ولا تخفى
و «هل يخفى القمر؟ !»
أيهذا المؤتمرْ
أنا لا أطمع في صدق أبي بكر
ولا عدل عمرْ
بل ولا في شعر حسان بن ثابتْ
إنما أطلب أن تبقى الثوابت
أتمنى..
أن أرى جهدكَ في دفع السفينة
وأرى قلبك في أم القرى أو في المدينة
وأرى كفك تمتد إلى القدس السجينة
وعلى رأسكَ تاجاً من أحاديث صحاحٍ وسُوَر
أيهذا المؤتمر
لا تحلّنَّ النزاعات
ولا تُنْهِ الخلافاتِ
ولا تطوِ المسافاتِ
ولا تلغِ جوازات السفر
جئتُ يا «عبد المعينْ»
ومرادي..
أن يسير الشرعُ مرفوع الجبين
في ديار المسلمينْ
ويجوزَ الدهرُ أيامَ التَّتَر
أيهذا المؤتمر!
أنا لا أطمع أن تقنع لي راعي البقر
أن في الغرب تماسيحَ
وفي الشرق بشرْ
لا تعنِّف عَبَدَ الطاغوتِ أو أهل الكتابْ
يوم أن ذقنا على أيديهمُ شتى العذابْ
لا تهزّنكَ صرخاتُ الثكالى
وعويلُ الحرة المفزع بعد الاغتصابْ
أنا لن أمعن في هذا العتابْ
كل ما أطلب أن تشعر يوماً بالخطرْ
أيهذا المؤتمر
خذ من الحكمة ما شئتَ وما شئتَ فَذَرْ
فعلى وجهكَ لا تظهرُ آثارُ الكِبَرْ
أنتَ والله في أعيننا أصغر من «طفل الحَجَرْ»
أيهذا المؤتمر
أيها الحلم الجميلْ
أنا لن أطلب منك «المستحيلْ»
علمتني كل دوراتك أن أقنع بالشيء القليلْ
عمقت فيّ لقاءاتُك أخلاقَ القناعة
وانضباطَ النفسِ.. والبالَ الطويلْ
أيها الحلم لك الشكر الجزيلْ
فأنا أدركُ أن الخيرَ خيرٌ.. وبأن الشرّ شرّ
وبأن الجِدَّ جِدٌّ.. وبأن المؤتمرْ
مؤتمرْ!