المنتدى
محمد بن عبد الله الرويلي
من المؤسف أن الواقع اليوم يعجّ بألوان وأشكال من العنصرية؛ فبالإضافة
إلى العصبية القبلية هناك العنصرية الإقليمية التي تسود بين بعض الأقطار العربية
والإسلامية؛ فبعض الأقطار لا يطيق الأقطار الأخرى، وكذلك هناك العنصرية
العرقية بين بعض السود والبيض، أو بين بعض العرب والعجم، أو غيرها من
الصور البغيضة لهذا الداء العضال.
ولكن المصيبة العظمى تكمن في تأثر بعض الدعاة الذين يحملون لواء
الصحوة بهذه النظرات الجاهلية بقصد أو بغير قصد، ومن ذلك ما يمارسه بعض
الصالحين من تصرفات لا تخلو من العنصرية، كالحزبية في الدعوة، وعدم
السماح للآخرين بالمشاركة في هذا العمل أو ذاك بحججٍ واهية، أو احتقار الدعاة
لبعض إخوانهم في المناطق النائية وعدم الاقتناع بأي عمل يعملونه، أو الحديث عن
مثل هذه الأمور والخوض فيها في المجالس الدعوية باسم المزاح، أو حصر الدعوة
على فئات معينة من المجتمع وإهمال فئات أخرى وفقاً لموازين طبقية أو مادية،
وغير ذلك من الصور والممارسات، وقد رأيت وسمعت الكثير من هذه الأمور بل
شَمِمْتُ رائحة العنصرية وهي تفوح من بعض الدعاة.
إن وجود مثل هذا الأمر بين رجالات الدعوة لا شك في أنه تشويه للصحوة
الإسلامية وتنفير منها وحيادةٌ عن المنهج الصحيح، ومن شأنه أن ينزع الثقة من
قلوب الناس الذين تعلقت قلوبهم بالدعوة الإسلامية.
وليحذر الداعية المخلص، الحريص على نشر الخير والذي له قدم صدق عند
الناس أن يعمل عملاً أو أن يُسمع منه قولٌ يوحي بشيء من التعصب أو التكبر أو
الاحتقار لأحد؛ فإنه إن فعل ذلك يكون قد كتب سقوطه بنفسه، سقوطاً لا قيام بعد!