نص شعري
عبد الرحمن السنوسي
رَبَّاه هَذِي جَبْهَتي ... تَعْنُو لِوَجْهِكَ فِي حُضُورْ
وَتَسُلُّ مِن أَيَّامِهَا ... هَذِي الدَّقَائِقَ في السَّحُورْ
فَلَعَلَّهَا تَحْظَى بِمَا ... أَكْنَنْتَ مِن سِرٍّ ونُورْ
وَتَذُوقُ مَعْنًى قَدْ طَوَتـ ... ـه.. سِجَافُ هَاتيكَ السُّتُورْ
وَتَصُوغُ مِنْ هَالاتِهِ ... سَوْطاً لأَهْوَاءٍ تَثُورْ
فَلَقَدْ أَمَضَّ فُؤَادَهَا ... فَوضَى بِأَحنَاءِ الصُّدُورْ
وَتَشَعَّبَتْ مِنْ حَوْلِهَا ... فِكَرٌ كَأَسْرَابِ الطُّيُورْ
وَيَسُوقُهَا أَمَلٌ إلى ... نَجوَاكَ في كَنَفِ السَّحُورْ
فَلكَمْ حَدَاهَا بُؤْسُهَا.. ... فَتَصِيح لَيْلاً: ... يَا غَفُورْ
وَلَكَم أَثَارَ شُجُونَهَا ... أَلَمٌ مُمِضٌّ لا يَغُورْ
لا الصَّبْرُ ثَاوٍ في الفُؤَادِ ... وَلا المُقِيمُ بِهِ صَبُورْ
أبداً حياتي في عَنَاء ... ليس يُحْيِيهَا السُّرُورْ
قَدْ بَرَّحَ الأَلَمُ الممضُّ ... بِهَا وَأَضْنَاهَا الفُتُورْ
فَإِلَيْكَ أَشْكُو شِقْوَتِي ... في هَدْأَةِ اللَّيْلِ الوَقُورْ
وإلَيْكَ أَرْفَعُ هَامَتِي ... ويَدَيَّ إبَّانَ الحُضُورْ
لتشُدَّ أزري يا كَرِيم ... وتمحُ أَخْطَاءَ الشُّعُورْ!