مجله البيان (صفحة 3596)

البيان الأدبي

الموائد!

تركي المالكي

(1)

صاحبٌ. . كان لي

في زمان الصخبْ!

حينها والجميعُ شجاعٌ

ورأس الغواية في المحتطبْ!

كان يركض خلف العواصفِ

يقذفها باللهبْ!

محتمٍ بالدروع الأسامي!

ومن تحتها لمعانُ الذهبْ!

(أتراه ذهبْ) ؟ !

(2)

كان روحاً لروحي!

كان ينهشُ قيدَ الطغاة الذي

نهشتْ نابُهُ معصمي!

كان إيقاعُ نبضي على نبضه نغماً طاهرا

للصديِّ الظمي!

حبرُه من دمي!

والدواةُ جروحي!

يهدِرُ البغيُ من فوقنا. .

برعود الغضبْ!

مطراً أسود

ويُسوِّرُ من حولنا هضبات الرمادِ. . .

وينبحُنا بكلاب الخطبْ!

وترى دمَنا الجمرَ ما بينها يلتهبْ!

برقُهُ. . ركضُ مهرٍ جموحِ!

(3)

صاحبٌ. . آه! كانَ. .

وفي غفلة من جروحي

بهتت نجمةٌ في السويداء وانسحبتْ. .

نحوهمْ

رَمَّدتْ جمرَها تحت أقدامهم!

ثم باعت لهم نفسَها. . ودمي!

والهوى. . وضريحي!

وتعرّتْ على بابهم. .

فتكسّرَ ما كان من نغم طاهرٍ

رقصتْ فوقهُ. .

كالغزالة للفهدِ. .

فابتسمي. . يا جروحي!

(4)

أسد كان لكنْ. .

هوى لاثماً. .

رِجْلَ كلبٍ قبيحِ!

نابُهُ نهشتْ قبلُ شِقَّ (الأمينِ)

فكان الشهيدَ

وكان الأمينُ السجين الأمينَ!

فماذا أسمِّي الذي. .

خلتُه أسدي. . وفمي. . ونصيحي!

ثم ها هو بين يدي قاتلي

لاعقاً قدمَ البغيِ. .

داس على وهجه و (المعالم) منتفشا

بعقود المديحِ!

واللعابُ يسيلُ على عظمةٍ نالها

فوقها من دمائي السليبةِ. .

لحمي. . وقومي. . وروحي!

(5)

كان رؤيا تفوح بأطيابها. .

ثم ها هو كابوسُ حلم قبيحٍ. . قبيحِ!

فادفني جثةً سمّمتها حياضُ الذُّبابِ ادفنيها

واغسلي ما بقي من رؤاها

ثُمّتَ التئمي يا جروحي!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015