مجله البيان (صفحة 3569)

نص شعري

أنا الفقير

عبد الله بن عطية بن عبد الله الزهراني

أتيتُ أحملُ في الأعماقِ أحزاني أشكو إلى الرّبْعِ أم أشكو لخِلاَّني

كمْ كُربةٍ قَدْ أصابتْني فَفَرَّجها مُفَرّجُ الكرْبِ في سِرٍّ وإعلانِ

لجأتُ لله فانْجَابتْ غياهِبُهَا فاللهُ عن خَلْقِهِ بالجودِ أغنَاني

آمنتُ بالله ربي لا شريك له لهُ خُضُوعي، وما الكفرانُ مِنْ شاني

رَفَعْتُ كّفِّيَ أَبْغي منه مكرُمةً فأجزل الفضلَ سَحّاً دونَ نقصانِ

حَصَّنْتُ نَفْسِيَ بالأذكارِ أقْذِفُهَا في وجه باغٍ وَمَأْفونٍ وشيطانِ

في سورة (الناس) في (الإخلاص) نبصرها مَشَاعلَ النورِ تهدي كلَّ حيرانِ

في سيرةِ المصطفى حَقَّقْتُ أُمْنِيتي وفي رحابِ كتابِ اللهِ عنواني

وقِبْلتي نحو بيتِ الله وِجْهَتُهَا لِنُصْرَةِ الدِّينِ قد سَطَّرْتُ ديواني

أنا الفقيرُ إلى ربي أُردِّدُها لأنَّهُ مِنْ همومِ العيشِ نجَّاني

أنا الفقيرُ إلى مولاي أُعْلِنُهَا ما لي سوى اللهِ من واقٍ ومِعْوَانِ

يا ربِّ بين ضُلُوعي خافِقٌ أَسِفٌ قد سَاءَهُ حَالُ إخوانٍ وجيرانِ

جرحانِ في الصَّدرِ: جرحٌ غَارَ في قِدَمٍ وجرحي اليوم في الشيشان أبكاني

العيدُ ما عادَ يشْفينَا بطَلْعَتِهِ والأنسُ قد غابَ عنَّا منذُ أزمانِ

يا عيدُ عذراً فهذا حالُ أمتنا يعثو بها الذُّلُّ من آنٍ إلى آنِ

الملحدون على إخواننا اتَّحدوا ونحنُ نشكو لخنزيرٍ ونصراني

يا ويحنا قد أُصِبْنَا في بصائرنا فَلَمْ نَعُدْ نَنْصُرُ القاصي ولا الداني

في كُلِّ عامٍ قضايانا لها مَدَدٌ نُبْلى بظلْمٍ كما نُبْلى بعدوانِ

يا ربِّ قيِّضْ لنا نَصْراً تُشَيّدُه سواعدُ القومِ في عزٍّ وسلطانِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015