المنتدى
خديجة الأحمدي
الحمد لله الذي جعل الدين يسراً وليس بعسر، وجعل السبيل إلى الجنة سهلاً
يسيراً إلا أنه محفوف بالمكاره، والنفس قد جبلت على حب الكسل والدعة، فنرانا
نترك أشياء سهلة قد تدخلنا الجنة بسبب لهو أو نسيان أو تقصير.. ولكن الله بعباده
خبير؛ فقد رزقنا نعمة الأخوة في الله وهي هدية غالية؛ حيث إن أخاك في الله إذا
رآك على منكر نصحك، وإذا رآك ناسياً ذكَّرك، وإذا رآك متهاوناً وعظك، وإذا
رآك جاهلاً علَّمك.
قال الشافعي رحمه الله: «من وعظ أخاه سراً فقد نصحه وزانه، ومن وعظه
علانية فقد فضحه وشانه» [1] . وقد جاء في الأثر: «مثل الأخوين مثل اليدين
تغسل إحداهما الأخرى» . ففي حديث عمر وقد سأل عن أخ كان قد آخاه فخرج
إلى الشام فسأل عنه بعض من قدم عليه وقال: ما فعل أخي؟ قال: ذلك أخو
الشيطان. قال: مَهْ. قال: إنه قارف الكبائر حتى وقع في الخمر. قال: إذا
أردت الخروج فآذنِّي؛ فكتب عند خروجه إليه: بسم الله الرحمن الرحيم [حم *
تَنزِيلُ الكِتَابِ مِنَ اللَّهِ العَزِيزِ العَلِيمِ * غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ العِقَابِ ذِي
الطَّوْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ المَصِيرُ] (غافر: 1-3) . ثم عاتبه وعذله، فلما قرأ
الكتاب بكى وقال: صدق الله ونصح لي عمر. فتاب ورجع.
قال إبراهيم النخعي: لا تقطع أخاك ولا تهجره عند الذنب بذنبه؛ فإنه يرتكبه
اليوم ويتركه غداً.
لذلك علينا بوصفنا إخوة في الله أن لا نترك أخانا إن رأينا فيه تغيُّراً، يكون
هنا أحوج منا إلى النصح والتذكير؛ فقد قال أبو الدرداء: «إذا تغير أخوك فلا
تدعه لأجل ذلك؛ فإن أخاك يعوج مرة ويستقيم أخرى» وفي ذلك قال صلى الله
عليه وسلم: «لا تكونوا عوناً للشيطان على أخيكم» [2] .
فيا إخوتي في الله! يا أيها المتحابون في الله! ويا أيها السائلون محبة الله!
إليكم جميعاً.. . إليكم البشرى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى يقول:» حقت محبتي
للذين يتزاورون من أجلي، وحقت محبتي للذين يتحابون من أجلي، وحقت محبتي
للذين يتباذلون من أجلي، وحقت محبتي للذين يتناصرون من أجلي « [3] .