مجله البيان (صفحة 3455)

ملفات

ماذا يريدون من المرأة..؟ !

(2-2)

لكي لا نسقط في الهاوية

عبد الله أحمد ناصر

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله

وصحبه وسلم.

أما بعد:

فقد أخفق العلمانيون في محاولتهم إقناع الأمة بأفكارهم، واستمروا على

اختلاف اتجاهاتهم شراذم قليلة معزولة لا تمت إلى عامة الأمة بِصِلَةٍ، وبعد فترة

طويلة اتجهوا إلى تطوير استراتيجيتهم؛ فمن محاولة التأثير على الأفكار إلى

محاولة تغيير السلوك والأخلاق وتفكيك الأسرة وإفساد المجتمع وطمس هويته من

داخله، والقيام بتفريغ عقول الأمة من قيمها وإغراقها بالشهوات من دون ضابط

شرعي أو حاجز أخلاقي.

والمتأمل في واقع الأمة اليوم يلمس نجاحًا كبيرًا تحقق للقوم في هذا الاتجاه،

وكان المدخل الكبير والباب العريض الذي ولجوا منه إلى ذلك هو التأثير على

المرأة دفاعًا عن حريتها وإرجاعًا لحقوقها المهدرة فيما زعموا.

ويعود هذا النجاح إلى أسباب عديدة يمكن إجمالها في جوانب ثلاثة:

الأول: أسباب تعود إلى المرأة والمجتمع، وأهمها:

- الجهل المفرط في أوساط كثير من النساء بقيم الإسلام وأحكامه ومقاصده،

وقد زاد من خطورة هذا الأمر عمليات التشويه التي يمارسها العلمانيون تجاه

التشريعات الإسلامية المتعلقة بالمرأة عن طريق تناولها بشكل مجزأ يجعلها بعيدة

عن التشريعات التي وردت في سياقها، مع إغفال متعمد لبيان مقاصد الإسلام من

تشريعها؛ بهدف إظهار قصورها وتجاوز العصر لها ووقوفها حجر عثرة في طريق

نيل المرأة لحريتها وحقوقها.

- ظاهرة ضعف الإيمان لدى كثير من النساء نتيجة عدم قيام المؤسسات

التربوية في المجتمعات الإسلامية بالدور المنوط بها تجاه هذا الأمر، وتركها الحبل

على الغارب لصواحب السوء وذوي الشهوات ليقوموا عبر الوسائل المختلفة

بالسيطرة على عقل المرأة ومشاعرها ومن ثَمَّ تحديد اتجاهاتها وتوجيه ميولها حسب

ما يشتهون.

- غفلة كثير من النساء عن حقيقة رسالتهن في الحياة، والدور المنوط بهن

في بناء الأمة وصيانتها من عوامل الزيغ والانحراف.

- قيام بعض النساء المترفات بتبني دعوات العلمانيين، وبروزهن واجهة لكثير من الأنشطة المقامة، وتوفيرهن للدعم المعنوي، والمادي الذي تحتاجه بعض

الأنشطة، إضافة إلى تغريرهن بقطاع عريض من النساء اللاتي جرت العادة بقيامهن بتقليد مترفات المجتمع وكبرياته لعظم جهلهن وضعف إيمانهن.

- أن جزءًا كبيرًا من المحافظة الظاهرة لدى كثيرات يعود إلى أعراف قبلية

وتقاليد اجتماعية متوافقة مع الشرع دون أن يكون لها بعدٌ إيماني في نفوس

كثيرات، ومن المعلوم أن الأعراف والتقاليد ليس لها طابع الثبات بل هي قابلة للتبدل بمرور الوقت خصوصًا متى تغيرت أوضاع المجتمع: علمًا وجهلاً، غنىً وفقرًا، انفتاحًا وانغلاقًا، ويتسارع هذا التغير حين توجد جهات تخطط للتغيير وتستخدم سبلاً ملتوية تحتفي فيها بالقديم إذا احتفت معتبرة إياه تراثًا لعصر

مضى، وتلمِّع فيها ما تريد نشره وتجعله من متطلبات التقدم وعلامات

الرقي والنهضة.

- الانحراف العام والانحطاط الشامل الذي أصاب المجتمع المسلم في كثير من

جوانب الحياة المختلفة، والذي بدوره كان له أكبر الأثر في ضعف كثير من النساء

وقيامهن بالتفاعل مع الطروحات العلمانية بشكل ظاهر.

الثاني: أسباب تعود إلى العلمانيين، وأهمها:

- عملهم بهدوء وبأساليب خافتة حرصًا على عدم الدخول في مواجهات

مكشوفة، وسعيهم إلى تحقيق أغراضهم المشبوهة عن طريق لافتات وشعارات

مقبولة، مع الحرص على الاستفادة بأقصى مدى ممكن من بعض أهل العلم وبعض

المحسوبين على الدعوة لقبول أعمالهم من قِبَل العامة وتسويغها أمامهم شرعًا من

جهة، ولإحداث شرخ في صفوف العلماء والدعاة من جهة أخرى.

- استفادتهم من مرحلة الضعف والهوان التي تمر بها الأمة، ومن قوة الغرب

النصراني - حيث يرتبطون به ويعملون على تحقيق مصالحه بصورة فجة -

والذي يضغط بقوة في سبيل فرض حضارته وهيمنة قيمه وشيوع سلوكياته في

المنطقة تحت مسميات مختلفة كالعولمة والديموقراطية ودعاوى حقوق الإنسان

وحرية المرأة وحرية الاعتقاد إلى آخر القائمة.

- إبرازهم لصور الظلم التي تقع على المرأة في مجتمعاتنا، واتخاذها

موضوعاً ومدخلاً للحديث عنها بهدف تحقيق مآربهم وإشاعة السلوكيات والأخلاق

التي يروجون لها ويدعون النساء إلى تطبيقها.

- العمل على زعزعة الثقة بين العلماء والدعاة من جهة والمرأة من جهة

أخرى بهدف إيجاد فجوة بينها وبين الدين، وذلك عن طريق وصمهم لأهل العلم

والدعوة بالتخلف والجمود وعدم عيش الواقع وإدراك متطلبات العصر والوقوف

حجر عثرة في طريق نهضة المرأة ورقيها، والتسبب في صور الظلم الحاصلة

عليها في بعض مجتمعاتنا الإسلامية.

استهواء المرأة وإغرائها وتزيين ما يشتهون لها عن طريق الاستفادة من

بعض الخصائص التي تتمتع بها إجمالاً كقوة العاطفة وسرعة التأثر وضعف الخبرة

في مجريات الحياة ومكائدها، وحب التزين والرغبة في الترفيه.

- تحسين صورتهم لدى المرأة وكسب ثقتها عن طريق إقامة بعض المؤسسات

الطوعية التي تقدم بعض الأنشطة الاجتماعية، والجمعيات التي ترفع عقيرتها

بالمطالبة بحقوق المرأة وإنصاف المجتمع لها.

- الاستفادة من الخلاف الفقهي وشذوذات بعض أهل العلم في بعض المسائل

الشرعية المتعلقة بالمرأة في محاولة إيجاد مسوغات شرعية لما يدعون المرأة إليه

عن طريق التلفيق بين تلك الآراء والأخذ من كل عالم فتواه التي تخدم أهواءهم،

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى سعيهم إلى الاستفادة من ذلك في تشويه صورة

بعض أهل العلم والدعوة، وزعزعة الثقة بينهم وبين المرأة عن طريق ضرب آراء

بعض أهل العلم ببعض، ووصم أصحاب الاجتهادات التي لا تتوافق مع أهوائهم

بالتشدد والجمود وإرادة التعسير على المرأة وكبتها والتضييق عليها.

- التدرج في تحقيق أهدافهم؛ فمن المطالبة بحقوق مشروعة هي من صميم

قيم الإسلام وتعاليمه إلى مزج ذلك بحقوق تتناقض مع قيم الإسلام إلى العمل على

إحلال قيم الغرب وتقاليده محل قيم الأمة وتقاليدها ومطالبة أفراد المجتمع بتغيير

هويتهم للوصول إلى الوضع المرتجى لهم.

- سعيهم إلى الفصل بين ما يزعمون أنه الدين الصحيح الذي يرفعون شعار

التمسك به والدفاع عنه، وبين العلماء والدعاة الذين يزعم العلمانيون بأن دعوتهم

للمرأة ليست من الدين الصحيح في شيء وإنما هي مجرد تشدد وتحكم في المرأة

بأمر لا أصل له في الدين.

- تضخيم أخطاء العلماء والدعاة ونسبة بعض الشنائع زوراً إليهم، والاستفادة

من ذلك في عملية التشويه وزيادة الفجوة بينهم وبين بعض نساء المجتمع، وفي

المقابل تضخيم العلمانيين لأعمالهم والمنكرات التي يروجونها لتضخيم وزنهم في

المجتمع، ولتصوير أن جل النساء معهم، ولتيئيس العلماء والدعاة من إمكانية

الإصلاح.

الثالث: أسباب تعود إلى العلماء والدعاة، وأهمها:

- ضعف مستوى الجهود والأنشطة العلمية والدعوية الموجهة للمرأة، وقلتها

وعدم كفايتها لسد احتياج الساحة، وذلك يعود في ظني إلى قلة الاهتمام وضعف

عملية التخطيط وتشتت الأفكار والجهود وعدم التركيز مما أدى إلى عدم استثمار

الطاقات بصورة مرضية.

- عدم وجود طروحات متكاملة لقضية المرأة والقيام بطرح النظرة الشرعية

مجزأة مما يفقدها قيمتها ويظهرها في كثير من الأحيان بأنها غير صالحة للتطبيق؛

لأنها تتصادم مع جوانب من الواقع المعاش؛ علماً بأن الواقع السيئ للمرأة يرجع

إلى عدم أخذها بالتوجيه الشرعي في كافة جوانبه.

- مجاملة بعض العلماء والدعاة للواقع السيئ، ومحاولتهم التعايش مع رغبات

بعض أفراد المجتمع المتجهة نحو التغريب، وقيامهم بإصدار الفتاوى المتسقة مع

ذلك.

- الرتابة والتقليدية في جل البرامج والأنشطة العلمية والدعوية الموجهة

للمرأة، وعدم وجود إبداع أو تجديد فيها مما أدى إلى ضعف التفاعل معها وقلة

الإقبال عليها من كثير من النساء.

- عدم أخذ زمام المبادرة في التعامل مع القضايا والأحداث، والتفاعل حسب

ردود الأفعال دون أن يكون هناك مشاركة في صنعها أو تأثير في تحديد اتجاهها في

غالب الأحيان، وهو مما أفرغ الساحة الاجتماعية أمام العلمانيين، ومكنهم من فعل

ما يحلو لهم تخطيطًا وتنفيذًا وتوجيهًا وقطفًا للثمار بما يخدم مصالحهم ويحقق

أغراضهم.

- عدم بيان أهل العلم والدعوة لدائرة المباح المتعلق بالمرأة بشكل جيد،

وأخذهم لها بالأمثل عن طريق طرحهم للأفكار وتبنيهم للحلول المثلى في كثير من

المواقف والقضايا بطريقة يفهم منها بأنها الطرح الشرعي الوحيد في الجانب

المتناول.

وقضية الأخذ بالأمثل من الأمور التي لا يطيقها سوى قلة من الصالحات، أما

غيرهن من نساء الأمة فقد وسَّع الله عليهن بما أباحه لهن، وواجب العلماء بيانه،

وعدم التثريب على من أخذت به ما دامت لم تتعد حدود الله ولم تنتهك محارمه.

- عدم مراعاة بعض الدعاة لتعدد الفتوى ووجود خلاف بين أهل العلم في

بعض المسائل الاجتهادية، وقيامهم بمحاولة إلزام المرأة برأي معين مع أنها ليست

مكلفة شرعاً إلا بتقليد الأوثق لديها في دينه من أهل العلم لا صاحب رأي أو بلد

بعينه.

- حساسية بعض الدعاة المفرطة في التعامل مع المرأة وقضاياها، وانغلاقهم

الشديد الذي يمنعهم في أحيان كثيرة من تناول الأمور بموضوعية؛ مما جعل الأمور

تتجاوزهم بشكل أدى إلى انفتاح صارخ غير منضبط.

- الخلط بين الأعراف والتقاليد والمنهج، وعدم تمييز بعض العلماء والدعاة

بين الأحكام الشرعية المتعلقة بالمرأة والمبنية على نصوص الشرع وقواعده وبين

آرائهم التي تكون مبنية على أعراف وتقاليد اجتماعية، ولا ريب في أن لهم الحق

كغيرهم من أبناء المجتمع في أن يتخذوا ما يشاؤون من مواقف تجاه أعراف

المجتمع وتقاليده التي لا تتعارض مع الشرع، وأن يحاولوا إقناع من يشاؤون

بمواقفهم تلك كما يحاول غيرهم، لكن الواجب عليهم إيضاح أن تلك الآراء مردها

إلى العرف والتقاليد من غير محاولة إلباسها لباساً شرعياً متكلَّفاً فيه، وأن لكل أحد

أن يتخذ الموقف الذي يشاء ما دام رأيه غير متعارض مع الشرع، وهذا بخلاف

الأحكام الشرعية الثابتة التي يجب على الناس التزامها كل حسب وسعه وطاقته.

- التعميم: بعض من الدعاة يقومون بمحاربة المشاريع والأنشطة النسوية

التي تتضمن بعض المخالفات الشرعية في المجتمع بشكل مطلق بدل محاولة مد

جسور التفاهم والثقة مع أصحاب تلك المشاريع وتنمية جوانب الخير لديهم، والقيام

بترشيد مناشطهم وتوجيهها الوجهة السليمة، مما يدفع القائمين عليها من ذوي النفوذ

ورجال الأعمال في أكثر الأوقات إلى استخدام كافة ما يملكون من أوراق لمضي

الأمر على ما يريدون.

- هيمنة الأعراف والتقاليد وخوف بعض الدعاة من تجاوزها؛ إلى جانب

إغفال بعض المناشط الملائمة للمرأة التي أثبتت نجاحها في مجتمعات أخرى وفسح

المجال أمام العلمانيين ليسدوا الفراغ الذي تعاني منه نساء المجتمع من خلال

البرامج والأنشطة التي يقيمونها.

- عدم إدراك كثير من العلماء والدعاة لطبيعة التحول الذي حصل في عقلية

النساء وسلوكياتهن واحتياجاتهن في وقتنا وحجم ذلك، واستصحابهم لواقع المجتمع

في زمن ماض، أو تعميمهم لواقع بيئاتهم الخاصة على البيئة العامة مما جعلهم لا

يشعرون بأهمية إعطاء دعوة المرأة أولوية ومزيد عناية.

- إغفال العناية بالجوانب التي فطر الله المرأة على الاهتمام بها كأمر الزينة

والجمال، والأمور التي لكثير من النساء تعلق قوي بها في وقتنا كالترفيه بحيث لم

يتم تقديم برامج ومشاريع حيوية مباحة في هذا المجال تسد حاجة المرأة وتقطع

الطريق على العلمانيين الذين يكثرون من الولوج إلى المرأة عبر هذه البوابة ولا

يجدون أدنى منافسة من العلماء والدعاة حيالها.

- ضعف الرصد والمتابعة لجهود العلمانيين وأنشطتهم مع عدم المعرفة بكثير

من أعمالهم إلا بعد وقوعها مما يؤخر من مواجهتها ويجعل العلماء والدعاة يتعاملون

مع آثارها ويتناسون في الغالب أهدافها والأسباب التي هُيِّئت لنجاحها وشجعت القوم

على المضي فيها.

- ضعف كثير من العلماء والدعاة في بناء العلاقات وتكوين الصلات والقيام

بواجبهتم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله تعالى بالحكمة

والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، مما هيأ الفرصة للعلمانيين لكسب

كثير من ذوي النفوذ ومثقفي المجتمع ورجال الأعمال لخدمة طروحاتهم ودعم

مشاريعهم مع أنهم ليسوا منهم.

الانفصام لدى بعض الدعاة بين النظرية والتطبيق في التعامل مع المرأة

فبينما يوجد لدى جلهم إدراك نظري جيد لما يجب أن تكون عليه الأمور، نجد

ممارسة سيئة لدى كثيرين تمشياً مع الأوضاع البيئية ورغبة في الراحة وعدم

المعاناة في مواجهة شيء من ذلك.

كيف ندافع العلمانيين؟

تعد النجاحات التي حققها العلمانيون في مجال المرأة ثمرة التقصير والغفلة

التي عانى منها قطاع كبير من العلماء والدعاة وتيار الصحوة، وعليه فإن المدخل

الصحيح للمدافعة يقتضي استشعار الخطر وإدراك ضخامة المسؤولية والتفكير

بموضوعية والتنفيذ بجدية للخطوات المراد تحويلها إلى واقع، وما لم يتم ذلك فإن

الخطر سيستفحل والخرق سيتسع على الراقع، ولن يجدي عندها كثير من خطوات

الحل المؤثرة والمتاحة الآن.

وقبل أن أتطرق إلى ذكر بعض السبل التي يمكن بواسطتها مدافعة القوم وكبح

جماحهم أو التخفيف من شرهم، لا بد من ذكر بعض القواعد والمنطلقات التي لا بد

من استيعابها قبل الدخول في مواجهة معهم، ومنها:

- لا بد من التوكل التام على الله وصدق اللجوء إليه والاستعانة به والتضرع

بين يديه وطلب عونه وتسديده مع الأخذ بالأسباب وإعداد العدة، وذلك لأن من

ينصره الله فلا غالب له، ومن يخذله فلا ناصر له كما قال تعالى: [إن ينصركم

الله فلا غالب لكم] [آل عمران: 160] .

- الاعتناء بالوضوح الإسلامي في الطرح، والمطالبة بجلاء لكافة أفراد

المجتمع بتحقيق العبودية الحقة لله تعالى والانقياد التام له والتسليم لشرعه وعدم

الخروج عن أمره والتأكيد على الدعاة بعدم إخفاء حقيقة دعوتهم في طروحاتهم سعياً

في استصلاح جوانب الانحراف في المجتمع، وإقامةً للحجة على العباد وإبراءاً

للذمة أمام الله تعالى.

الحذر من التفلت الشرعي الذي يقع فيه بعض الدعاة أثناء طروحاتهم عن

المرأة، ومع إدراك أن الدافع لبعضهم قد يكون الحرص على الدعوة والسعي إلى

تقريب الكثيرات إلى الإسلام؛ إلا أنه قد فاتهم تذكُّر أن الانضباط بالشرع شرط

لصحة العمل وأن الغاية مهما كانت شريفة لا تسوِّغ الوسيلة، وأن الباري عز وجل

لا يُتقرب إليه بمعصيته ومخالفة أمره بل بطاعته وامتثال شرعه.

- التوجه إلى التخطيط الجاد والمتكامل في دعوة المرأة وتربيتها، والمبني

على إدراك عميق للماضي ومعايشة للحاضر واستشراف للمستقبل، وترك الارتجال

والعفوية وسطحية التفكير والتنبه إلى أن ذلك وإن قُبِلَ في أزمنة ماضية فإنه غير

مقبول بحال اليوم نظراً لضخامة الاستهداف للمرأة والعمق في التخطيط والدقة في

التنفيذ لدى العلمانيين، والحذر من أن ينشغل العلماء والدعاة بردود الأفعال تجاه

قضايا وأحداث جزئية يصنعها العلمانيون تتصف بالإثارة والهامشية على حساب

قضايا جوهرية سواء في جهة البناء والتربية أم في جهة مواجهة القوم ودفع

أخطارهم.

- العمل على طرح مبادرات إصلاحية جذرية تتسم بالعمق والشمول

والواقعية بدلاً من الحلول الترقيعية وتجزئة القضايا بشكل يمكن العلمانيين من

التلاعب بالأمر والمزايدة فيه بالدعوة إلى إصلاحات جزئية هامشية لها بريق تستغل

في تخدير فئات كثيرة من المجتمع وتحييدهم عن الوقوف في صف العلماء والدعاة

والذين يسعون إلى القيام بإجراء إصلاحات جوهرية في القضايا والمجالات

الأساسية.

- الاعتناء بالقيام بإجراء تقييم شامل لأنشطة الدعاة، وبرامجهم المختلفة

والموجهة إلى المرأة، ومراجعتها من حيث الكم والكيف، ويتأكد ذلك اليوم نظراً

لتغير الاحتياجات وتبدل الأحوال وتطور الإمكانات، وما لم يتم ذلك وتهيأ له

الفرص الكفيلة بالنجاح فإن الزمن سيتجاوز أنشطة الدعاة وبرامجهم، ويجعلهم كمن

يوصل الرسائل بين البلدان عبر الأقدام، والدواب في زمن الأقمار الصناعية

والإنترنت.

- توحيد الصفوف ولمّ الجهود وسعة الصدر لرأي أهل العلم الأثبات المخالف

في مسائل الاجتهاد، والتطاوع فيما لا إثم فيه، والمحاورة بالتي هي أحسن،

وحسن الظن بالآخرين، والتماس العذر لهم، ومغفرة زلاتهم، والتجاوز عن

هفواتهم ... من أهم المهمات التي على العلماء والدعاة العناية بها؛ لأن الاختلاف

شر والفرقة عذاب، وتضرر الدعوة من كون بأسها بينها وعدوها من داخلها أعظم

عليها جداً من تربص أعدائها بها وكيدهم لها.

إدراك الدعاة لحقيقة الوضع وأنهم في صراع مع قوم ينتمون إلى جهات تريد

اجتثاث قيم الإسلام وأخلاقياته وإحلال قيم وأخلاقيات حضارة أخرى تناقضها

مكانها، وعليه فالواجب عليهم طول النفَس وبعد النظر ومحاسبة الذات وإدراك صعوبة الطريق وأن الهدم أسهل من البناء وتهيئة النفْس لتحمل الهزيمة والمواصلة بعدها لأن العاقبة للمتقين، ومعرفة أن الانتصار الحقيقي يكمن في الثبات على

المبدأ، أما شيوع المبدأ فالداعية يسعى له ويجد في سبيل ذلك، ولكن ليس من

شأنه تحققه، وله أسوة بالأنبياء عليهم السلام إذ قتل بعضهم وطرد آخرون، ويأتي النبي يوم القيامة وليس معه أحد، والنبي ومعه سواد كثير قد سد الأفق.

- أهمية أن تتجه برامج الدعاة إلى تربية كافة شرائح النساء في المجتمع

والبناء الصحيح لشخصياتهن وبخاصة تلك التي لم تؤثر فيها طروحات العلمانيين

بعدُ، أو أن تأثيرهم محدود فيها، وأن تشتمل تلك البرامج على جرعات تحصينية

ضد أساليب العلمانيين في الطرح، وذلك لأن الوقاية خير من العلاج وما استدفع

الشر بمثل الاستعاذة بالله منه، والتعرف عليه للحذر من التلبس به.

- الإقرار بوقوع صور متعددة من الظلم الواقع على المرأة في مجتمعاتنا

بسبب الجهل بالشرع وعدم تطبيقه، وهو ما يجب إفهامه للمرأة التي يريد

العلمانيون تشويه صورة الإسلام في ذهنها، والإسلام لا يتحمل نتاج البعد عنه.

- الاعتناء بتحلي صغار شباب الصحوة بصفات الحكمة والصبر والحلم

والروية وعدم الاستعجال، والموازنة بين المصالح والمفاسد، والتعامل مع الأحداث

بعقل لا بعاطفة مجردة، ومشاورة أهل العلم والخبرة في سبل مدافعة العلمانيين حتى

لا تُجَر الصحوة إلى مواقف غير محمودة العواقب، وبخاصة أنه لا توجد لدى

(القوم) أي معايير أخلاقية تمنعهم من فعل أي شيء في سبيل تحقيق أغراضهم

ومآربهم.

إقامة تعاون إيجابي في المجالات الدعوية والتربوية بين البيئات والمناطق

المختلفة يتم بواسطته تبادل الأفكار والخبرات، والبدء في البرامج المختلفة من

حيث انتهى الآخرون، وهذا ولا شك سيشجع على مزيد انطلاق، ويوسع دائرة

الاختيار أمام الدعاة ويمنع من هدر الطاقات والإمكانات في إقامة برامج ثبت إخفاقها

متى امتلك الدعاة الشجاعة الأدبية للتراجع عن أنشطتهم ذات العائد الدعوي

والتربوي الأقل، وتجاوز المألوف مما لا بعد شرعياً له وتحمل الضغوط البيئية

الناتجة عن ذلك.

سبل المدافعة:

السبل المقترحة لمدافعة العلمانيين في مجال المرأة كثيرة، ومن أبرزها:

أولاً: سبل تتعلق بالمرأة والمجتمع ومن أبرزها:

العناية بتأهيل المرأة وبناء شخصيتها بناءاً متكاملاً في كافة الجوانب التي

تحتاجها ومن أبرز ذلك:

أ- تعميق قضية الهوية والانتماء لهذا الدين لديها وتوضيح مقتضيات ذلك

ولوازمه كوجوب المحبة الكاملة لله، والانقياد التام لشرعه فيما وافق هوى العبد

وفيما خالفه، (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به) [1] .

ب - تجلية رسالة المرأة المسلمة في الحياة والدور المنوط بها في عصرنا في

سبيل نهضة الأمة ورقيها واستعادتها لعزتها، والسبل المعينة لها على أداء ذلك.

ج - العناية بالجوانب الإيمانية، والعبادية لدى المرأة، وتزويدها بالعلم

الشرعي، وبخاصة فيما تحتاج إليه ولا يسعها جهله في مراحل حياتها المختلفة.

د - رفع مستوى ثقافة المرأة وتحبيبها بالقراءة وتدريبها على ممارسة التثقيف

الذاتي والاستفادة من الوسائل التقنية المتاحة في ذلك.

هـ - رفع مستوى وعي المرأة وإدراكها لواقعها والتغيرات الضخمة الحاصلة

فيه، وما يحاك ضد الأمة عموماً والمرأة خصوصاً من مخططات تهدف إلى إبعادها

عن دينها، وتهميش دورها في الحياة بشكل يجعلها تعيش في عزلة شعورية عن

حاضرها.

و الرقي باهتمامات المرأة وتعميقها وإبعادها عن السطحية، وتعويدها على

الجدية وترتيب الأولويات وعدم الانشغال بالترهات والتوافه.

- تقرير الأحكام الشرعية المتعلقة بالمرأة، نحو: كون الأصل قرارها في

البيت، والتزام الحجاب، وعدم إبداء الزينة والتبرج تبرج الجاهلية الأولى،

ودعوة المرأة إلى التزامها.

- رصد المشكلات التي تعاني المرأة منها في كافة الجوانب المختلفة،

والسعي إلى تلافيها والتقليل من نتائجها السلبية.

- العناية بوقت المرأة وشغله بالمفيد واقتراح السبل الملائمة لتحقيق ذلك [2] .

- تقوية البناء الأسري وبخاصة في المجال الدعوي؛ إذ إن للدعوة العائلية

أهمية فائقة في تعليم المرأة دينها وتحصينها ضد طروحات العلمانيين ومكائدهم.

- تفعيل دور المرأة في مواجهة مخططات العلمنة؛ الساعية لإفسادها،

وتشجيعها على القيام بدعوة بنات جنسها؛ لأنها الأعرف بمجتمعاتهن والأكثر تأثيراً

فيهن والأقدر على الاتصال بهن والبيان لهن فيما يخصهن، مع أهمية العناية

بجانب التحفيز لها وإيجاد الدوافع لديها لمواصلة نشاطها الدعوي حتى لا تفتر أو

تصاب باليأس والإحباط نتيجة طول المسير ومشقته [3] .

- مطالبة النساء بالعناية ببيئاتهن الخاصة أزواجاً وأولاداً والقيام بالدور

المنشود منهن في استصلاحها وإمدادهن بالوسائل والآليات والسبل المناسبة،

وخاصة فيما تجهله المرأة مما يناسب في خطابها للرجال من محارمها؛ لأنهن

الأكثر دراية بها، والأقدر على توجيهها والتأثير فيها متى استخدمن الحكمة. تفعيل

دور الصالحات في المجتمع وإفساح المجال وفتح القنوات والميادين الملائمة أمامهن، ومحاولة إعداد بعض المتميزات علماً وتفكيراً وسلوكاً ثم إبرازهن بصفتهن قدوات

لنساء المجتمع.

- توعية المجتمع بأهمية دور المرأة في نهضة الأمة ورقيها، ومطالبة أفراده

بمؤازرتها والتواصي برفع صور الظلم المختلفة عنها والموجودة في بعض البيئات، وترك اللامبالاة والغفلة والتهميش للمرأة الذي يقع فيه بعض الأفراد، اقتداءاً بنبينا

صلى الله عليه وسلم في تعامله مع المرأة.

ثانياً: سبل تتعلق بمجابهة العلمانيين، ومن أهمها:

- إبانة أهداف العلمانيين والتي من أبرزها:

أ - التشكيك بالأصول وإزاحة ثوابت الأمة العقدية وأسسها الفكرية والسلوكية

وإحلال حضارة الغرب وقيمه مكانها.

ب - إخراج المرأة عن العبودية لله عز وجل والاستمساك بشرعه، وجعلها

مجرد متاع في مسارح الرذيلة وملاهي الخنا ووسائل الإعلان وأوراق الصحف

والمجلات وشاشات التلفزة والقنوات الفضائية.

ج - الدعوة إلى التفلت الديني والفوضى الاجتماعية تحت مسمى الحرية

والمساواة.

د - إيضاح أن حقيقة الحقوق المزعومة التي يطالبون بإعطائها للمرأة حق

الإلحاد والزنا والعري والحمل السفاح والشذوذ الجنسي سالكين طريقة التلميع

للوسائل والتزوير للحقائق والإظهار للباطل بمظهر أخاذ.

- تتبع العلمانيين وكشف تاريخهم ودراسة إنتاجهم الفكري ورصد أنشطتهم

ووزنها بميزان الشرع وإبانة ما فيها مما يتناقض مع ثوابت الأمة والسعي إلى

زعزعتها لكي يتم فضح القوم، وكشف انعزالهم عن قيم الإسلام وحضارته،

وارتباطهم خدمة وتربية وفكراً وسلوكاً بجهات خارجية معادية تسعى إلى استئصال

هوية الأمة وإحلال قيمها مكانها، وذلك من شأنه أن يمكن العلماء والدعاة من نقل

الطرف الآخر من مرحلة الهجوم إلى الدفاع.

- تتبع مداخلهم النفسية وأنشطتهم الجاذبة لكثير من النساء والعمل على الحد

منها والتخفيف من آثارها وإيجاد بدائل إسلامية عنها.

- العمل على استمالة القريبين فيهم من الحق ودعوتهم والعمل على كسبهم

إلى جانب الموقف الشرعي الصحيح.

- تحديد الشبهات التي يثيرونها حول النظام الإسلامي في مجال المرأة مما

يتخذونه وسيلة لتشكيك المرأة في دينها وزعزة عقيدتها، والقيام بتفنيدها [4]

والإثبات عقلاً وواقعاً - أن النظام الإسلامي هو الطريق الأمثل لحماية المرأة من

الظلم وصيانة المجتمع من الفساد، وإعطاء كل ذي حق حقه.

- بيان حقيقة واقع المرأة في الغرب وكشف ضخامة الأمراض والمشكلات

التي تواجهها على كافة الأصعدة [5] ، وفي ذلك أعظم تعرية للعلمانيين والذين

يطالبون المرأة في مجتمعاتنا بمحاكاة المرأة الغربية والسير على منوالها إن هي

أرادت سلوك طريق التقدم والمضي في دروب الحضارة كما زعموا.

ثالثاً: سبل تتعلق بالعلماء والدعاة، ومن أهمها:

-إدراك الواقع إدراكاً جيداً وتحليل جوانب القوة والضعف لدى الطرفين [6] ،

والاستفادة من ذلك في تحديد أهداف المرحلة والسبل المثلى للمدافعة. إبانة حقيقة

النظام الإسلامي في معاملة المرأة، وتجلية محاسنه وإزالة الشبهات التي تثار حوله؛

لأنه لن يدحض الظلام إلا النور كما قال تعالى: [وقل جاء الحق وزهق الباطل

إن الباطل كان زهوقا] [الإسراء: 18] .

- إيضاح الاختلاف الجذري بين النظام الإسلامي وواقع المجتمعات الغربية،

والذي من أبرزه:

أ - أن الأسرة في النظام الإسلامي تعد اللبنة الأولى في تكوين المجتمع؛

بينما يعد الفرد في الغرب هو الركيزة الأساس.

ب - أن العلاقة بين الجنسين في النظام الإسلامي علاقة تكامل وتلاحم

وحرص من كلا الطرفين على مصالح الآخر كحرصه على مصالحه، وطبيعة

العلاقة في كثير من أرجاء الغرب اليوم قائمة على التنافس والتنافر بين الجنسين

وحرص كل من الطرفين وبخاصة المرأة التي تشعر بالاستضعاف على فرض

هيمنته على الآخر.

ج - أن النظام الإسلامي يعطي المرأة حقوقها الشرعية كاملة وفي المقابل

يطالبها بالقيام بالواجبات الشرعية التي يفرضها عليها والتي لا تقوم الحياة السوية

إلا بها، وفي الغرب نجد أن كثيراً منهم يتبعهم العلمانيون في بلداننا يوهمون المرأة

بسعيهم لإعطائها حقوقاً هي في واقع الأمر بوابتهم الرئيسة لاستعبادها واستخدامها

استخداماً جسدياً قذراً بعيداً عن مراعاة متطلبات روح المرأة وعقلها وقيم المجتمع

وأخلاقياته.

- إقامة لجان ومراكز أبحاث مهمتها العناية بالجوانب الإعلامية وإبراز جهود

العلماء والدعاة أفراداً ومؤسسات في قطاع المرأة عموماً والأسرة خصوصاً في

الجوانب المختلفة: العلمية، الاجتماعية والصحية، وإعداد المعلومات

والإحصائيات عنها، ونشر ذلك بشكل دوري عبر وسائل الإعلام لإظهار ضخامة

الجهد المبذول وضآلة ما يقوم به العلمانيون مقارنة بها.

- العناية بالنساء في البيئات الخاصة بالدعاة تعليماً وتربية؛ نظراً لإمكانية

التأثير القوي والاتصال المباشر لكي يتم تلافي الإهمال غير المتعمد لها الناتج عن

الانشغال بالبيئة الخارجية وإبراز قدوات نسائية للمرأة ذات عمق في التفكير وجدية

في الاهتمامات وقوة في الأخذ بالإسلام.

- تفعيل دور العلماء والواجهات الاجتماعية الخيرة ذكوراً وإناثاً وكافة أفراد

المجتمع ومطالبتهم بالقيام بالدور المنشود منهم في مواجهة طروحات العلمانيين ودفع

خطرهم، استفادةً منهم من جهة وتوسيعاً لدائرة المعركة من جهة أخرى بدلاً من

جعلها كما يريد العلمانيون بينهم وبين الدعاة فقط.

- زيادة المناشط الدعوية والاجتماعية، وتحسينها، والاعتناء بتناول

الموضوعات المختلفة التي تحتاجها المرأة مع الحرص على التجديد في الأساليب

والإبداع في الوسائل لضمان تفاعل المرأة معها بشكل أكبر.

- توثيق الصلة بالمثقفين ورجال الأعمال ومد الجسور معهم لترشيد أعمالهم

من جهة والحيلولة دون أن تكون عوناً للعلمانيين على إفساد المرأة من جهة أخرى،

وللتنسيق معهم في اقتحام مجالات جديدة تحتاجها المرأة كصناعة الترويح والملابس

ونحوها وفق الضوابط الشرعية.

- توسيع دائرة الانفتاح الدعوي على كافة مجتمعات النساء: ملتزمات وغير

ملتزمات، مثقفات وعاميات، متزوجات وغير متزوجات، أمهات، وأخوات

وبنات، وعدم قصر النشاط على فئة دون أخرى.

- اقتحام ميادين وقنوات دعوية جديدة في مجال المرأة، ومن أهم ذلك:

أ - قيام العلماء والدعاة بإنشاء جمعيات تنادي بالحقوق الشرعية للمرأة؛

لقطع الطريق على العلمانيين الذين يَلِجُون من هذا الباب لتحقيق مآربهم.

ب -إقامة مراكز أبحاث نسوية خاصة بشؤون المرأة.

ج - إنشاء مؤسسات إنتاج ودور نشر متخصصة بقضايا المرأة ودعوتها.

العمل على تغيير هيكلة تعليم المرأة؛ ليناسب وضعية المرأة، ورسالتها في

الحياة، والسعي لتطوير المناهج وفتح التخصصات التي تساعدها على القيام

بدورها الأساس المنوط بها زوجةً وأماً ومربية.

وختاماً:

فلا بد من إدراك أن الخطب جسيم، ويحتاج إلى استعانة صادقة

بالله تعالى وعمل جاد، وتضافر قوي لكافة جهود المخلصين؛ وإلا فإن العاقبة ستكون

وخيمة، والمصير غير محمود، وعندها سيهيئ الله لدينه جيلاً ينصره، ويقوم بأمره

ولله الأمر من قبل ومن بعد، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015