ملفات
ماذا يريدون من المرأة..؟ !
(2 - 2)
فاتحة الملف
دأب العلمانيون على اتباع تقطير سمومهم في جسد الأمة المسلمة قطرة
قطرة، حتى تحوَّل قطاع كبير من الأمة إلى مجتمع متشرب لهذا السم، وكان هذا الهدوء الماكر والخبيث في اطِّراح العقائد والمناهج الإسلامية.
وهكذا اقتفوا سبيل إمامهم في الشر باتباع منهج (الخطوات) وقد أثمر هذا
المنهج ثماره الخبيثة من تحول هذه المناهج من مجرد أفكار فردية إلى قضايا تكبر
شيئاً فشيئاً، ويكبر معها عدد المدافعين عنها.
ولم تخرج معركة المرأة من هذه الدائرة الخبيثة؛ بيد أن تلك المرحلة كانت
سجالاً بين الكائدين من العلمانيين، وبين المدافعين من الإسلاميين وأهل الصلاح،
لكن المعركة شهدت تحولاً خطيراً يصب في صالح العلمانيين، وهو ذلك التأطير
الدولي لهذه القضية، وتبني المؤسسة الدولية لها، وفرضها على دول كانت في
حاجة إلى هذا التبني، حيث إنها لم تستطع بشكل واضح تبني الطرح العلماني في
هذه القضية الاجتماعية لحساسيتها في المجتمعات الإسلامية، أما الآن فقد أصبح
لزاماً عليهم الالتزام بالشرعية الدولية، وإلا تعرضت الأمة كلها للعقوبات، وهذا
المشهد وهو في بداياته يعتبر إخلالاً بالموازين التي كانت تحافظ عليها الحكومات
بين التيارات الفكرية داخل مجتمعاتها.
ونحن هنا ومع بداية هذا التطور نحتاج إلى وقفة نخرج بها من دائرة
التوصيف للكيد العلماني، والأساليب، والطرق التي انتهجوها إلى الوصول إلى دور
فاعل بوضع التصورات الواقعية في مواجهة هذا الكيد الشيطاني. نحتاج إلى وضع
السياج القوي حول حُرُمات الأمة بعيداً عن الندب والشجب، نحتاج إلى إطلاق
القدرات لمواجهة هذا التواطؤ على الحرمات.
وبهذا الجزء الثاني من ملف (ماذا يريدون من المرأة؟) نرجو أن نكون قد أسهمنا
بدورنا في هذا السعي، آملين أن نتبعه ويتبعه غيرنا بفاعلية أكثر.
ونحن في سعينا هذا نستعين بالعلي القدير الذي لا يُصلِح عملَ المفسدين.