مجله البيان (صفحة 3409)

المنتدى

إنَّهم النَّابهون

محمد سعد دياب

هذا حَصَادُ النَّابهينَ.. ويومُهمْ ... يا سَعْدَهُم.. إنَّ الحَصَادَ كبيرُ

يا ألفَ مَرْحَى بالذينَ نراهمُ ... وعلى ذُرَى الهاماتِ ضاءَ سرورُ

الساهرينَ الليلَ في طلبِ العُلا ... والصَّائدينَ العُمْرَ.. وهو قصيرُ

هِمَمٌ يَضِجُّ الوَقْدُ في شريانِها ... وتَطَلُّعٌ ما شَابَهُ التقصيرُ

شَدُّوا إلى قِمَمِ النجاحِ رواحلاً ... لا تستريحُ.. ولا يخورُ مَسِيرُ

أحداقُهُم قد سُمِّرت نحو السُّها ... وجباهُهُم فيها السَّنَا محفورُ

ما جرَّهم طَيْشٌ.. ولا أَلهَاهمُ ... عَبَثٌ.. ولا ملأَ الفؤَادَ قشورُ

تَعِبوا.. وها قد كُللتْ قاماتُهمْ ... نصراً نضيراً كالسَّحابِ يدورُ

ما ضاعَ وقتهمو هَبَاءًا ماحِقاً ... إنَّ الجهادَ عطاؤه لوفيرُ

أبداً إلى الغايات يرنو رَكْبُهم ... أبداً إذا حُمَّ النِّداءُ.. حُضورُ

عُشَّاقُ حرصٍ.. يا لنِعْمَ مُرامُهم ... نِعْمَ المُرادُ.. فليس فيه قُصُورُ

هم زَهْوُ أوطانٍ.. يزيلون الدُّجى ... فيزول عن أرجائه الدَّيْجُورُ

هم وَعْدُنا نحو الصَّباح.. وفألُنا ... أَملٌ يُرَجَّى.. بَرْقُنا المنصورُ

هم هذه الأُمُّ المضيءُ بقلبِها ... ابنٌ لها.. وأبٌ هناكَ فخورُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015