الصفحة الأخيرة
بدأ بعض المسلمين في بريطانيا يشعرون بالخطر الناجم عن ترك فلذات
أكبادهم يتعلمون في المدارس الإنكليزية، ويتربون على أيدي معلمين ومعلمات
أتقنوا فن استهواء الطفل الصغير والتغرير به بأساليب هادئة ماكرة، فالدروس
أكثرها قصص وألعاب ورياضة وبرامج تلفاز، والطفل المسكين يردد ما تقوله له
المعلمة، فيتعلم أغاني أعياد الميلاد و (بابا نويل) . وفى هذه الأجواء فإن الآباء
والأمهات المسلمين - وأكثرهم غير متعلمين - يشعرون بالفرح والبهجة لأن ولدهم
أصبح يتكلم الإنكليزية كأهلها، وفى العادة فإن الخيرين منهم لا يتنبهون للخطر إلا
بعد فوات الأوان، وبعضهم يحاول ترميم ما أفسده بإرسال ولده إلى المسجد في
عطلة نهاية الأسبوع، وهذه هي الوسيلة الوحيدة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وبقيت المشكلة: كيف ننشئ مدارس خاصة لأولاد المسلمين، تزودهم بقدرٍ
كافٍ من المعلومات والمعارف الإسلامية التي تحفظهم وتعصمهم من الذوبان، وهو
تحدٍ يجابه المسلمين، خاصة وأن من ينفق الأموال في وجوه الخير يحب إنفاقها في
المساجد، وهو في غفلة عن المدارس وخطورتها وأهميتها لإنقاذ الأجيال الشابة،
وبدأت تظهر بدايات تدعو إلى التفاؤل، وإن كانت صغيرة الحجم ككل بداية،
فظهرت مدرسة الهجرة في برمنجهام، ومدرسة زكريا الثانوية للبنات في مدينة
(باتلي) وقد سبق الأخ يوسف إسلام بإنشاء المدرسة الابتدائية الإسلامية في لندن.
ولعل هذا يكون أول الغيث في تشييد المدارس، وتشمير المسلمين عن ساعد
الجد من أجل فهم واقع العصر، والنظر إلى -المستقبل، لا إلى الساعة الراهنة
فقط.