مجله البيان (صفحة 333)

الحضارة المعاصرة.. الوجه الآخر

[ومَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً]

[ ... والرسالة روح العالم ونوره وحياته، فأي صلاح للعالم إذا عدم الروح

والحياة والنور؟ ! والدنيا مظلمة ملعونة، إلا ما طلعت عليه شمس الرسالة] .

ابن تيمية

قصة تتكرر في مدن الغرب وربما في لندن أكثر من غيرها ننقلها بقلم كاتبتها

(آن دي كوري) لتصور لنا بعض ما يعاني الغرب عندما ابتعد كثيراً عن الفطرة

التي فطر الله الناس عليها.

إن مثل قصة الشابة لورين بانس التي اغتيلت ببشاعة هذا الأسبوع أصبح -

ويا للعار - أمراً مألوفاً، فلم تكد تمضي بضع دقائق على مغادرتها للقطار حتى

سقطت ميتة بفعل فاعل هاجمها بعنف وخنقها.

بماذا عسانا نواجه بناتنا وأبنائنا يا ترى؟ ! إن أقل ما يشعر به الرجل عندما

يعتدي على امرأة تخصه، في هذه الأيام هو الشعور بالعجز التام والنقمة والذنب.

إننا في رأيي بحاجة ماسة إلى أمرين اثنين:

أولاً: لابد من تغيير جذري في مواقفنا فليس علينا فقط أن نعترف بوجود

أماكن وأوقات خطيرة - هذا فضلا عن البشر - بل علينا -أعني سكان لندن - أن

نقر بحقيقة (مرة) وهى أننا نعيش في غابة يسودها قانون الغاب، ويأكل القوي فيها

الضعيف.

ولهذا فعلينا مثل سائر مخلوقات الغابة أن نتأقلم مع هذا الواقع ... بالطريقة

التي تتكيف بها الحيوانات الضعيفة مع الأخطار المحدقة بها من قبل الحيوانات

الأكثر قوة - هذه الحيوانات التي تدفعها شراستها إلى مطاردة فريستها والتربص بها

والانقضاض دون نجاح مراراً عديدة، حتى تفوز في آخر المطاف بالضربة

القاضية.

ثانياً: لابد أن نسعى لإحياء الهمم بإيقاظ الشعور الفطري لدى الرجل

بضرورة حماية المرأة. في وقت مضى كانت التقاليد تجبر الرجل على أن

يصطحب المرأة - ذاهبة أو آيبة - بل كان المضيفون عند نهاية الحفل لا يتركون

امرأة منفردة تغادر بيتهم دون رفيق، إذ كانوا يحرصون على إيصالها إلى بيتها إما

بصحبتهم أو على الأقل في سيارة أجرة فإن تعذر ذلك فإنهم يصرون على بقائها

عندهم تبيت ليلتها بخفارتهم. كانت القاعدة هي أن حماية المرأة واجب ومسؤولية

كل رجل.

إنه اعتراف بالحقيقة البيولوجية البسيطة وهى أن النساء أضعف بنية من

الرجال، ثم إن الذكور من الأولاد إذا تربوا على تفهم ضعف أخواتهم وهشاشة

معدنهن فسوف يتكون لديهم شعور فطري بالمسؤولية تجاه تأمين كل النساء.

التعليق:

في هذه القصة وأمثالها حقيقة مرة بالنسبة لدعاة ما يسمى بتحرر المرأة،

ولكنها حقيقة معروفة ومحسوبة في نظر الإسلام الذي أكرم المرأة، واعتبرها

مخلوقاً مكرماً يحتاج ابتداءً إلى رعاية وصيانة، فشرع من أجل ذلك التشريعات

التي تحمى المرأة وتصون كرامتها.

وها هي كاتبة غير مسلمة تعترف وبملء فيها بـ (ضعف المرأة الجسمي

وهشاشة معدنها) وليس في هذا تنقص منها، كما أن الإسلام في نظرته للمرأة لا

ينتقص من قدرها، ولا يتنكر لدورها، وإن المفهوم المعوج للحرية الذي تفهمه

النساء العربيات ومن يقلدهن سينزع الحصانة التي كانت تتمتع فيها المرأة في

المجتمع، وإذا نزعت الحصانة فمن الصعب أن تعود في ظل الظروف الاجتماعية

الدينية والأخلاقية التي نزعت فيها.

وليس غير الشرع الإسلامي ضمانة للمرأة تجد في ظلها كرامتها، وتحقق من

خلالها ذاتها [إنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الهُدَى]

رقم قياسي جديد في جرائم القتل

وصل عدد الذين سقطوا ضحية عمليات الإجرام في نيويورك مع نهاية عام

1988 م إلى (1849) قتيلاً، بما في ذلك ثمانية قتلى عشية أعياد الميلاد، وستة

آخرون في اليوم التالي بينما سجل أعلى رقم قياسي في عام 1981 وكان (1841)

قتيلاً.

وبهذا يكون عام 1988 م هو الأعنف الذي تمر به مدينة نيويورك من حيث

الجرائم، ويعزو المسؤولون في المدينة هذا الارتفاع في عمليات القتل إلى تفشي

تعاطى المخدرات بأنواعها. أي بمعدل خمسة قتلى في اليوم الواحد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015