مجله البيان (صفحة 3232)

من مواقف طه حسين تجاه التراث الإسلامي

قضايا ثقافية

من مواقف طه حسين تجاه

التراث الإسلامي

(1 /2)

خالد بن سعود العصيمي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فإن أعظم ما تصاب به الأمة أن يكون مصابها بأبنائها؛ إذ يكون وقع ذلك

شديداً عليها؛ لأن الأم الرؤوم لا تنتظر من أبنائها إلا البر والإحسان، فتفاجَأ

بالعقوق والعصيان، ولقد أصيبت الأمة الإسلامية بأبناء لها على مر التاريخ ممن

تنكبوا الطريق، وضلوا سواء السبيل؛ فهذا الجهم بن صفوان يحرِّف الكتاب،

ويلوي عنق النصوص لياً، وهذا - أيضاً - واصل بن عطاء تلميذ الحسن

البصري - رحمه الله - يعتزل حلقته ويعلن بدعة شنعاء يبقى أثرها في الأمة ردحاً

من الزمن، ويظهر ابن الراوندي يلوّح بزندقته في مصنفات، أما أهل الفلسفة

فيدَّعون فيما يدَّعون: أن النبوة اكتساب لا اصطفاء، ويعلن الحلاج الصوفي قوله

بوحدة الوجود.

وهذه السلسلة الخبيثة باعُها في التاريخ طويل، تبدأ بإبليس يوم عصى رب

العالمين ورفض السجود، وتظهر اليوم في مثل سلمان رشدي وحامد نصر أبو زيد

وغيرهم.

وطه حسين أحد عُقَد هذه السلسلة التي كانت غصة في حلق الأمة، ولما كان

أحدَ الذين ذاع صيتهم في هذا العصر، وراجت أفكارهم وآراؤهم، وكانت تلك

الأفكار والآراء ذات صبغة مضللة، ولما كان تلاميذه وتلاميذهم - وما زالوا -

يشيدون به وبهم، فقد رأيت أن أعرض بعض مواقف طه حسين من التراث

الإسلامي ثم أُعقبها بالمناقشة. وليست الكتابة في فكر طه حسين من قبيل الكتابة

عن موضوعات عفا عليها الزمن - كما يظن بعض الناس - لأنه وإن تغير

الأشخاص الذين ينخرون بجسم الأمة ويقوضونها من الداخل، وإن تغيرت أسماؤهم

ولغتهم وأسلوبهم، إلا أن مضامين أفكارهم تتكرر مرة بعد مرة، وحمل المقالات

المتشابهة بعضها على بعض أمر لا يشق على المؤمن الفطن.

أهم مواقفه المعادية للتراث الإسلامي:

أولاً: ادعاؤه بشرية القرآن:

1 - لخطورة التصريح بما يعمل على بثه فإن موقفه من القرآن الكريم كان

متأرجحاً؛ فهو حين يقول في القرآن: إنه (المعجزة الكبرى التي آتاها الله رسوله

الكريم صلى الله عليه وسلم آيةً على صدقه فيما يبلِّغ عن ربه) [1] تجده يشير إلى

التشكيك في إلهية القرآن الكريم بتلميح فاضح؛ إذ يقول: (ليس يعنيني هنا أن

يكون القرآن الكريم قد تأثر بشعر أمية بن أبي الصلت أو لا يكون. ثم يقول: لِمَ لا

يكون أمية بن أبي الصلت قد أخذ من النبي صلى الله عليه وسلم طالما أن مصادر

أمية ومحمد واحدة وهي قصص اليهود والنصارى؟) [2] .

فهو كي يرد تهمة تأثر القرآن بشعر أمية بن أبي الصلت يأتي بحجة تؤكد

بشرية القرآن، وهي أن مصادر أمية ومصادر محمد صلى الله عليه وسلم في

القرآن واحدة، وهي قصص اليهود والنصارى.

2 - دعا إلى جعل الكتب المقدسة ومنها القرآن الكريم تحت مجهر النقد لكل

من قرأها، فإذا (كان من حق الناس جميعاً أن يقرؤوا الكتب المقدسة ويدرسوها

ويتذوقوا جمالها الفني، فلِمَ لا يكون من حقهم أن يعلنوا نتائج هذا التذوق والدرس

والفهم، ما دام هذا الإعلان لا يمس مكانة هذه الكتب المقدسة من حيث إنها كتب

مقدسة، فلا يغض منها ولا يضعها موضع الاستهزاء والسخرية والنقد، وبعبارة

أوضح: لِمَ لا يكون من حق الناس أن يعلنوا آراءهم في هذه الكتب من حيثُ هي

موضع للبحث الفني والعلمي، بقطع النظر عن مكانتها الدينية؟) [3] .

وقد طبق هذه الفكرة فعلاً مع تلاميذه في كلية الآداب؛ حيث طلب منهم أن

ينقد كل واحد منهم القرآن الكريم، وأن يكشف عن الآيات الضعيفة فيه والآيات

القوية [4] .

بل إن الدكتور طه حسين طبق نموذجاً على الآيات القرآنية يصرح فيه أن في

القرآن أسلوبين مختلفين:

أحدهما: جاف وهو مستمد من البيئة التي نزل فيها القرآن أول ما نزل في

مكة؛ ففي هذا الأسلوب تهديد ووعيد وزجر.

وأسلوب آخر عندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة واتصل

ببيئة اليهود، وهو أسلوب فيه شيء كثير من الليونة والانطلاق [5] .

3 - يتجاوز طه حسين قضية التشكيك، فينكر بعبارة لا التواء فيها إبراهيم

وإسماعيل - عليهما السلام - وقصة مهاجرهما إلى مكة، ويعدُّ هذه أسطورة لفَّقها

العرب بعامة وقريش بخاصة ليحتالوا بها على من عندهم من فرس وروم؛ ليؤكدوا

أن لهم أصلاً قديماً يرتبط بتأسيس إبراهيم وإسماعيل للكعبة، ثم جاء القرآن فصدَّق

هذه الأسطورة؛ ليحتال على اليهود ليؤلف قلوبهم؛ إذ مرجعهم إبراهيم جميعاً [6] .

ونقد الشيخ محمد الخضر حسين منهجه في أفكار هذه القصة بقوله: (ومن

حاول الجهر بإنكار ما تتداول نَقْلَه أمةٌ، ويقرره كتاب تدين بصدقه أمم، كان حقاً

عليه أن يسلك مسلك ناقدي التاريخ فيبين للناس كيف كان نبأ الواقعة مخالفاً للمعقول

أو المحسوس أو التاريخ الثابت الصحيح؛ ولكن المؤلف لم يسلك في إنكار هذه

القصة طريقة نقد التاريخ؛ إذن لم يكن مع المؤلف سوى عاطفة غير إسلامية

تزوجت تقليداً لا يُرى، فحملت بهذا البحث وولدته على غير مثال) [7] .

4 - قلل طه حسين من شأن القرآن حينما قال في (الأيام) [8] : إن نسخة من

ألفية ابن مالك تعدل خمسين نسخة من القرآن الكريم.

ثانياً: جَعْلُهُ السيرة النبوية بمثابة الأسطورة:

كتب (على هامش السيرة) تقليداً لكتاب: (على هامش الكتب القديمة) لجيل

لومتير، وقد صرح بهذا في كتابه: (الإسلام والغرب) بعد سنوات من صدور

(على هامش السيرة) ، وملخص سبب تأليفه له من كلامه: أنه قد ساءه أن يكون

لليونان أساطيرهم، وللرومان أساطيرهم، والناس يقبلون برغبة ملحة على هذه

الأساطير، ثم لا يجد الراغبون في القراءة والمتعة أساطير للعرب يتناقلها الناس،

ولأجل هذا أُلِّف هذا الكتاب، ليكون أسطورة عربية [9] .

ويقول في موضع آخر من كتابه: (وأحب أن يعلم الناس أيضاً أني وسَّعت

على نفسي في القصص، ومنحتها من الحرية في رواية الأخبار واختراع ما لم أجد

به بأساً) [10] .

حتى قال صديقه الدكتور محمد حسين هيكل عاتباً عليه صنيعه: (وأستميح

الدكتور طه حسين العذر إن خالفته في اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم وعصره

مادة لأدب الأسطورة) [11] .

ثالثاً: التلاعب بالحقائق التاريخية المتعلقة بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم عصره:

1 - أراد أن يثبت أن النبوة كانت اعتقاداً معروفاً في مكة، والناس يتشوَّفون

ظهور النبي، بل إن كل فتى في مكة كان يتطلع ويسعى ليكون صاحب هذا

الفضل [12] ، وفي هذا تجنٍّ على الحقيقة والتاريخ أي تجنٍّ.

2 - ضخَّم الحوادث المتصلة بحياة المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل البعثة

وملأها بالأحاديث الموضوعة؛ حتى ليظن القارئ أن أهل مكة كانوا يعلمون أن

محمداً صلى الله عليه وسلم سيكون نبياً [13] .

وأطال النَّفَس في سرد قصته صلى الله عليه وسلم مع خديجة - رضي الله

عنها - وميسرة والراهب وورقة بن نوفل، وجلَّلها بثوب الأسطورة الذي قدّه أطول

منه، فخلط ما صح من معجزات للنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك بما لم

يصح [14] .

3 - رد أحاديث صحيحة؛ لأنها خالفت هوى في نفسه، فمثلاً يقول: (فلا

حاجة إذن إلى أن نخترع الأحاديث لإثبات ما لا حاجة إلى اتباعه، كالحديث الذي

يروى من أن العباس عرف الموت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم، وكان

يعرف الموت في وجوه بني عبد المطلب [15] ) مع أن الحديث مخرج في صحيح

البخاري [16] .

وردَّ الحديث الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه في

مرضه الذي توفي فيه: (ايتوني بصحيفة أكتب لكم ما لا تضلون بعده أبداً) [17] .

وردَّ استسقاء عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بالعباس بن عبد المطلب- رضي الله عنه - وأن هذا تكلُّف مصدره التملق لبني العباس أثناء حكمهم [18] ،

والحديث في صحيح البخاري [19] .

ويسوِّغ ردَّه للأحاديث التي لا توافق هواه بأن (من الواجب على كل مسلم

حين يُروى له الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يحتاط قبل الأخذ به، وأن

يعرضه على القرآن، فإن كان لا يناقض القرآن في قليل ولا كثير، ولا يناقض

المألوف من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وعمله أخذ به، وإلا وقف فيه) [20] .

ولا شك أن رد السنة الصحيحة بدعوى أنها تخالف القرآن أو السير المألوفة

طريقة غير علمية ولا منضبطة؛ ولهذا جَرَّأَتْ قليلي البضاعة من العلم والموتورين

إلى أن يتكلموا في دين الله، ومنهجُ العلماء الراسخين قبول الروايات الثابتة،

وجمع النصوص الواردة في باب واحد، وبيان المطلق فيها والمقيد، والعام

والخاص، والناسخ والمنسوخ. وكتبُ شروح الأحاديث الجارية على هذا متوافرة.

ولله الحمد.

رابعاً: الطعن في الصحابة الكرام:

1 - وصف طه حسين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بالعصبية حينما

أنكر على حسان بن ثابت - رضي الله عنه - إنشاد الشعر في المسجد، فقال

حسان: إليك عني يا ابن الخطاب، فوَ اللهِ لقد كنت أنشد في هذا المكان وفيه مَن

هو خير منك (فيفسرها طه حسين بأن الأنصار كانوا يعتزون بنصرهم للنبي صلى

الله عليه وسلم وانتصافهم من قريش، وعمر كان قرشياً، تكره عصبيته أن تُزدرى

قريش، وتذكر ما أصابها من هزيمة في غزوة بدر [21] . وهذا كذب؛ إذ إن عمر

- رضي الله عنه - كان صاحب الرأي القائل بقتل أسرى بدر، ونزل القرآن

بموافقته.

2 - وتطاول على عثمان - رضي الله عنه - ووصمه بالظلم والطغيان وأنه

ما زال يضرب ابن مسعود حتى كسر أضلاعه [22] .

3 - وكذب على عائشة - رضي الله عنها - وزعم أنها وقفت على جملها

يوم الجمل تخطب الناس وتحثهم على القتال بلسان زلق، ومنطق عذب، وحجة

ظاهرة [23] .

4 - ويتناول خالدَ بن الوليد - رضي الله عنه - من غير استحياء ويصفه

بثلاث من البهتان: فخالد عنيف وفي سيفه رهق؛ لأنه يحب القتل، وخالد يحب

التزوج، وخالد وعشيرته معروفون بالعُجْب والخُيَلاَء [24] .

5 - وشتم طه حسين معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه -[25] .

6 - جعل طه حسين حَبْرَ هذه الأمة عبدَ الله بن عباس (لصاً) يأخذ ما في

بيت المال في البصرة ويهرب إلى الحجاز [26] .

7 - وصف أصحاب الشورى الذين اجتمعوا ليختاروا خليفة المسلمين بعد

عمر - رضي الله عنه - بإيثار الدنيا ومحبتها [27] ، بل وصف بها جملة

الصحابة الذين كانوا - كما زعم - ينافقون في عهد خلافة عمر - رضي الله عنه -

وأنهم كانوا يظهرون شظف العيش إذا دخلوا عليه، وإذا خلوا إلى أنفسهم عادوا إلى

لين الحياة [28] .

وهذه التهم التي ألصقها طه حسين بالصحابة فرادى وجماعات هي حق

البهتان العظيم الذي لا يمتري فيه أي مسلم.

وهذا البهتان جناية في حق التاريخ الإسلامي، بل في حق التاريخ الإنساني؛

إذ لا يُعرف جيل كجيل الصحابة في كمال الاستعدادات الفطرية ولا في تمام

الصفات الخُلقية التي أهَّلتهم لاصطفاء الله لهم لحمل رسالته إلى العالمين، وليس

وراء تهمة الصحابة ووصمهم بالشنائع إلا إسقاط محبتهم وتوقيرهم من النفوس،

مما يؤدي إلى القدح في عدالتهم، ومن ثَمَّ رد مروياتهم عن النبي صلى الله عليه

وسلم التي هي الدين. وقد تنبه علماء الأمة إلى هذه القضية منذ ظهورها عند بعض

المبتدعة، فصنفوا في فضائل الصحابة، وفي حكم سبهم أو سب أحد منهم [29] .

خامساً: ادعاءاته ضد نظام الخلافة:

1 - زعم أن نظام الخلافة ليس إلهياً (وأن الحكم أيام النبي صلى الله عليه

وسلم لم يكن شرعياً لا رأي للناس فيه؛ وإذا كان الأمر {كذلك} أيام النبي صلى الله

عليه وسلم الذي كان يتنزل عليه الوحي فأحرى أن يكون الأمر كذلك أيام صاحبيه

بعد أن تقطَّع عن الناس خبر السماء) [30] .

2- ونظام الحكم الإسلامي - عنده - يشبه إلى حد بعيد نظام الحكم الروماني

أيام الجمهورية؛ فقد كان الرومانيون يختارون قناصلهم على نحو يوشك أن يشبه

اختيار المسلمين لخلفائهم [31] .

3 - وليؤكد أن نظام الخلافة ليس إلهياً، وإنما هو نظام إنساني تأثر بالدين،

يذكر أنه قام على عنصرين [32] :

الأول: عنصر معنوي وهو الدين؛ فالخليفة يصدر عن وحي أو شيء يشبه

الوحي في كل ما يأتي وما يدع، وهو مقيد بما أمر الله به من إقامة الحق وإقرار

العدل، وهذا العنصر تلاشى - كما يدعي - بمقتل عمر - رضي الله عنه -.

الثاني: الارستقراطية التي ائتلف منها هذا النظام، وقوامها: الاتصال بالنبي

صلى الله عليه وسلم أيام حياته والإذعان لما كان يأمر به وينهى عنه في غير تردد؛ والبلاء في سبيله، واختُص بها الأقربون من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم

قريش.

4 - حكم على نظام الخلافة في الإسلام بأنه قد أخفق، وأن تجربة الحكم

الإسلامي انتهت أيضاً بالإخفاق، أما نظام الشورى الذي وضعه عمر - رضي الله

عنه - لاختيار الخليفة فلا يخلو - عنده - من نقص، بل من نقصٍ شديد [33] .

سادساً: التعبير عن الفتوح الإسلامية بأنها استعمار:

1 - يقول - مثلاً -: (فلما كان الفتح ورأت جيوش المسلمين الكثير من

حقائق هذه البلاد، ثم استقرت فيها، واستقر المستعمرون العرب فيها كذلك) [34] ، ويقول - أيضاً -: (فلما جاء الإسلام سكت الناس عن الخمر حيناً، صرفهم

عنها الدين، وصرفهم عنها جِد الخلفاء، وصرفهم عنها الفتح والاستعمار) [35] .

2 - وإذا كانت فتوح الأقاليم تُعد - في تعبير طه حسين - استعماراً فإن فتح

مصر عدوان، يقول: (إن المصريين قد خضعوا لضروب من البغض وألوان من

العدوان جاءتهم من الفرس واليونان، وجاءتهم من العرب والترك

والفرنسيين) [36] .

3 - أما العثمانيون فهم - عند طه حسين - مستعمرون، وهم السبب في

إيقاف سير الحركة العقلية في مصر؛ إذ إن الترك العثمانيين لو لم يوقفوا سير

الحركة العقلية في مصر مدة طويلة لكان الذهن المصري من تلقاء نفسه ملائماً

للأذهان الأوروبية في الأعصر الحديثة [37] .

4 - وفي مقابل ما سبق تجده يصف الإنجليز - المستعمرين الحقيقيين -

بأنهم أصدقاء، ما جاؤوا إلى مصر إلا ليحموا القناة من المعتدين؛ فهو يقول:

(نحن نريد أن نضارع الأمم الأوروبية في قوتها الحربية لنرد عن أنفسنا غارة المغير؛ ولنقول لأصدقائنا الإنجليز بعد أعوام: انصرفوا مشكورين فقد أصبحنا قادرين

على حماية القناة) [38] .

سابعاً: دفاعه عن المتربصين بالإسلام والمسلمين:

1 - تولى طه حسين المحاماة عن الغوغاء الذين أثاروا الفتنة ضد عثمان بن

عفان - رضي الله عنه - إذ إن (الذين ضاقوا بهؤلاء العمال الذين ولاَّهم عثمان

وثاروا عليهم، ونقموا من عثمان توليتهم لم يكونوا مخطئين) [39] .

2 - يبدو تناقضه في شأن عبد الله بن سبأ اليهودي ودوره في أحداث الفتنة،

فيدعي مرة أنه شخصية وهمية منحولة؛ لأنه لم يَرِدْ ذكره في طبقات ابن سعد ولا

في أنساب الأشراف للبلاذري [40] ، ويثبت وجوده مرة ثانية، ويشكك في أمره

ثالثة [41] .

3 - يدافع عن أصحاب عبد الله بن سبأ الذين أثاروا الفتنة في الجمل فيصفهم

بأنهم أنصح الناس لعلي - رضي الله عنه - وأوفاهم بعهده، وأطوعهم لأمره (فلم

يأتمروا ولم يسعوا بالفساد بين الخصمين وإنما سمعوا وأطاعوا وأخلصوا الإخلاص

كله) [42] .

4 - ويدافع عن الزنادقة في عهد بني العباس - قائلاً -: (ومن الخلفاء

العباسيين من غلا في امتحان بعض الناس وأسرف في قتلهم، يأخذ بعضهم بالشبهة

والوشاية وسوء القالة، كالذي صنع المهدي في تتبع الزنادقة) [43] .

ومن هذا القبيل فقد ادعى: (أن سبب قتل الحلاَّج وصلبه ليست زندقته،

وإنما كان اتصال رجال الدين والغلاة منهم في الرأي بالسلطان وسيطرتهم

عليه) [44] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015