كلمة صغيرة
الخسارة بفقدان العلماء
العلماء الربانيون هم صمام الأمان في كل المجتمعات الإسلامية لكونهم
(يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون على الأذى، ويحيون بكتاب الله الموتى،
ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس أحيوه، وكم من ضال تائه
قد هدوه!) كما قال الإمام أحمد -رحمه الله-.
وهم أصحاب البصائر الذين يقضون بها ويعلمونها الناس، وفقد الذين قاموا
منهم بأداء رسالتهم في توجيه الأمة وكشف المخططات المشبوهة حيالها خسارة،
وبخاصة - في هذا الزمان -.
وكم انتعشت صدور أعداء هذا الدين حين مات نفر من العلماء في الآونة
الأخيرة أمثال: (الشيخ عبد العزيز بن باز، وصالح بن غصون، ومصطفى
الزرقا، وعلي الطنطاوي، وغيرهم) ؛ حيث أسهموا - رحمهم الله، وجزاهم عن
الأمة خير الجزاء - باداء رسالتهم الدعوية كل في مجال تخصصه.
فالشيخ ابن باز كان مدرسة جامعة لألوان من الخير، والشيخ ابن غصون كان
مفتيا قديرا، والشيخ الزرقا كان فقيها محققا لا سيما في المعاملات المعاصرة،
والشيخ الطنطاوي كان داعية وأديبا موفقا - رحمهم الله، وعوض الأمة عنهم - فقد
كانوا سدودا في طريق علمنة المجتمعات، وشهبا في وجوه أدعياء التطوير والتنوير! ولطالما فضحوا تلك الاتجاهات وحذروا منها.
ولا شك أن موتهم خسارة، وحسبهم انهم ورثة الأنبياء كما قال النبي صلى
الله عليه وسلم، فعلى الأمة أن توجد العلماء الفحول مكانهم وتمكنهم من الترجيه
والأخذ عنهم ما داموا من ذوي المنطلقات الشرعية وعلى نهج سلفنا الصالح؛ فهم
سفينة نوح - فعلا - من تخلف عنهم غرق. والله من وراء القصد،،،