المنتدى
عبد الرحمن الزير
اليوم أمسكت بعدو لئيم؛ عدو للرجال وللنساء، عدو للشباب وللشيوخ. في
مُقَلِ الشباب عدو، طالما أضل وطالما قتل، قطع الرؤوس ودمر النفوس وأسال
الدموع والدماء؛ من استسلم له أضله، ومن صمد أمامه ولم يُسلم له أمره استفاد
منه واستغله.
لكن أعلم أن إمساكي به لا يعني أنه قُضي عليه أو انتهى أمره. لا؛ بل كانت
حجته قوية عند محاكمته؛ فقد قال:
قفوا واسمعوا لي؛ أنا لا أجني ولا أظلم أحداً ولم أكُ في حياتي مجرماً.
شعاري النزاهة والفائدة، أنا أعين من أعطاني قدري والله يبارك لمن اهتم بي؛
لكن ماذا أفعل لمن فرّط وتساهل وترك يومه بلا عمل؟ أيستوي الذي نشط وعمل
بالذي عدّ كل شيء لا يوافق هواه مللاً؟ وماذا أفعل لمن تركني معطلاً أو أراد أن
يملأني بشيء لا يُرضي الله ولا يعقل؟
أنا الفراغ أقول لكم: استغلوني بما ينفعكم ولا يغضب ربكم، استغلوني قبل
أن تُسألوا عني كما أخبر - عليه الصلاة والسلام - عليكم بما يرفع الدرجات،
ويحط السيئات. قال الله - تعالى -: [مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ
مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ]
[النحل: 97] .