منتدى القراء
وائل عثمان عبد الرحيم
أعجبني بشدة هذا المشهد الرائع الذي رأيته اليوم، لم تصدق عيناي ما أرى،
أقول هذا لأننا أصبحنا في زمن أضحت فيه كثير من القيم والمثُل، وخاصة تلكم
التي هي من صميم عقيدتنا وديننا الحنيف متلاشية.
قصة هذا المشهد يمثلها طفل صغير يبلغ التاسعة أو العاشرة من عمره، جاء
هذا الطفل إلى المتجر فأخذ ما يريد ثم انقلب راجعاً إلى بيته، فإذا به يدوس (قطعة
خبز) كانت ملقاة على الأرض! فأخذ يعاتب نفسه عتاباً شديداً؛ والذي نفسي بيده
سمعته يقول: (حرام، حرام) وأخذ هذه القطعة وأخذ (يقبلها) . ثم وضعها في ...
مكان لائق. وكفى! فبالله عليكم من لي بفهم الدين وهذه العاطفة الصادقة الفطرية
بهذا الصغير في عقول وقلوب كثير منا؟ ! بل وهؤلاء الذي خطت خطوط الشيب
على رؤوسهم؟ !
التربية بالصدق
بندر بن عبد الله النذير
لنتوقف هنا لحظة؛ لنبصر هذا الخلق العظيم (الصدق) . إن الإنسان متى بدأ
بتربية نفسه أو بتربية الآخرين ولم يوجد ضمن عناصر التربية هذا الخلق فأنى لهذه
التربية أن تكون جادة؟ ! وإذا كان ديدن المُرَبّي الكذب أو تعامُل المُرَبّى مع المربّي
هو التحايل والكذب؛ فأيّ تربية هذه؟ !
من هنا تجلت قمة (معاني التربية) حيث إن الإنسان يحتاج إلى التربية
الصادقة كما يحتاج النبات إلى الماء، قال -صلى الله عليه وسلم-: (إن الصدق
يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى
الصدق حتى يكتب عند الله صدّيقاً) . [البخاري، ح. /6094، كتاب الأدب] .