مجله البيان (صفحة 2966)

نص شعري

عيد الجزائر! !

جمال الحوشبي

أهازيجٌ يرتّلها الدمارُ ... وأفراحٌ يُكدّرها استعارُ

فيا عيدَ الجزائر أيّ عيدٍ ... (وقد خَلَتِ المرابعُ والدّيارُ)

لنا في كلّ ناحيةٍ خطوبٌ ... تساوَى الليلُ فيها والنهارُ

علامَ الذبحُ والتقتيلُ فينا ... فلا حقّ يُصان ولا جوارُ

وصار جميعنا أحلاسَ بيتٍ ... وطَنّب في مرابعنا التتارُ

دماءُ الأبرياء هناك تجري ... أما في المسلمينَ فتىً يَغارُ

تَحيفُ بنا (الوحوش) على دهاءٍ ... ويُخْفِي القاتلَ الأشقى ستارُ

وكم يُذكي (الكبارُ) صنوفَ غدرٍ ... يُقادُ لها الأراملُ والصغارُ

يغيظُ الكفْرَ أنّ الشعبَ حُرّ ... وفتيتهُ على الإسلام ساروا

متى ما رامَ أن نحيا عبيداً ... فلا عيشٌ يطيبُ ولا قرارُ

وكلّ فَخَارنا دينٌ حنيفٌ ... تهونُ له المقامعُ والحِصارُ

أيا شعبَ العُروبةِ كيف تُنسى ... قضيتُنا؟ وهلْ يُجدي انتظارُ؟

دماءٌ في الخَفَاءِ تُراقُ غَدْراً ... وتُدْفَقُ كلما بَزَغ النهارُ

تنادَى السامعون بكل صُقْعٍ ... وليس لكم بنجْدَتِنَا شعارُ

مواقفُكم لها ألفُ اعتذارٍ ... أما تدرون أنّ العُذرَ عارُ؟

وكم من شامتٍ لمصير شعبٍ ... يقودُ قِطارَ وَحْدَتهِ العِثارُ

أفي الأمس القريب دُعاةُ حقٍ ... ونحن اليومَ أوباشٌ شِرارُ؟

فأينَ حَمِيّةُ الإسلام فيكم ... أمَا لأخوّةِ الدّينِ اعتِبَارُ؟

أما للحق أّنصارٌ وجندٌ ... أما للعُربِ فيها والجوارُ؟

أيا عيدَ الجزائرِ طِبْتَ دوماً ... فلا كربٌ يدومُ ولا حِصارُ

غداً ستعودُ في ثَوبٍ جديدٍ ... وليلُ القهر يعْقُبُهُ نهارُ

وتسمعُ روعةَ التكبير منّا ... تُردّدُه المآذنُ والقِفَارُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015