كلمة صغيرة
درجت الإدارة الأمريكية على النظر إلى العالم الإسلامي بكل صلف واستكبار، وأصبحت لا تبالي على الإطلاق بمواقف وحقوق الدول والشعوب الإسلامية،
وتمادت في الآونة الأخيرة إلى حد بعيد، مستهينة بما يسمى بالأعراف الدولية
والقواعد الدبلوماسية، فهي تنظر إلى المنطقة الإسلامية على أنها مجرد منطقة نفوذ
استهلاكية، ليس من حقها النظر إلى مصالحها، أو التمسك بحقوقها، أو الاعتزاز
بهويتها الفكرية والثقافية: والدولة التي تملك القوة هي التي تعلِّم الناس المثل والقيم، كما أن الدولة التي تملك الإعلام هي التي تعطي دروساً في السلوك والآداب، وأما
الضعفاء فلا يحق لهم إلا الخضوع والاستسلام، وفتح قلوبهم وجيوبهم بكل ولاء
وعبودية.
بهذه الفوقية والصفاقة تتعامل أمريكا مع القضايا الإسلامية خصوصياً، ولشدة
غرورها نسيت أن الأمة الحية الكريمة - حتى وإن كانت مستضعفة في يوم من
الأيام - لن تذعن دوماً للاستبداد، بل إن ذلك الغرور والتعنت قد يكون سبباً من
أسباب حيويتها، وقد يستثيرها للتغيير، ويجعلها تتململ وتنتفض، وتسعى جاهدة
لاستعادة عزتها وكرامتها. نعم قد لا تقوى على المواجهة في مرحلة من المراحل،
ولكنها في الوقت نفسه لن ترضى الدنية في دينها، ولن تبقى مكتوفة اليدين كالعاجز
الذليل الذي ينظر إلى جلاده باستجداء واستعطاف..! !