شعر: خليفة بن عربي
يا قدس يا محبوبتي ها قد أتيتُ من الركامْ ...
ها قد أتيت أفُلّ أشرعتي وأقتات الظلامْ ...
ها قد أتيت حدائيَ الآهات من شعب يضامْ ...
من رعشة الليل البهيم ونبض جرح لا ينامْ ...
* * *
لا تسألي يا قدسيَ العذراء عنّي من أنا ...
أنا شاعر أبني القوافي من نحيبك والوَنَى ...
في كلّ قافية أنين، نزفةٌ من جرحنا ...
في كلّ حرف زفرة هوجاء من آهاتنا ...
* * *
في ذا العراء وحيدةً تركوكـ في ثوب الهمومْـ ...
وجدائل الأحزان مسبلة يجلّلها الوجومْ ...
لا الشمس تشرق في ربوعك ليس تسقيك الغيومْ ...
تبكي البدور وترسل الشكوى وتنتحب النّجومـ ...
وعيونك الخجلى صحارى قطرها سيل السّجومـ ...
* * *
وهناك في ذاك الطريق وفوق تلك الرابيهْ ...
أمّ يبلل دمعُها الهطّالُ أرضاً غاليهْ ...
شيخ ضعيف ضمّ مصحفه بأيد واهيهْ ...
شعب جريح صابر يصلى سياطاً قاسيهْ ...
* * *
يا قدس صبراً إننا آتون كالسّيل العَرِمْ ...
نحن الّذين نصوغ نصراً من بُنيّاتِ الألمْ ...
بالله بالقرآن نقشع عن نواحيك الظّلمْ ...
بالسيف بالإيمان لا بالإرتهان أو السّلمْ ...
وعدٌ ونبذل في سبيل الوعد أشلاءً ودمْ ...