كلمة صغيرة
في دول العالم الذي يعدونه متحضراً يوجد ما يسمى بالمعارضة التي عادة ما
تحمل تصورات ومنطلقات تتباين مع الحزب الحاكم لكنها تعمل في نسق ديمقراطي
لخدمة البلاد وعمل كل ما من شأنه توجيه الحزب الحاكم لما يعود على بلادها بالنفع
والفائدة. وربما يستفيد الحزب الحاكم من طروحات المعارضة لتصحيح الأوضاع
وتصويب الآراء، وعادة ما تكون العلاقة سائرة على وتيرة متناغمة وفي إطار
الصالح العام. لكن المعارضة فيما يسمى بالعالم الثالث أو على الأخص عالمنا
العربي والإسلامي نجدها أوطأ ما تكون في أساليب عملها الذي لا تتورع معه عن
أن تورط من يعارضون في كثير من المشكلات، وربما وضعت يدها مع العدو
الخارجي الذي قد يخالفها في المبادئ والمنطلقات، وربما صارت (طابوراً خامساً)
يعمل للتفجير والتدمير. ونجد المعارضة في السودان تمثل هذا التوجه بكل عمالته
ووقاحته إلى حد أنها حاربت بلادها ووضعت يدها بيد عدو صليبي معروف بعداوته
للأمة ولدينها ولمبادئها؛ وها هم بكل صفاقة يؤيدون العملية الأمريكية الظالمة
بضرب مصنع الشفاء للأدوية بدعاوى لا يؤيدها أي دليل، بل إن كل الشواهد تدل
على كذب الأمريكيين بأن المصنع مخصص لصنع أسلحة كيمياوية، بل بدأت
الحقائق تظهر أن هناك غربيين شاركوا في تأسيس ذلك المصنع ومنهم أمريكي
وبريطاني أنكرا التهمة التي بموجبها ضُرب المصنع.
ولكن حينما نعرف من هي المعارضة السودانية في رموزها من عُبّاد السلطة
ومصاصي دماء الشعب السوداني ونعرف مواقفهم العلمانية من الإسلام وصلاتهم
المشبوهة مع أعدائه لا نستغرب أن يكونوا بتلك العقليات التي تضحي في سبيل
الحكم بكل المبادئ والقيم.
وقريباً من موقف المعارضة السودانية كان هناك موقف مشابه ولكنه أغرب
وهو موقف المعارضة الأفغانية، لكونه موقفاً يصدر من مجاهدين سابقين، فهل
لأجل (بغض الطالبان) يُتغاضى عن جرائم الأمريكان؟ !