مجله البيان (صفحة 2852)

هذا سؤالى

هذا سؤالي..

وفاء بنت عبد الله

قفا بأطلالِ عزيزٍ رَحَلْ ... قد فعل الدهر بها ما فَعَلْ

وأسبلا الدمع وجودا به ... فإن المنى والليالي دُوَلْ

فجابة السؤال الذي طالما ... أكسف بالي وبنفسي اعتملْ

تريكما أن الذي رُمْتُهُ ... مما ظننتم أي وربي أجلّ

هذا سؤالي صغتهُ من أسى ... وصاغ قلبي قطعة من كللْ:

ما قلعة ينثال منها السنا ... تسكن بالعزة أعلى زحلْ

قريبة مما يحب الهدى ... بعيدة عما يُثير الزَللْ

غراء يجري الماء في روضها ... ماء التقى القراح منذ الأزلْ

لكنها سرعان ما غرّها ... حبّ الدنا الجمّ وطول الأملْ

وضعضعت أركانها غفلةٌ ... وأسلمتها في دروب الوَحَلْ؟!

ما قلعة رجالها استأنسوا ... وأصحبوا همتهم ما سَفلْ

ملأى بهم ساحُ الغناء الذي ... شبّ عليه طفلهم واكتهلْ

والساح صفرٌ منهمُ في اللقا ... الخائفون من غرار الأمَلْ؟ !

ما قلعة نساؤها استرجلتْ ... ثم اشترت جرأتها بالخَجَلْ؟ !

فهندُها تُصغي لأبواق من ... يدرون بالتغريب كيف الحِيَلْ؟ !

ما قلعة أهدى لها خصمها ... سُمّاً زعافاً في كؤوس العسلْ

وإبلها تاهت وما أوردَتْ ... وسَعْدُها رامَ الكرى فاشتملْ؟ !

ما قلعة عاشت بنور الهدى ... شكرى، وكانت مضرباً للمثَلْ؟ !

كانت وكانتْ.. إنها أمتي ... واحسرتاه من مراد الجُمَلْ

ذي أمتي ما قلت أغلوطةً ... يعيا بها بين الورى من عقَلْ

كلا، فقصدي مثل شمس الضحى ... بل إنه يا ويح نفسي أدلّ

هذا سؤالي روضُهُ مُمْحلٌ ... وجرحهُ في خافقي ما اندملْ

أُسْمعهُ في أملٍ أمتي ... ولا أبالي بدموع المقلْ

لعلها تُرجع أمجادها ... فالروح في أحنائها لم تزلْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015