من نتائج الغزو الروسي
قال الجنرال ألكسي ليزيخوف رئيس الجيش ورئيس التوجيه السياسى في
البحرية يوم 25/5/1988م إن (13310) جندي سوفييتي قد قُتلوا و (35478) قد
جُرحوا و (311) آخرين اعتُبروا في عداد المفقودين خلال ثمان سنوات ونصف
من الحرب في أفغانستان.
ذكرت نشرة (سانتا راند) في تقرير لها نشر هذا الأسبوع (20-26/5/1988 م)
أنه من بين أهم العوامل التي ساهمت في اتخاذ قرار الانسحاب هو الانتشار
الواسع للمخدرات والإفراط في تناول الكحول من قبل أفراد الجيش، وتدهور
الأوضاع الصحية وكذلك الهروب من صفوف الجيش بالاضافة إلى ضراوة المعارك ... ويقول الجنرال ليزيخوف: لقد لعبت هذه العوامل وغيرها دوراً كبيراً في إقناع
المسؤولين العسكريين السوفييت بسحب قواتهم بعد جهود ثمان سنوات غير مجدية
لهزيمة المجاهدين. ويقول ليزيخوف: إن انخفاض المعنويات والحوافز كانا سببين
وراء انخفاض أداء الجيش السوفييتي، ويضيف قائلاً: إن السوفييت أدركوا أنه
ليس باستطاعتهم تحقيق نصر عسكري، وإنها المرة الأولى التي يقر فيها السوفييت
بالهزيمة! .
لقد لوحظ من خلال المقابلات التي أجريت أثناء إعداد هذا التقرير أن نسبة
50% من الجنود السوفييت يتعاطون المخدرات بشكل منتظم بما في ذلك الحشيش
والهيروين وأوبيام والمارجوانا. وقد نقل عن أحد الجنود السوفييت قوله: (إنهم
كانوا يشربون (مانع التجميد) المستعمل في سيارات الشحن والغراء وزيت الفرامل
وكانوا يأخذون صبغ الأحذية ويضعونه على قطعة من الخبز ويتركون القطعة في
أشعة الشمس حتى ينفصم الكحول عن صبغ الأحذية!) .
ومن الراجح أن يُحدث الانتشار الواسع للمخدرات، والإفراط في شرب
الكحول بين صفوف القوات السوفييتية آثاراً سلبية في المجتمع السوفييتي لفترات
طويلة تعقب عودة تلك القوات إلى الاتحاد السوفييتي كما جاء في ذلك التقرير الذي
أعد من خلال مقابلات أجريت مع قادة المجاهدين و (35) مكلفاً سوفييتياً سابقاً ممن
اشتركوا في القتال في أفغانستان، بما في ذلك أسرى وهاربين.
لقد أدى غياب المياه إلى أوضاع صحية موحشة وإلى انتشار الكثير من
الأوبئة كالتهاب الكبد والملاريا والتيفوئيد وبشكل واسع جداً. لقد أدت تلك الأحوال
إلى حالات فرار متكررة وعصيان علني بل ومنظم، وقد وقعت بعض حالات
انتحار كنتيجة لتدهور المعنويات.
بلغت خسائر أمريكا في فيتنام (58135) قتيلاً، و (153303) جريحاً،
و (2413) مفقوداً.
" تايمز " 26/5/1988م