مجله البيان (صفحة 2622)

تقرير دعوى عن مسلمى ديفوسى فى جنوب الفلبين

المسلمون والعالم

تقرير دعوي

عن مسلمي ديفوسي في جنوب الفلبين

بقلم:سعود بن محمد آل عوشن

مدخل:

يبلغ عدد سكان الفلبين حوالي خمسة ملايين نسمة، وقد دخلها الإسلام في

القرن الثامن الهجري وواجه السكانَ المسلمين من قبل المحتلين استئصال واسع،

وقاموا بتنصيرهم حتى لم يعد عدد المسلمين بها يمثل سوى 11% وبخاصة في

الجنوب حيث يكون تجمّع المسلمين هناك. وديفوسي ضمن محافظة دابار الجنوبية، وهي أكبر مدينة في هذه المحافظة بعد مدينة راباو.

وهذه المدينة كثيرة السكان، ومعظم توابعها من النصارى إلا أن المسلمين

وإن كانوا في الأصل أهل البلاد فقد اضمحلوا وانطمسوا بالجهل والضعف

والتنصير؛ فأصبحت حالهم لا تسر؛ إذ يظن الزائر لهم أنهم نصارى لعدم وجود

مميز؛ فالرجال مثل النصارى، والنساء كذلك، وأماكن العبادة نادرة؛ بحيث لا

يظهر إلا عدد من الجوامع.

دور العلم:

يوجد فيها معهدان: أحدهما معهد ديفوس الإسلامي، والثاني معهد منداناو

الإسلامي، ويبلغ عدد الطلبة في كل منها ما بين 200 -300 طالب وطالبة،

ويدرس فيها من مرحلة الروضة إلى نهاية الثانوية العامة، كما يوجد عدد من

المدارس الإسلامية منتشرة في أحياء المسلمين وقد تبلغ عشرين مدرسة ولكنها لا

تغطي سوى 10% من الأحياء الإسلامية.

المقررات الدراسية:

تسير معظم المدارس في مقرراتها الدراسية على مناهج الجامعة الإسلامية

بالمدينة المنورة في مراحلها الأولى.

الدعوة:

هناك عدد من الجمعيات الخاصة بالدعوة والتعليم، ولها مدارسها، وأكبر هذه

الجمعيات جمعية العلماء التي شكلها الدعاة المتخرجون من ليبيا، إلا أن نشاطها

الدعوي أقل مع اهتمامهم بالمواسم البدعية مثل الاحتفال بالمولد النبوي، وليلة

النصف من شعبان، وليلة الإسراء والمعراج، وغيرها.

حاجة البلاد:

لا شك أن البلاد في حاجة إلى الدعوة، والتعليم الإسلامي بصورة خاصة،

وهي ذات مناخ مناسب للدعوة الإسلامية، والمسلمون سئموا من المبتدعة، وهم

يبحثون عن العودة إلى الإسلام من جديد؛ إذ يعيشون خواء نفسياً وفراغاً روحياً؛

ولذا نجدهم يبحثون عن أصالتهم وإثبات شخصيتهم ووجودهم الإسلامي؛ فهم في

دوامة فكرية، وقد يتبعون أي ناعق، ولكن ولله الحمد فإن أهل الضلال في هذه

المنطقة بعيدون عنهم.

وقد يستشرف القارئ المهتم بالدعوة في هذا المكان إلى معرفة الطريق الذي

يسلكه للإسهام بالمسؤولية والعمل على أداء الواجب المفروض على كل فرد.

فنعرض فيما يلي بعض من الوسائل والطرق التي يمكن أن يسلكها من يؤدي

دوره الدعوي كما يلي:

1- ضرورة دعم الدعاة هناك بالكتب والمراجع الإسلامية باللغة العربية؛

ويحسن أن تكون على شكل مكتبة صغيرة توضع في أحد المعاهد الإسلامية القائمة

حتى يرجع الجميع إليها.

2- بدعم الدعاة والطلبة بالكتيبات الصغيرة باللغة العربية واللغات المحلية

التي تبحث في مواضيع العصر؛ لزيادة معلوماتهم وثقافتهم حول أوضاع المسلمين

وتعاليم دينهم.

3- أهمية نشر الكتيبات الإسلامية والمطويات مثل كتاب التعريف بالإسلام

لفهد المبارك، وكتاب التوحيد وتعليم الصلاة وغيرها بلغة التجالو.

4- يحسن ابتعاث أعداد من الطلبة إلى البلاد العربية وتعليمهم العلم الشرعي

بها؛ على أن يُتابَعوا أثناء التعليم، ويُوجّهوا إلى التزود بالمعلومات والتطبيق

بصورة أعلى؛ حتى يكونوا قدوة لمجتمعاتهم.

5- اختيار بعض من الطلاب المتخرجين من الثانوية العامة وإعطائهم منحاً

دراسية في الكليات الإسلامية بمدينة مراوي فذلك من أسهل الطرق وأوفرها.

6- اختيار مجموعة من الطلبة من المراحل الابتدائية أو المتوسطة ونقلهم إلى

إحدى المعاهد الإسلامية التي تقع في وسط إسلامي وتحظى بتربية أعلى ضمن

الطلبة البارزين في تلك المعاهد، مع تحمل نفقاتهم المعيشية والدراسية وهي قليلة

نسبياً.

7- يحسن وضع حوافز للطلبة الموجودين بالمعاهد والمدارس القائمة في حالة

التزود بالمعلومات بصورة أعلى؛ كمن يحفظ من القرآن أكثر وكذلك من الحديث،

ومن يتقن العربية أو يجيد الخطابة أو غير ذلك؛ مما يساعد على زيادة الحصيلة

العلمية.

8- منح حوافز لمن يزداد علماً من المدرسين والدعاة إذا قدّم ما يثبت ذلك من

ملخصات أو بحوث أو نقاش أو غير ذلك.

9- يركز في التوعية على الجوانب التربوية والتطبيق العملي للإسلام وإيجاد

المسلم الحق.

10- يشكل الجهاز المشرف على هذه الأعمال من خيرة أعضاء الجمعيات

القائمة وذلك عن طريق الترشيح لأول مرة، ولمدة لا تتجاوز سنة، وبعدها

بالانتخاب إن ثبت جدوى ذلك، وإلا فبالترشيح لكن لمدد قصيرة دائماً حتى يكون

التجديد دائماً والجهد مشتركاً وليسلم من الاستبداد في السلطة السائدة في الجمعيات

القائمة.

11- يمكن دعم المعاهد القائمة بمدرسين أكفاء؛ وذلك بكفالتهم وتحديد

مجالات أعمالهم.

12- إقامة ندوات توعية لإيضاح الإسلام وتبيانه بالأسلوب الملائم لهذا

المجتمع.

13- وضع برنامج وعظ محدد ومنظم للكبار المتعلمين بالمنطقة في أحيائها

الإسلامية ومدارسها ومساجدها، ويركز على التطبيق العملي للإسلام في الآداب

والأخلاق والمعاملات.

هذا ونسأل الله التوفيق والسداد للعاملين في أي مكان وزمان، وأن يبصر

الجميع إلى ما يُظهر دينه على الدين كله ولو كره الكافرون؛ إنه سميع مجيب

وبالإجابة جدير، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015