مجله البيان (صفحة 262)

إلى أمى مع التحية

أدب وتاريخ

إلى أمي.. مع التحية

شعر: عبد الإله عبد الهادي

حماك الله يا أمي وعافاك

من الأوجاع والآلام

وعين الله ترعاك ... وترعانا مدى الأيام

عفا عنا وعنك الله يا أمي وطهرنا من الأخطاء والآثام

فيا أمي أنا الطفل الذي ربته كفاك

وكم سهرت طوال الليل كي ترعاه عيناك

غدا رجلاً بفضل الله يا أمي

وحين تصيح بالأعماق ذكراك

ويشتعل الحشا شوقاً

وهذا الوقت لا يمشي

وأصداءٌ من الأعماق تصرخ بي:

متى رباه تأذن لي؟

متى أماه ألقاك؟

يُرى يبكي … كطفل ضائع شاكِ

***

أجيء إليك يا أمي بأحلامي

عساكر سادتي الحكام حيث أسير من خلفي وقُدامي

وتفصلنا مسافات بها الأهوال أصنافاً

إذا ما سرت عن بلد رأيت بغيره الأهوال أضعافاً

ففي بلد

إذا جئت الحدود يقال يا أمي..

يُرى في شكله الدين

أعيدوه

فهذا الصنف رجعي وأفيون

وفي بلد تقول عساكر السلطان يا أمي

أتاكم من بلاد الشرك مرتداً فردوه

وإلا فهو مملوك أذلوه

وفي بلد إذا قدمت للسلطات ما طلبوا

يقال: ارجع إلينا بعد شهرين

سنبحث وضعك الأمني في كل الميادين

تزور بلادنا أهلاً ولكن ما هو السبب؟ !

لأي منظمات كنت أو ما زلت تنتسب؟ !

***

دروب كلها بالشوك والألغام مزروعة

على لوحاتها كتبوا:

هنا مولاي مسموعة

هنا القبلات للأقدام بالقانون مشروعة

قوانين البلاد تحذر الإخوان والأخوات

عليكم أن تراعوا حرمة القانون والعادات

يعاقب من يفكر دون ترخيص من السلطات

يكون مخالفاً من مارس الأحلام والآهات

لذلك فاتقوا الشبهات

دروب الكون مظلمة وتقطعها على الناس الشياطين

وكل الناس في الدنيا مساجين

قد اتفقت على هذا القوانين

إذا ما رحمة نزلت تصادرها القوانين

وإن ثار المساكين

على ظلم يحيق بهم

تسن لهم قوانين

فكيف أسير يا ربي إلى أمي؟ !

وتفصل بيننا هذه القوانين

أعوذ بنور وجهك يا إلهى إنها أمي

وهذا الكون أظلم كل ما فيه

دعاة الخير والإصلاح مغلوبون في شتى نواحيه

فأنزل يا إلهي رحمة لتعود للناس الأحاسيس

وينتشر الهدى في الكون ترفع راية الإسلام في كل الميادين

بلا خوف ولا شكوى ولا منةْ

نسير على كتاب الله والسنةْ

طريق واحد يهدي إلى الجنةْ

بلا خلط وترقيعِ

ولا نقص وتفريعِ

فهذا الدين تشريع من المولى

وما في الكون مخلوق له حق بتشريع

يعيش المرء في الإسلام إنساناً

فلا ظلم ولا بخس ولا يشكو الورى رَهَقاً

إذا الناس استقاموا خلف نهج المصطفى صُدُقاً

سقاهم ربهم ماءاً شراباً طيباً غَدَقاً

وعاشوا في نعيم الله في دنيا مثاليةْ

حياة كلها طهر وإيمان وإيثار وحريةْ

فلا عدوان فيها أو أنانيةْ

صباح مساء يا أمي أراك معي بأحلامي

دعاؤك دائم لله يرعاني

يثبتني على الإيمان يحميني

من الآلام والأحزان والهم

أنا منك.. أينسى نبعه الماء؟ !

وإن طال الرحيل بنا

وإن عجت بساح الدار أبناء

سأبقى طفلك المشتاق خلف تخوم آفاقي

أحن إليك كالعطشان ليس سواك لي ساقِ

سأبقى موثقاً بقيود أشواقي

إلى أن يأذن المولى بإطلاقي

إذا ما ظل من عمر لنا باقِ

بإذن الله يا أمي بهذا الصيف نلقاكم

ونسعد كلنا بنعيم مرآكم

فيا أحبابنا إنَّا نعيش حياتنا شوقاً للقياكم

إلى أن نلتقي ندعو إله العرش يرعانا

ويرعاكم ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015