كلمة صغيرة
من المضحكات المبكيات في واقع كثير من دول عالمنا العربي الإسلامي
الموقف المتشنج لحكومات تلك الدول من الرفض المطلق لأي تجمع إسلامي أن
يعمل في الهواء الطلق أسوة بالفعاليات المسموح لها؛ لتعمل وتدعو وتشارك في
صنع الواقع المعاش للأمة. حتى وصل الأمر إلى تقنين ما يمنع ذلك ويجعله في
حكم الممنوع وغير المقبول مثله مثل أي مواد محظورة.
وهذا الموقف لم يأت من فراغ؛ وإنما هو نتيجة حتمية للعلمنة والتغريب
اللذين زرعهما المستعمر قبل أن يرحل وتركهما في أيد أمينة رباها على عينه حتى
صارت وفية لها تناصب أي تجمع إسلامي العداء، وتعمل على منعه بكل الطرق
المتاحة؛ وكأن هؤلاء الإسلاميين لا نصيب لهم من الواقع، ولا رصيد لهم في تلك
المجتمعات.. مع أن ذلك يناقض ديمقراطياتهم الفجة ودساتيرهم المزيفة.
وأخيراً سمحت إحدى الدول العربية لحزب يساري بالعمل أسوة بغيره من
الأحزاب الهزيلة في ذلك البلد؛ بينما يعاني الإسلاميون فيها الأمرّين؛ مع أنهم ذوو
اتجاهات ورؤى معتدلة.
إن الحجْر على حرية الرأي لفئات دون أخرى، ومطاردة فئات بدعاوى
متهافتة مكرورة يولد التساؤلات الحائرة، وتنشأ على ضوئه المنطلقات المتطرفة؛
فإلى متى ستبقى العصا مرفوعة ضد الإسلام ودعاته؟ ويتساءلون.. لماذا تخرج
تلك الاتجاهات المنحرفة؟!
أعيدوا النظر في الموقف الظالم من دعاة الفكرة الإسلامية، وليعملوا في
وضح النهار حتى لا يلجأوا إلى العمل السري بدون علم صحيح ولا موجه مخلص؛
وهكذا تحصل المآسي التي هي نتيجة طبيعية للكبت والظلم!
فهل يعي ذلك من يهمهم الأمر؟ أم على قلوب أقفالها؟
والله المستعان،