اختيار: مازن محمد راغب
ضرورة العلماء للأمة
الناس بلا علماء هم جُهال، تتخطفهم شياطين الإنس والجن من كل حدب
وصوب، وتعصف بهم الضلالات والأهواء من كل جانب ومن هنا كان العلماء من
نعم الله - تعالى - على أهل الأرض فهم مصابيح الدُّجى، وأئمة الهدى، وحجة الله
في أرضه، بهم تُمحق الضلالة من الأفكار وتنقشع غيوم الشك من القلوب والنفوس، فهم غيظ الشيطان وركيزة الإيمان وقوام الأمة ... وهم ورثة الأنبياء؛ قال عليه
الصلاة والسلام: ( ... وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض
حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب،
إن العلماء ورثة الأنبياء) . كل هذا الفضل للعلماء العاملين، الجريئين في الحق،
المحبين للخير، الآمرين بالمعروف، الناهين عن المنكر، المحاسبين للحكام،
الناصحين لهم، والساهرين على مصالح المسلمين، المهتمين بأمور الأمة،
المتحملين كل أذى ومشقة في هذا السبيل.
نعم، كل ذاك الإكرام للعلماء الذين يحرسون الإسلام الأمناء على دين الله
الداعين الحكام إلى تطبيقه بلسان صدق وجَنان ثابت.
(عبد العزيز البدري - رحمه الله - في الإسلام بين العلماء والحكام)
وحدها فقط
الحضارة الإسلامية وحدها تقوم على التوحيد والإيمان بالله وكتبه واليوم الآخر، وتتمثل الأخلاق وتنتهج الوضوح والصدق وهي أمور انسلخت منها الحضارات الأخرى فتعرّت من الفضائل التي لا تقوم بغير هاتيك المقومات وغدت منها مفلسة.
واستمداداً من ذلك فإن الحضارة الإسلامية تتحصن بالوحدة والتوحد، وتتسم
بالكمال والشمول والذوق والأناقة، وتستعلي بالألفة والمحبة والانسجام والوئام
والطهر والنظافة والصدق والقوة وتزهو بالتحرر والحركة والانطلاق الاجتماعي
الخيّر في وجهته يقودها إلى الله التزام بطاعته وأخذ بشريعته.
(الدكتور عبد الرحمن الحجي: " جوانب من الحضارة الإسلامية ")
الوجوه رسل القلوب
ولا تكثر على ذي الضعف عتباً ... ولا ذكر التجرم للذنوب
ولا تسأله عما سوف يبدي ... ولا عن عيبه لك بالمغيب
متى تكُ في صديق أو عدو ... تخبرك الوجوه عن القلوب
زهير بن أبي سُلمى