كلمة صغيرة
الطريقة الاستفزازية التي تتعامل بها أمريكا مع قضية فلسطين تنبئ عن
العقلية المتعصبة المتوترة التي تفكر بها؛ فراعية السلام المحايدة! عجزت عن
مجرد اتقان تمثيل هذا الدور حتى النهاية، على الرغم من الإمكانات المسرحية
الهائلة التي تمتلكها. وشعاراتها التمثيلية (سلام الشجعان!) لم تستقر عليها، بل
أصرت على أن ترفع شعاراً آخر تلزم به طرفاً واحداً فقط، وهو: (سلام العبيد! !) تُمارس من خلاله كل ألوان الإذلال والاستهانة والعبث بعقول أمة.
وقديماً بيّن (جوستاف لوبون) الخلفية الفكرية والنفسية التي يتعامل بها الغرب
مع القضايا الإسلامية بقوله: (لقد تجمعت العقد الموروثة: عقد التعصب التي ندين
بها ضد الإسلام ورجاله، وتراكمت خلال قرون سحيقة، حتى أصبحت ضمن
تركيبنا العفوي) .
وليس العتب الحقيقي على الغرب فما تخفي صدورهم أكبر، ولكن العتب كل
العتب علينا أبناء هذه الأمة الذين نرضى بالدنية في ديننا، ونقبل تلك المسرحية
التي اتضحت ألاعيبها وتكشفت مهازلها! !