مجله البيان (صفحة 2563)

كلمة صغيرة

مفارقات

الشباب هم عماد المستقبل وعدة الأمم لمواجهة النوائب؛ لذا تضع كل أمة من

الأساليب التربوية والعلمية والعملية ما تصنع به شباباً يرفع رايتها ويواصل أمجادها.

والمنطلقات العقدية والإيديولوجية لكل أمة هي أول ما تحرص على ترسيخه

في أذهان بنيها، وهذا ملموس في كل دول العالم.

غير أن الإسلام يكاد يكون الدين الوحيد المحارَب حينما يطلب أن يكون منهج

حياة فاعلاً للشباب؛ وذلك في كثير من الدول الإسلامية لأسباب كثيرة معروفة لا

يتسع المجال لذكرها.

ولذلك رُفِضَ اسم تجمع شبابي إسلامي رياضي تقدمت به دولة خليجية منذ

سنوات حينما عقد فيها مؤتمر إسلامي، ورأت اللجنة الأولمبية العالمية منع ذلك

لعدم الموافقة على أن يكون أي تجمع رياضي دولي ذا انتماء ديني! فاضطرت تلك

الدولة لتسمية الدورة بـ (دورة الصداقة والسلام!) .

لكننا سمعنا مؤخراً عن الدورة الرياضية اليهودية التي لم يجرؤ أحد على

منعها، وأخيراً مؤتمر الشبيبة العالمي في باريس الذي دعي إليه بابا الكاثوليك ليلقي

ما يسمى بالقداس مع استقبال الرئيس الفرنسي شيراك له بكل حفاوة وليقول له إنه

قدوة للجميع. هذا فعلهم مع شبابهم؛ فماذا فعلت أكثر الدول العربية لشبابها سوى

مواصلة تغريبهم، وترسيخ صور الانحراف فيهم بدعاوى التطور والتقدمية؛ هذا

حالهم مع شبابهم، وتلك أحوالنا مع شبابنا!

والله المستعان،،،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015