كلمة صغيرة
اعتادت بعض الدول على إضافة بعض مراسم الاحتفال الخاصة باستقبال كبار
ضيوفها، فيما يعرف بالبروتوكول (فن التعامل بين الدول والهيئات) ، فهناك بعض
الدول التي تقدم باقة من الزهور يحملها بعض أطفالها إلى الضيف، وهناك دول
أخرى تضع في البروتوكول زيارة قبر الجندي المجهول، ودولة اليهود تصر على
أن يزور الضيف حائط البراق (الذي يسمونه حائط المبكى) معتمراً قلنسوة اليهود
الشهيرة، ومن طقوس بروتوكولهم أيضاً زيارة متحف ضحايا النازية (الهولوكست) ، وتركيا تضع ضمن برامج البروتوكول زيارة ضريح الهالك أتاتورك ووضع إكليل
من الزهور عليه، وكذلك كانت الدولة الشيوعية سابقاً: إذ كان لا بد من زيارة
قبرَيْ: لينين وستالين، وكم وقف الرفاق العرب أمام قبريهما خاشعين وقدموا لهما
قرابين الطاعة قبل أكاليل الزهور!
والقاسم المشترك بين هذه المراسم أنها تحمل دلالة رمزية ومعنى بعيداً يراد
إشراك الزائر فيه.
ولكن أغرب ما رأيناه هو ما ابتدعه بعضهم عند استقبال رجال الحرب اليهود
في بلادهم، حيث تكرر فيما يشبه البروتوكول المفروض تقديم (سيف عربي) إلى
وزير آلة العدو الحربية ثم إلى رئيس أركانه! فما هي الدلالة الرمزية والمعنى
البعيد من هذا الطقس الجديد؟ ! إذا كانوا يقصدون إفهام العالم أنهم سلّموا أسلحتهم
وجيوشهم إلى يهود فهذا قد عرفناه منذ زمن، أم المقصود التذكير المستمر بالخنوع
وإهدار الكرامة..؟ فإننا نذكرهم بأن العزة (لله ولرسوله وللمؤمنين) .
ثم إلى أي مدى ستذلنا (البروتوكولات) ؟ ! وإلى الله المشتكى.