الورقة الأخيرة
بقلم:محمد الروبي عبد الوهاب
هل تخيلت مرة أن ترتدي ثوباً كتب عليه هُبَل، أو اللات أو العزى أو مناة؟
هل كان لك قميص مكتوب عليه (ودّ) أو لزوجتك أو أختك خمار كتب عليه سواع
أو لطفل من أطفالك رداء جميل مكتوب عليه يعوق أو نسر؟ ماذا سوف يكون رد
فعلك؟ هل توافق على هذا العبث والهراء؟ هل تقف بين يدي الله تصلي وأنت
ترتدي هذه الخبائث التي تمجد الأصنام؟ هل تسير بها في الشارع كي يرى الناس
ذلك الاسم الوثني الذي يتربع على صدرك أو كتب على ظهرك؟ إنني أظن أنك
حين تدرك معنى ذلك العبث والهراء فسوف توقد فيه النار من اللحظة الأولى،
سوف تحكم على البائع بالترويج لعبادة الأوثان وجلب الملابس التي تحمل هذه
الأسماء أو تتهمه بإشاعة الفتنة بين أبناء المسلمين الموحدين وهذا أضعف الإيمان.
غير أنني لاحظت أن في الأسواق مؤامرة خبيثة تحاك خيوطها بإحكام ضدنا،
تستهدف ضرب العقيدة التي هي أعز ما نملك تسير حثيثاً حتى يتملك المرض
جسدنا المنهك من كثرة الفتن التي تركت الحليم حيران يقول: ماذا نفعل؟ فمنذ أن
ظهرت الدعوة لدين الله حاربها الكفار بكل ما توفر لديهم من عدد وعتاد، ووقفوا لها
وقفة الجاحد المنكر، وحاربوها بأساليب المكر والخديعة والدس والمواجهة؛
وهاهم اليوم يعاودون الكرّة مرة ثانية وقد تمكنوا من الولوج إلى منازلنا بل إلى غرف
النوم، وعاشوا معنا وفي دمائنا من خلال البث الفضائي وأصبح كثير من بيوتنا
مرتعاً لهم ولفجورهم ولفسقهم، وساعدناهم نحن باتباع الهوى والنفس وإبليس،
وغرتنا الحياة الدنيا، وأَلْهَانا الأمل حتى سرنا على دربهم دون أن نفكر في إرضاء
الله، بل سارعنا نخطب ود الزوجة والأولاد ولو غضب الله تعالى علينا.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى: قلدناهم في ملابسهم، وأصبحنا نرى
الشباب، ويا حسرتنا عليهم، والفتيات، وما أعظم مصابنا فيهن، والأولاد
والأطفال، وما أسوأ تربيتنا لهم، والزوجات، وما أشد غفلتنا عنهن يرتدين
الملابس الفاضحة المكتوب عليها عبارات باللغة الإنجليزية أكثر خدشاً للحياء من
هبل وأمثاله، جاؤوا بها من الرومانيين وأساطيرهم والآلهة التي كانوا يعبدونها،
ومن الإغريق وأيضاً، إلى جانب بعض من أسماء الآلهة الفرعونية، ورأيت أنه
لزاماً عليّ أن أكتب وأوضح هذا الأمر ليكون بياناً للناس حتى لا يوضع لي لجام
من نار يوم القيامة.
وما أكثر الأنواع التي هي عبارة عن سترات (بلوزات) نسائية، وملابس
تخص الرجال والنساء، وكذلك أنواع من أغطية الرأس ذات اللسان الذي يتدلى
على الجبهة ويكتب فوقها أسماء قبيحة تعني مدلولات معينة كما توضحه أسماء آلهة
القوم المزعومة [*]
والله أرجو أن ينفع بها عامة المسلمين ويجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم.