كلمة صغيرة
تذكرنا أخبار تركيا بأحداث الجزائر، حيث انبرى الجيش في كلا البلدين
وائداً الجنين، ومهدداً الأم أن تئد ابنها الرضيع أو تحبسه حبساً مطلقاً، فلا يقرب
(الشارع السياسي) أبداً.
ضاق الجيش في (الجزائر) أو قل قادته بخيار الشعب، وما إن علموا أن
الجنين بدأ حركته داخل البطن بإعلان نتائج المرحلة الأولى حتى أجهز عليه سيف
(فرعون موسى) ، ولقد دفع الشعب (الجزائري) ولا يزال يدفع ثمن ذلك البغي من
قادة الجيش حينما سرقوا إرادته.
ولا يحسبن القارئ أننا نزكي كل ردود الأفعال التي أعقبت ذلك البغي، ولكن
الرجم لا يكون لابن الزنى؛ تخلصاً من المشكلة، وإنما الرجم لمن زنى أو زنت
[جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ] [المائدة: 38] ، ودائماً يركز دعاة (الاستئصال)
على تجريم ابن الزنى؛ لأنه ليس له شرعية! ، لقد ظلموه بجريرة غيره،
وحاكموه وهم أصل الجريمة.
واعترض الجيش التركي على الحد الأدنى من الحجاب الإسلامي (تغطية
الرأس للنساء) ، حيث ضاق قادة الجيش بتجويزه، وليس بفرضه، وهو ما يدخل
في نطاق (حقوق الإنسان والحرية الشخصية) بمعيار علمانيتهم، كما اعترض
الجيش على مدارس القرآن، في الوقت الذي فُتحت فيه الكنائس وأُعيد ترميمها في
كل بلد شيوعيّاً كان أو اشتراكيّاً بمباركة ومشاركة من الغرب.
هل أصبح الجيش هو العصا التي يُهشّم بها كل بروز ولو كان ضئيلاً لأي
وجه إسلامي، حتى ولو كان شاحب اللون، هزيل القوة؟ ! .
قديماً قال تقدمي كبير! ! : (إن الاستعمار لا بد أن يحمل عصاه ويرحل) ..
وقد رحل، ولكنه ترك عصاه يحركها بالتحكم عن بعد.
فهل لنا أن نتسائل: تلك الجيوش، وتلكم القادة الذين يأكلون، ويشربون،
ويلبسون، من دماء شعوبهم.. ولاؤهم لمن؟ ! .